الجمع بين ممارسة الرياضة والاستحمام في الساونا يعزز صحة القلب والأوعية الدموية

يؤكد خبراء اللياقة البدنية فوائد الاستحمام بالساونا على صحة القلب والأوعية الدموية، مشيرين إلى أن الاستخدام المتكرر للساونا يخفض خطر الإصابة بنوبة قلبية قاتلة. كما تعد حمامات الساونا صديقة للقلب، حيث تعمل على تقوية الجهاز القلبي الوعائي وتساعد على ضبط قيم ضغط الدم.
واشنطن - يؤكد خبراء اللياقة البدنية أنه كلما زاد الأكسجين الذي يمكن ضخه إلى مركز التحكم في الجسم، الدماغ، كلما كان العضو أكثر صحة على المدى الطويل، مشيرين إلى أن التمرين يشكل جزءا من مجموعة من الأدوات المتاحة لشخص ما للمساعدة في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
ووفقا لدراسة من عام 2015، ارتبط الاستخدام المتكرر للساونا بانخفاض خطر الإصابة بنوبة قلبية قاتلة. وعلاوة على ذلك، وجدت دراسة لاحقة في 2018 أن الاستحمام بالساونا ثلاث إلى سبع مرات في الأسبوع يمكن أن يقلل من احتمالية حدوث أحداث قلبية وعائية قاتلة.
وقارنت دراسة جديدة نُشرت هذه المرة في المجلة الأميركية لعلم وظائف الأعضاء من قبل جامعة جيفاسكيلا في فنلندا، تأثير الاستحمام بالساونا مع ممارسة الرياضة وممارسة الرياضة بمفردها.
ولأغراض البحث، جندت الدراسة 48 رجلا وامرأة تتراوح أعمارهم بين 30 و64 عاما لكل منهم عامل خطر واحد على الأقل لأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السمنة أو التدخين أو حالة قلبية وعائية ذات صلة مثل ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
وبعد الانتهاء من الدراسة، وجد أن المجموعة التي جمعت بين ممارسة الرياضة والاستحمام في الساونا كانت لديها درجة أعلى من اللياقة القلبية التنفسية، واحدة تم قياسها من خلال الحد الأقصى لامتصاص الأكسجين. وعلاوة على ذلك، عانت هذه المجموعة أيضا من انخفاض في ضغط الدم وانخفاض مستويات الكوليسترول في الدم مقارنة بالمجموعتين الأخريين.
بعض التغييرات تتجلى من خلال استجابة أكبر لبروتين الصدمة الحرارية في مجموعة التمارين والساونا مقابل مجموعة التمارين وحدها
وقال المعد الرئيسي للدراسة إيرريك لي “ما نعرفه من الأدبيات هو أن فترة ما بعد التمرين هي ما يُعرف باسم ‘نافذة الفرصة’، حيث تكون هناك حساسية محسّنة للأنسولين ومستويات شحوم دم متضائلة (دون أكثر من 60 – 90 دقيقة). وهذا يقدم نفسه كفرصة مثالية للتدخلات المقترنة مثل العلاج بالحرارة، وفي هذه الحالة، الاستحمام بالساونا. وبالإضافة إلى ذلك، خلال فترة ما بعد التمرين، ترتفع العوامل المولدة للأوعية وبالتالي فإن تغيير تدفق الدم أو توصيل الأكسجين بعد التمرين يمكن أن يكون له تأثير إضافي أو تآزري على الإشارات المولدة للأوعية الناتجة عن التمرين وحده، على الرغم من أن هذا لم يثبت بعد تجريبيا في البشر”.
وما يعنيه هذا هو أن الاستحمام بالساونا استغل فترة ما بعد التمرين ليكون بمثابة علاج للقلب.
وفي غضون ذلك، أضاف البروفيسور كريستوفر مينسون من جامعة أوريغون “من المحتمل أن تتجلى بعض هذه التغييرات من خلال استجابة أكبر لبروتين الصدمة الحرارية في مجموعة التمارين والساونا مقابل مجموعة التمارين وحدها. ومن المعروف أن الصدمة الحرارية لها العديد من الآثار المفيدة على صحة الأوعية الدموية، ووظيفة البطانة، ووظيفة القلب عند تنظيمها”.
وقالت مؤسسة القلب الألمانية إن حمامات الساونا تعد صديقة للقلب، حيث إنها تعمل على تقوية الجهاز القلبي الوعائي وتساعد على ضبط قيم ضغط الدم، ومن ثم تحدّ من خطر الإصابة بقصور القلب والأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
كما تعمل حمامات الساونا على تقوية جهاز المناعة وتحارب هرمونات التوتر النفسي، ومن ثم تساعد على الشعور بالاسترخاء.
وأضافت المؤسسة أن الساونا ليست ممنوعة على مرضى القلب، ولكن يتعيّن عليهم أولا استشارة الطبيب المعالج للحصول على الضوء الأخضر منه قبل استعمالها، كما ينبغي أن يحدد لهم الطبيب عدد مرات الذهاب إلى الساونا وكذلك درجة الحرارة المناسبة لهم.
ويتعين على مرضى القلب أيضا الاستغناء عن الدش البارد أو الاستحمام في حوض الثلج بعد الانتهاء من حمام الساونا، وذلك لتجنب ارتفاع ضغط الدم بشدة. وكبديل يمكن أخذ دش بماء فاتر لتبريد الجسم بشكل تدريجي.
ويعد التمرين إحدى ركائز العديد من الأدلة حول كيفية العيش لفترة أطول. ويعزز صحة القلب والأوعية الدموية عن طريق حرق الدهون وتقوية نظام القلب والأوعية الدموية.
ويعد نظام القلب والأوعية الدموية جزءا مهما من الجسم وأحد العناصر الأساسية للياقة البدنية والصحة العامة. والسبب في ذلك هو الحاجة إلى ضخ الأكسجين في جميع أنحاء الجسم إلى الأعضاء الحيوية بما في ذلك تلك التي تشكل نظام القلب والأوعية الدموية المعني مثل الرئتين والقلب.
وأظهر بحث جديد نشرته جمعية القلب الأميركية، أن النشاط البدني المعتدل أو القوي قد يقلل من خطر الإصابة بقصور القلب.
واستمرت الدراسة لمدة ست سنوات شارك فيها أكثر من 94000 بالغ في المملكة المتحدة، لم يكن لديهم تاريخ من قصور القلب عند التسجيل.
وتعد هذه الدراسة واحدة من أولى الدراسات التي استخدمت مستويات نشاط تم قياسها بشكل موضوعي لتقدير مخاطر قصور القلب. وتتوافق النتائج مع الدراسات السابقة التي وجدت أن أداء 150 – 300 دقيقة من التمارين المعتدلة أو 75 – 150 دقيقة من التمارين القوية كل أسبوع قد يقلل من حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وقصور القلب هو حالة مزمنة ومتفاقمة تحدث عندما يكون القلب غير قادر على ضخ الدم الكافي لمواكبة احتياجات الجسم من الدم والأكسجين، ويمكن أن يؤدي إلى التعب وصعوبة التنفس.
ويؤثر قصور القلب على أكثر من 6 ملايين بالغ في الولايات المتحدة، وفقا لجمعية القلب الأميركية، وتوفي أكثر من 86000 أميركي بسبب قصور القلب في عام 2019، وتوصي الجمعية البالغين بضرورة الانخراط في 150 دقيقة على الأقل أسبوعيا من الشدة المعتدلة أو 75 دقيقة في الأسبوع من النشاط البدني الهوائي شديد الشدة.
مرضى القلب يتعين عليهم الاستغناء عن الدش البارد أو الاستحمام في حوض الثلج بعد الانتهاء من حمام الساونا، وذلك لتجنب ارتفاع ضغط الدم
وقال المؤلف الرئيسي المشارك للدراسة ومحاضر في الصحة العامة في جامعة جلاسكو فريدريك ك.هو “هناك العديد من الطرق المحتملة التي قد يؤدي بها النشاط البدني المنتظم إلى تقليل مخاطر الإصابة بقصور القلب، على سبيل المثال يساعد النشاط البدني على منع زيادة الوزن وما يرتبط بها من أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2، وكلها عوامل خطر لفشل القلب، وقد تؤدي التمارين البدنية المنتظمة أيضا إلى تقوية عضلة القلب، والتي بدورها قد تمنع تطور قصور القلب”.
وقام المحققون بتحليل السجلات الصحية لـ94،739 بالغ تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاما في المملكة المتحدة “بيوبنك”، وهي قاعدة بيانات بحثية كبيرة في المملكة المتحدة قامت بتسجيل وجمع معلومات صحية عن 500 ألف بالغ تلقوا الرعاية من خلال خدمة الصحة الوطنية..
وتم جمع بيانات هذه الدراسة بين 2013 و2015، وخلال تلك الفترة الزمنية، تمت دعوة المجموعة الفرعية المكونة من 94739 مشاركا بشكل عشوائي للتسجيل في الدراسة عبر عنوان البريد الإلكتروني الذي قدموه إلى البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
وكان متوسط عمر المشاركين 56 عاما عند التسجيل، كان 57 في المئة من الإناث و96.6 في المئة من البالغين البيض، في الوقت الذي تمت فيه دعوة كل مشارك وتسجيله وتحليله، لم يكن قد تم تشخيصه بقصور في القلب أو نوبة قلبية. ارتدى كل مشارك مقياس تسارع معصم لمدة سبعة أيام متتالية، 24 ساعة في اليوم، لقياس شدة ومدة النشاط البدني. وبعد التسجيل، تم جمع البيانات من خلال سجلات المستشفى والوفاة المرتبطة.
متابعة متوسطها 6.1 سنوات بعد إجراء قياس النشاط البدني، بين التحليل أن البالغين الذين مارسوا نشاطا بدنيا معتدلا لمدة 150 – 300 دقيقة في أسبوع واحد أقل عرضة للإصابة بفشل القلب بنسبة 63 في المئة.
وقُدِّر أن أولئك الذين أجروا 75 – 150 دقيقة من النشاط البدني القوي في أسبوع واحد لديهم خطر أقل بنسبة 66 في المئة للإصابة بفشل القلب مقارنة بالمشاركين الذين يمارسون نشاطا بدنيا ضئيلا أو معدوما أو قويا.