حصاد دون التوقعات للقطن السوري

المساحات المزروعة بمحصول القطن في الموسم الحالي بلغت أكثر من 24.2 ألف هكتار قياسا بنحو 29 ألف هكتار خلال الموسم الماضي.
الجمعة 2022/09/16
انتكاسة رغم المجهودات

دمشق - أظهرت أحدث المؤشرات أن حصاد القطن السوري للموسم الحالي لن يكون في حجم طموحات الحكومة أو أوساط المزارعين بسبب منغصات اعترضت الوصول إلى المستهدف.

وشكلت ترتيبات إعادة النهوض بإنتاج القطن إحدى الخطوات التي عملت السلطات طيلة أشهر على تنفيذها، رغم أن هذا المجال الذي يدعم الصناعات النسيجية المحلية محاصر بالأزمات المالية والجفاف وشح الوقود وغلاء الأسعار.

ومع أن هذه الزراعة مرت بانتعاش ملحوظ متحدّية الصعوبات، في ظل أزمة اقتصادية خانقة وتركة سنوات من الحرب وسيطرة الإرهابيين على أراضي المزارعين، ما حرم الدولة من إيرادات ضخمة طيلة سنوات، لكن يبدو أنها تتعرض لانتكاسة.

أحمد الجمعة: الجميع حريص على الاستفادة من كميات الإنتاج

وتشير بيانات مديرية مكتب القطن إلى أن المساحات المزروعة بمحصول القطن في الموسم الحالي بلغت أكثر من 24.2 ألف هكتار من أصل الخطة المقررة لزراعة 57.3 ألف هكتار قياسا بنحو 29 ألف هكتار خلال الموسم الماضي.

وتعد هذه المساحة قليلة جدا قياسا بنحو 200 ألف هكتار يتم زراعتها بالقطن سنويا قبل اندلاع الأزمة في 2011.

ويتوزع المحصول الذي من المتوقع أن يصل هذا العام إلى 66.7 ألف طن على المحافظات التي تشتهر بزراعة القطن، ومنها حلب والحسكة ودير الزور والرقة ومناطق الغاب والقامشلي وحماة.

وأكد أحمد الجمعة مدير مكتب القطن أن جني محصول القطن بدأ في مختلف المحافظات وأن “الجميع حريص على الاستفادة منه” لأهميته من الناحية الزراعية والصناعية والإنتاجية والتسويقية.

ونسبت وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى الجمعة قوله إن “القطن يؤمن المادة الخام والألياف لمعامل الغزل والنسيج والبذور لشركات الزيوت وجزءا من زيت الطعام ومخلفات بذوره تستخدم كمادة علفية”.

وأشار إلى أنه تمت زراعة مساحة تقدر بنحو 590 هكتارا من القطن بحلب من أصل الخطة المقررة لزراعة 6797 هكتارا. ومن المتوقع إنتاج 1475 طنا.

ووفق المسؤول تبدو حالة المحصول لهذا العام جيدة رغم وجود إصابات حشرية بديدان الجوز. وأكد أنه تمت مكافحتها من قبل وزارة الزراعة بتقديم مبيدات لحقول المزارعين بشكل مجاني.

وحتى تتجاوز هذه المشكلة، قدمت الوزارة للمزارعين أصنافا محسنة من القطن يطلق عليها اسم “حلب 118″، فضلا عن مستلزمات الإنتاج من بذور وأسمدة ومحروقات وفق الإمكانات المتوفرة.

وحددت الحكومة سعر الكيلوغرام الواحد للقطن المحبوب بمبلغ 4 آلاف ليرة (1.6 دولار)، وهو مشجع للمزارع لتسليم كامل منتجه، وفق الجمعة.

القطن السوري

لكن هذا السعر لا يلقى صدى لدى العديد من المزارعين، إذ أن تكلفة الإنتاج أعلى بكثير من ذلك، ويقولون إن نصف السعر المقترح يذهب إلى العمال الذين يجمعون القطن، ناهيك عن سعر الوقود والأسمدة.

وفي منطقة كويرس بريف حلب الشرق حيث يجني المزارعون محصول القطن في حقولهم، قال المزارع فهد المعيوف من قرية عربيد إنه بدأ بزراعة موسم القطن في أبريل.

وأكد أنه تم اعتماد سقاية مساحات منها بنظام الري بالغمر وآخر بالري بالتنقيط وزادت فيها كمية الإنتاج بنسبة 40 في المئة وتم توفير 50 في المئة من المياه.

أما المزارع شعلان الإبراهيم فأكد أنه يملك حقلا بمساحة تتجاوز هكتارين والتزم بمواعيد الزراعة وإرشادات الوحدات الزراعية المتعلقة بالري والتسميد والتعشيب وبشكل منتظم. ويتوقع الإبراهيم أن تبلغ كمية إنتاج حقله خمسة أطنان من القطن.

كما لفت المزارع عبدالقادر المعيوف إلى إقبال المزارعين على زراعة القطن واعتماد صنف “حلب 118” مع اتباع أساليب الري الحديث، آملا في تحقيق إنتاج وفير لهذا العام.

66.7

ألف طن يتوقع جنيها من مساحة مزروعة تبلغ 24.2 ألف هكتار وفق مكتب القطن

وتعاني مناطق سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد منذ العام الماضي نقصا حادا في المشتقات النفطية نتيجة العقوبات الأميركية المشددة، التي تعطل واردات الوقود الحيوية.

وزادت المحنة مع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أواخر فبراير الماضي ما تتسبب في غلاء غير مسبوق في الوقود.

ويطالب عبدالرحمن إبراهيم رئيس الجمعية الفلاحية في قرية عربيد بضرورة توفير مستلزمات الإنتاج من محروقات وأسمدة للحصول على محصول قطن جيد إلى جانب توفير الرعاية للمحصول ووفق الإرشادات الزراعية كالتسميد المنتظم والسقاية بشبكة التنقيط.

وبدأ مزارعو الحسكة في قطاف المساحات المزروعة بمحصول القطن وسط توقعات بإنتاج يقارب 19 ألف طن.

وبين رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة جلال بلال أن عمليات قطاف القطن بدأت في ريفي مدينتي الحسكة والقامشلي حيث بلغت المساحة المقطوفة 150 هكتاراً بكميات إنتاج تقارب 350 طنا.

وأشار إلى أن القطاف سيشمل مختلف مناطق المحافظة مطلع الأسبوع القادم. وأوضح أن واقع نمو المحصول جيد للموسم الحالي ولم يعان من إصابات حشرية إلا في نطاق ضيق وفي مناطق متفرقة.

وتبلغ المساحة المزروعة بمحصول القطن في محافظة الحسكة للموسم الحالي حوالي 5910 هكتارات.

10