بنك عنب كفرمشكي في لبنان يحمي عشرات الأصناف من الاندثار

فكرة جديدة تهدف للحفاظ على الأصناف القديمة من العنب
الخميس 2022/09/22
أصناف شهية ومتنوعة

راشيا (لبنان) - ابتكر رئيس بلدية كفرمشكي وعضو اللجنة الوطنية للعنب في لبنان كمال السيقلي طريقة تحمي تراث بلدته وتحافظ على هويتها التاريخية من الاندثار والضياع تتمثل في “بنك العنب”، حيث شرع منذ بضع سنوات في إنشاء كرم خاص في سهل مرج كفرمشكي يحوي على 210 دوالي لـ72 نوعا من أنواع العنب القديمة والمعروفة، بمعدل 3 دوالي لكل نوع، كي يبقى الكرم شاهدا على أصول تلك الزراعة وأصنافها الشهية المتنوعة والتي تعود إلى زمن الآباء والأجداد وإلى سنوات خلت كانت فيه كروم العنب ملتقى للأهالي والعائلات.

ولبلدة كفرمشكي في قضاء راشيا حكايات مع العنب، إذ قلما تجد بلدة لبنانية نائية تمتلك هذا السهل الخصيب المتخصص بزراعة كروم وعرائش العنب بنسبة تشغل أكثر من 70 في المئة من مساحته التي تنتج أكثر من 4000 طن من أجود أنواع العنب في لبنان والشرق الأوسط وصولا إلى كندا والولايات المتحدة.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عن السيقلي قوله “نحن في بلدة كفرمشكي التي تقع على ارتفاع 1250 مترا، هذه البلدة التي ارتبط اسمها بزراعة العنب منذ القدم باتت تنتج أكثر من 4000 طن من أجود أنواع عنب المائدة الصالح للتصدير بمواصفات عالمية، وأصناف جديدة، ومنها تلك الخالية من البذور التي تصدر إلى أوروبا”.

وأضاف “كنا نصدر قسما كبيرا منها إلى السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والعراق ومصر واستطعنا بالتعاون مع جمعيات ومنظمات أن نستفيد من خبرات وتقنيات جديدة ومعدات زراعية حديثة ساعدتنا في تخفيض كلفة كيلوغرام العنب، الأمر الذي أتاح لنا المنافسة عالميا من خلال التصدير، قبل أن تصدع الأزمة الاقتصادية جدران الزراعة والاقتصاد، نتيجة انهيار العملة وارتفاع سعر المحروقات وكل شيء مرتبط بالزراعة”.

لكفرمشكي حكايات مع العنب، إذ قلما تجد بلدة لبنانية نائية تمتلك سهلا خصيبا متخصصا بزراعة كروم العنب

وتابع السيقلي “كغيرنا من المزارعين، نعاني ما نعانيه في هذا القطاع خصوصا هذا العام، حيث ارتفعت أسعار الأسمدة والأدوية أكثر من 35 في المئة التي كانت قد ارتفعت أصلا العامين الفائتين”، داعيا الوزارات المعنية إلى “العمل لفتح باب التصدير إلى الخارج حتى نصرف الإنتاج دون أن نترك بلادنا ونهاجر”، متوجها إلى الدول التي تستورد العنب لكي “تفتح أبوابها أمام منتوجاتنا التي تعد الأجود عالميا ولا مثيل لها في الأسواق”.

وعن بنك العنب قال السيقلي “فكرة جديدة أطلقتها ليس فقط على مستوى لبنان، بل أبعد من لبنان حيث أنشأت بنك كرم عنب للحفاظ على الأصناف القديمة وتلك التي على طريق الاندثار مكون حتى اللحظة من 210 دوالي عنب، 3 دوالي لكل نوع أي ما يقارب 72 نوعا من العنب التي لم نعد نجدها بسهولة”.

وتابع “تنطلق المبادرة من فكرة أنه لا يجوز أن نقول كان لدينا هذا الصنف أو ذاك، فقمت بجولة في معظم المناطق اللبنانية حتى جمعت هذه الأصناف، وبالتالي أقصى الجهود للحصول عليها وغرسها”، مؤكدا أن “الكرم مفتوح أمام الجميع لمشاهدته والاطلاع على أصنافه القديمة ولا غاية تجارية له”.

وتوجه السيقلي إلى المهتمين بزراعة العنب في لبنان لإفادته إذا كان هناك أي صنف قديم نادر لغرس دوالي منه في بنك العنب، من أجل حمايته وحفظه وتطويره أيضا، وأشار إلى “تعاون مميز مع الجامعات خاصة الجامعة الأميركية حيث يتم العمل من قبلهم على إجراء فحص الـDNA لمعرفة أصل كرمة العنب وحفظها وإجراء دراسات عليها ومقارنتها”.

وقال “نحن والعنب حكاية زمن واسم كفرمشكي مشتق من الكفر التي تعني القرية والمشكية هي صناعة الخمر، عنب كفرمشكي ذو مواصفات عالمية وهو يصدر إلى كثير من دول أوروبا وأميركا الشمالية وهو عنب خال من الترسبات”.

18