السودانيون يستعيدون ذكرى زيارة الملكة الراحلة إليزابيث

على الرغم من مرور أكثر من 50 عاما إلا أن صدى زيارة الملكة الراحلة لا زال حتى الآن.
الخميس 2022/09/15
استعادة ذكريات الماضي

الخرطوم – أعاد رحيل الملكة إليزابيث الثانية إلى أذهان السودانيين بعض الصور القديمة التي تحمل ذكريات زيارتها إلى بلدهم بعد أن مر عليها أكثر من نصف قرن.

زارت الملكة السودان في عام 1965 بعد حوالي تسعة أعوام من إعلان استقلاله رسميا عن الحكم الإنجليزي – المصري.

وتتذكر السودانية السبعينية بلقيس ركابي ذكرى مشاهدتها للملكة خلال الزيارة التي أجرتها إلى الخرطوم آنذاك، وقالت “كنت طالبة ارتدي الزي المدرسي وتم إخراجنا من المدرسة لتحية الملكة”.

وأبدت ركابي إعجابها الشديد بفستان الملكة وحاولت الإمساك بطرفه، إلا أن يد أحد جنود الحراسة حالت بينها وبين ذلك وأمسكت بها.

وتتذكر ركابي قائلة “ضربني الحارس بشدة، وعندما رأت الملكة ذلك صرخت: لا، لا. ومدّت لي طرف فستانها لأراه”. وفي بهو فندق مطل على النيل في الخرطوم يعود تاريخه إلى الحقبة الاستعمارية عُلقت صورة للملكة وهي تلوّح بيدها.

ولم تكن صورة الملكة هي الوحيدة المعلقة لمشاهير إنجليز؛ إذ علقت صورة لرئيس الوزراء الإنجليزي الأسبق ونستون تشرشل ورجل الأعمال توماس كوك والملكة فيكتوريا.

ويقول المدير العام لفندق “غراند أوتيل” عبدالمنعم عبدالمحمود الحسن “الآن الفندق يحتفظ بذكريات وصور وسجلات تاريخية لعظماء العالم الذين زاروا البلاد في فترات مختلفة وأبرزهم الملكة إليزابيث”.

ومن الشخصيات الشهيرة التي استضافها الفندق الذي بني عام 1902 زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا ومالكولم إكس، وهو أحد أبرز المدافعين عن حقوق السود في الولايات المتحدة.

hyh

وعلى الرغم من مرور أكثر من 50 عاما على هذه الزيارة، إلا أن الحسن يقول “مازال لها صدى جيد” حتى الآن.

وتعتبر مناهل أبوكشوة (73 عاما) نفسها من المحظوظين؛ إذ أتيحت لها فرصة لقاء الملكة مرتين، الأولى في عام 1965 والثانية في عام 2000. وتقول أبوكشوة إنها قابلت الملكة عندما كانت طالبة في المدرسة بولاية ود مدني جنوب الخرطوم، وكانت تبلغ من العمر 16 عاما.

وأوضحت “كنت من بين عشر طالبات تم اختيارهن لمرافقة الملكة أثناء الزيارة التي أجرتها إلى مدرستنا”. وأضافت “كفتاة صغيرة اندهشت من أن الجميع يفعلون كل شيء من أجل الملكة، وكنتُ فرحة لاختياري”.

وفي عام 2000 كان اللقاء الثاني بين الملكة وأبوكشوة بصفتها زوجة حسن عابدين سفير السودان في المملكة المتحدة آنذاك. وعلقت “أخبرتها بأننا التقينا من قبل، وضحكت. لقد حزنت (لنبأ وفاتها)، كانت امرأة عظيمة”.

20