منتجعات التزلج في أوروبا تواجه شتاء صعبا بسبب أزمة الطاقة

ميونخ - بعد أن أعلنت منتجعات التزلج في النمسا وسويسرا مؤخرا أنها صارت تبحث أفكارا تساعد في خفض تكاليف الطاقة أثناء فصل الشتاء المقبل، يقول مشغلو المصاعد في ألمانيا إن لديهم خططا مماثلة.
ويعد قطاع الرياضات الشتوية مصدرا كبيرا للإيرادات في جبال الألب والمناطق المحيطة بها، إلا أن نقل مئات الآلاف من السائحين إلى الجبال يوميا يتطلب توفير الكثير من الطاقة أيضا.
وفي ظل المخاوف من أن ينفد الغاز بدول أوروبا في فصل الشتاء المقبل بسبب التوقف المحتمل لإمدادات الغاز الروسية، قال مشغلو عربات التلفريك في سويسرا والنمسا إنهم مشغولون بالتوصل إلى أفكار بشأن كيفية خفض استهلاك الطاقة، بما في ذلك تقليل عدد العربات وإلغاء خدمات التشغيل الليلي المحبب لدى الكثيرين.
وفي حال فرضت الحكومة بعض القيود، فمن الممكن تعديل عمليات التشغيل من أجل توفير ما يصل إلى 20 في المئة من الكهرباء، بحسب ما يقوله بيرنو شتوفيل المدير الإداري لاتحاد صناعي في سويسرا، لمحطة “إس.آر.إف” الإذاعية، موضحا “لدينا خيارات مختلفة في ما يتعلق بسرعة التشغيل وعدد العربات المستخدمة وساعات العمل”.
فيما قال المتحدث باسم الصناعة فرانتس هورل إن مشغلي عربات التلفريك في النمسا يفكرون في اتخاذ إجراءات مماثلة.
وبغض النظر عما يقرره المسؤولون، يبدو أن التزلج في سويسرا سيواجه بعض التحديات في الشتاء المقبل، بحسب شتوفيل، حيث يعتزم مشغلو عربات التلفريك تقليل استهلاك الكهرباء بنسبة 5 في المئة، طواعية.
ويقول هورل لوكالة الأنباء النمساوية (إيه.بي.إيه)، إن النمسا تدرس أيضا وقف التشغيل الليلي لمنحدرات التزلج، وتقليل استخدام الجليد الاصطناعي وتشغيل التلفريك بعدد أقل من العربات.
وفي الوقت نفسه، تعمل الكثير من مناطق التزلج في ألمانيا على تنفيذ خطط مماثلة. فمن الممكن أن تعمل المصاعد بشكل أبطأ، كما يمكن للمشغلين تقليل الإضاءة والتدفئة، بحسب ما تقوله الجمعية الألمانية لعربات التلفريك ومصاعد السحب.
وعلى الرغم من عدم وضوح ما سيبدو عليه التطبيق العملي تحديدا، تخضع جميع مناطق تشغيل عربات التلفريك للتدقيق حاليا، بحسب ما يقوله نائب رئيس الاتحاد بيتر لورينتس.
وأعلنت الجمعية الألمانية لعربات التلفريك ومصاعد السحب أن عشاق الرياضات الشتوية في ألمانيا يجب ألا يتوقعوا تدفئة المقاعد داخل عربات التلفريك في موسم الشتاء المقبل.
وفي حين أن التدفئة كانت دائما تعتبر من الكماليات، يفكر المشغلون في بعض المناطق أيضا في تقديم الماء البارد فقط داخل مرافق دورات المياه. كما يمكن تشغيل عربات التلفريك بوتيرة أبطأ من أجل تقليل استهلاك الطاقة، بحسب ما هو متبع بالفعل في النمسا وسويسرا.
وفي الوقت نفسه، قد يقلل المشغلون حجم الإضاءة الداخلية بشكل كبير. ومن ناحية أخرى، دعا نشطاء البيئة إلى وضع حد لاستخدام الجليد الاصطناعي، حيث طلبوا من حكومة ولاية بافاريا، موطن الكثير من منتجعات الرياضات الشتوية في البلاد، وضع إرشادات مناسبة لذلك. وتحتاج مناطق التزلج إلى التكيف على أي حال بسبب تغير المناخ، بحسب ما تقوله جمعية بافاريا للحفاظ على الطبيعة.
وأضافت أنه من الممكن أن توفر إزالة الجليد الاصطناعي 12 مليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء في فصل شتاء واحد، بالإضافة إلى ملايين اللترات من المياه.
وتقول الجمعية الألمانية لعربات التلفريك ومصاعد السحب إن ألمانيا استهلكت نحو 556 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء في عام 2018. ويعني ذلك أن تصنيع الجليد في بافاريا يمثل 0.002 في المئة من إجمالي استهلاك الكهرباء في ألمانيا. وبالإضافة إلى ذلك، يتم إنتاج الجليد الاصطناعي بشكل أساسي في الليل، عندما تكون الكهرباء متاحة بسهولة.
ويستهلك سائح الرياضات الشتوية في المتوسط 16 كيلوواط/ساعة يوميا أثناء ممارسة التزلج، وهو ما يشمل استخدام عربات التلفريك وتجهيز منطقة التزلج، ولكن باستثناء الرحلة إلى المنتجع – التي تعادل قيادة سيارة متوسطة الحجم لمسافة 22 كيلومترا.
وأكدت الجمعية الألمانية لعربات التلفريك ومصاعد السحب أن عربات التلفريك تم وضعها بصورة جيدة بالفعل من حيث الكفاءة في استخدام الطاقة والتوفير، حيث يتم تسخين المطاعم بالحرارة المهدرة من عربات التلفريك، كما توفر الأنظمة الكهروضوئية الدعم للإمدادات.