دعوات لعزل رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق ومحاكمته بعد الاعتقالات السياسية

بغداد – أثارت حملة الاعتقالات التي شنتها فصائل الحشد الشعبي في محافظة الديوانية جنوبي العراق خلال الأيام القليلة الماضية واستهدفت فيها شخصيات حقوقية وأكاديمية بتهمة قيادة "مخطط لحزب البعث"، استياء واسعا، وسط دعوات لمحاكمة رئيسها فالح الفياض، لاسيما بعد وفاة شيخ عشيرة جراء التعذيب.
ودعا النائب المستقل سجاد سالم الخميس رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والقضاء العراقي إلى عزل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض واتخاذ الإجراءات القضائية بحقه، معتبرا حملة الاعتقالات الأخيرة في محافظة الديوانية تمثل "خرقا فاضحا" للقانون.
وقال النائب المستقل عبر صفحته على فيسبوك إن "هيئة الحشد الشعبي ليست سلطة تحقيق بموجب القوانين العراقية، ويجب عزل فالح الفياض لخرقه القانون وعدم استقلاليته".
وأضاف سالم أن "حملة الاعتقالات الأخيرة من قبل هيئة الحشد الشعبي تمثل خرقا فاضحا للقانون يجب التصدي له، خاصة بعد التيقن أن هذه الحملة في محافظة القادسية هُددّ بها ناشطون ومحتجون".
وأوضح أنه "لا يوجد نص قانوني يمنح هيئة الحشد الشعبي سلطة التحقيق القضائي وحتى القوانين الخاصة، وهي كل من الأمر الديواني رقم 91 لسنة 2016 وقانون هيئة الحشد الشعبي رقم 40 لسنة 2016".
وتابع النائب المستقل أن "الهيئة وقادتها لا يمنحون صفة 'أعضاء الضبط القضائي' المكلفين بالتحري عن الجرائم وقبول الإخبارات والشكاوى، والتي حددتها المادة 39 من قانون أُصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971"، لافتا إلى أن "السكوت التام عن هذه الخروقات القانونية بمثابة التفويض لجهات سياسية معينة بإطلاق يدها للعبث بمصائر الناس واستهدافهم وقمع حرية الرأي".
ودعا النائب المستقل القائد العام للقوات المسلحة إلى "عزل فالح الفياض من منصبه"، مطالبا الادعاء العام بـ"اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه".
وتأتي دعوة النائب المستقل إثر وفاة شيخ عشيرة مرمض في محافظة الديوانية إقبال دوحان الخميس، بعد تدهور حالته الصحية إثر اعتقاله من قبل فصائل الحشـد الشعبي وإطلاق سراحه قبل يومين.
وأعلنت النائبة نور نافع الجليحاوي الخميس عن جمع تواقيع لكشف ملابسات وفاة الشيخ إقبال دوحان.
وكتبت الجليحاوي عبر حسابها على تويتر "شرعنا بجمع تواقيع لإشراف مجلس النواب بصفة رقابية على التحقيق بما ورد من معلومات عن تعرض المرحوم إقبال دوحان لعمليات تعذيب أثناء اعتقاله من قبل أمن الحشد، وعن الآلية غير القانونية لاعتقاله وبقية الشخصيات".
وسبق أن كرّمت هيئة الحشد الشعبي الشيخ إقبال دوحان، والذي كان قد أعلن تأييده لرجل الدين المثير للجدل محمود الصرخي، كما قدمت له شهادة شكر لدعمه لها وأشادت بما قدمه من دعم لوجستي خلال الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
وكانت فصائل الحشد الشعبي في العراق أعلنت الخميس الماضي أنها أحبطت ما وصفته بمخطط لحزب البعث جنوبي البلاد، يستهدف المراسم الدينية لأربعينية الإمام الحسين التي توافق منتصف الشهر الحالي، والتي يتوافد خلالها مئات الآلاف من داخل البلاد وخارجها إلى مدينتي كربلاء والنجف.
وأثار الإعلان الذي لم تتبنّه خلية الإعلام الأمني الرسمية المكلفة بإعلان الأخبار الأمنية والعمليات التي تنفذها في عموم مدن البلاد، لغطا واسعا في العراق، بعد الكشف عن اعتقال أكاديميين وحقوقيين جميعهم من محافظات جنوبية، ويشتركون في كونهم من المؤيدين للاحتجاجات الشعبية التي قادها الناشطون والحركات المدنية في أكتوبر عام 2019.
ونفذت عمليات الاعتقال في محافظات الديوانية وكربلاء وبابل والمثنى، جنوبي البلاد.
وذكر بيان الحشد الشعبي أن "عملية استباقية واسعة، تم من خلالها إحباط مخطط معاد ضد أمن بلدنا وزيارة الأربعين يقوده حزب البعث المحظور"، متحدثا عن اعتقال "شبكة فاعلة، منها أعضاء قيادات قطرية وقيادات فروع وشعب"، في حزب البعث العراقي.
ومن أبرز الأسماء التي تضم قائمة المعتقلين التي أعلن عنها أمن الحشد بقيادة أبوفدك المحمداوي، أستاذ القانون نصير الجبوري (55 سنة)، ومنعم العابدي (85 سنة) الذي يعمل محاميا وينتمي إلى النقابة، وأيضا الشيخ عادل وحيد البديري الذي يعد أحد الوجوه العشائرية في محافظة الديوانية.