الحر يمنع سكان كاليفورنيا من شحن سياراتهم الكهربائية

مدن كثيرة في الولايات المتحدة الأميركية تشهد موجات حرارة قياسية.
الجمعة 2022/09/02
ضغط على شبكة الكهرباء

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - أوعزت سلطات كاليفورنيا إلى سكان الولاية بعدم شحن سياراتهم الكهربائية لكي لا يزيدوا الضغط على شبكة الكهرباء المتداعية والتي تتأثر سلبا بموجة حرّ شديدة.

وكانت الولاية أعلنت الأسبوع الماضي حظر بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالوقود اعتبارا من عام 2035.وبينما عانى جزء كبير من الولايات المتحدة من موجات حرارة شديدة هذا الصيف، نجت ولاية كاليفورنيا إلى حد كبير، لكن هذا التأجيل قد انتهى.

فمن المتوقع قدوم موجة من الحرارة الشديدة لمدة أسبوع من وسط وجنوب كاليفورنيا، وستكون درجات الحرارة أكثر ارتفاعا بما يتراوح بين 10 و18 درجة عن المعتاد.

وقال مايك ووفورد خبير الأرصاد الجوية في مكتب التنبؤات في لوس أنجلس – أوكسنارد في دائرة الأرصاد الجوية الوطنية، إن موجة الحر من المرجح أن تكون لها ذروتان.

الأولى ستكون في منتصف الأسبوع، ثم ستبدأ درجات الحرارة في الانخفاض قبل العودة إلى مستويات أعلى الأحد والاثنين.

كما كان متوقعا كذلك أن يزيد الطقس القاسي الضغط على شبكة الكهرباء التي تتعرض أصلا لضغط كبير، وتحديدا خلال الساعات الأكثر حرّاً التي تُشغَّل فيها بشكل كامل مكيفات الهواء الضرورية في الولايات المتحدة.

درجات الحرارة في كاليفورنيا خلال الأيام القادمة ستكون أكثر ارتفاعا بما يتراوح بين 10 و18 درجة عن المعتاد

وطلبت “أميركان بابليك باور أسوسييشن”، وهي الهيئة المعنية بالخدمات العامة، من المستهلكين “تقليص استخدامهم الكهرباء بين الساعة الرابعة والتاسعة مساء عندما تكون الشبكة تحت الضغط الأكبر، لأنّ الطلب يكون مرتفعا فيما تعمل الطاقة الشمسية بشكل محدود”.

وأشارت الهيئة إلى أنّ الإجراءات الثلاثة الرئيسية الموصى بها تتمثل في تثبيت حرارة المكيفات على 25 درجة مئوية أو أكثر، وتجنب استخدام الأجهزة الكبيرة أو شحن السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى إطفاء الأضواء غير الضرورية.

وتُعتبر الكهرباء موضوعا حساسا لكاليفورنيا التي تُعدّ بنيتها التحتية متداعية.

وتطلب شركات الكهرباء باستمرار من المنازل الحد من استهلاكها الكهرباء خلال ساعات معينة، عندما تتوقف الألواح الشمسية عن إنتاج الكهرباء فيما يبقى الطلب مرتفعا بسبب الحرّ.

ولاقت دعوة سلطات الولاية السكان إلى عدم شحن سياراتهم الكهربائية استهزاء كبيرا عبر مواقع التواصل، في الوقت الذي تروّج فيه كاليفورنيا لاستخدام هذا النوع من المركبات.

وكتب السيناتور الجمهوري توم كوتون ساخرا عبر تويتر “إنّ كاليفورنيا جعلت استخدام السيارات الكهربائية إلزاميا وطلبت من السكان عدم شحنها بين الساعة الرابعة والتاسعة مساء؟”.

وكانت سلطات كاليفورنيا أعلنت قبل أسبوع أنّ السيارات الجديدة المطروحة للبيع ينبغي أن تتميّز بـ”صفر انبعاثات”، ويُمكن الاستمرار في القيادة وشراء السيارات التي تعمل بالبنزين بعد عام 2035، ولكن لن تُباع أي طرازات جديدة في الولاية  بعد ذلك.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت شبكة الكهرباء الضعيفة يمكنها التعامل مع هذا التحول.

واعتُبر هذا القرار بمثابة نقطة تحوّل في مجال تصنيع السيارات الكهربائية، إذ تشكل كاليفورنيا سوقا مهمة للسيارات ومن شأنها التأثير على المعايير المحلية وتلك الدولية المرتبطة بهذا العالم.

وأطلقت الدائرة الوطنية للأرصاد الجوية بالولايات المتحدة تحذيرا من “حرارة شديدة” تطال معظم أنحاء كاليفورنيا ومناطق من أريزونا ونيفادا.

الطلب مرتفع بسبب الحرّ
الطلب مرتفع بسبب الحرّ

وتوقعت خدمة الأرصاد الجوية “تسجيل درجات حرارة مرتفعة بصورة خطرة” حتى مساء الأحد، محذرة من المخاطر الصحية الناجمة من موجة الحر.

وتابعت إنّ “الأشخاص غير المتوفر لهم نظام تكييف مناسب وسليم بالإضافة إلى مصدر لترطيب الأجواء هم الأكثر عرضة لخطر الحرّ، لكن يُرجّح أن تطال التأثيرات جزءا مهما من السكان”.

ومن جهة ثانية، لا توفر الفترة الليلية راحة كاملة للسكان، إذ لا تنخفض درجات الحرارة خلالها في أماكن عدّة دون الـ26 درجة مئوية.

وبينما تُعتبر موجات الحر المُسجلة في جنوب كاليفورنيا شائعة في شهر سبتمبر، إلا أنّ درجات الحرارة التي تزيد عن 37 درجة تُعدّ شديدة حتى في المنطقة التي تنتشر فيها أشعة الشمس بصورة شبه دائمة.

وتأتي موجة الحر هذه في الوقت الذي تعرضت فيه أخيرا مساحات شاسعة في جنوب غرب الولايات المتحدة لعواصف شديدة بصورة نادرة وسيول غزيرة.

وغمرت المياه منطقة ديث فاليه الصحراوية فيما سُجلت الجمعة وفاة شخص بعدما جرفه فيضان في متنزه زيون الوطني في ولاية يوتا الشهيرة بمنحدراتها الصخرية الحمراء ووديانها.

ويحذر العلماء منذ سنوات من تأثير الاحترار المناخي الناجم تحديدا من استخدام الوقود الأحفوري وانبعاثات غازات الدفيئة، والذي أصبح حاليا جليّا للملايين من الأشخاص.

وفيما تتزايد شدّة موجات الحر المُسجّلة، ترتفع حدّة العواصف التي كانت سابقا تشكل حدثا مناخيا نادرا وتُسجّل بوتيرة أكبر.

18