التيار الصدري يتوعد بخطوات مفاجئة لا تخطر على بال

مساع لإقناع زعيم التيار الشيعي مقتدى الصدر بالمشاركة في حوار الخميس برعاية الكاظمي يضم مختلف القوى السياسية لحل الأزمة العراقية.
الأربعاء 2022/08/24
ماذا بعد خطوة الاعتصام أمام مجلس القضاء الأعلى

بغداد – أعلن التيار الصدري بالعراق، بزعامة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الأربعاء أنه سيقوم بخطوات أخرى مفاجئة، في تصريحات تشي بتصعيد آخر مقبل على الساحة العراقية بعد اعتصام أنصاره الثلاثاء أمام مجلس القضاء الأعلى في العاصمة بغداد.

وقال صالح محمد العراقي، المقرب من الصدر، في بيان نشره عبر حسابه على تويتر الأربعاء "سواء اعتُبرت الاعتصامات أمام مبنى مجلس القضاء الأعلى في العراق الثلاثاء فاشلة أم ناجحة، فهي تعني أننا سنخطو خطوة مفاجئة أخرى لا تخطر على بالهم، إذا ما قرر الشعب الاستمرار بالثورة وتقويض الفاسدين".

وأوضح أن "إعلان مجلس القضاء تعليق عمل القضاء لم يكن دستوريا، ما يعني أن القضاء يحاول إبعاد الشبهات عنه بطريقة غير قانونية، وخصوصا أن المظاهرة كانت سلمية".

ورجح العراقي أن "يحاول القضاء العراقي كشف بعض ملفات الفساد درءا لاعتصام آخر، ولعله سيصدر أوامر قبض بحق المطالبين بالإصلاح حقا أو باطلا".

وأكد أن الاحتجاجات والانتقادات ضد اعتصام أنصار الصدر الثلاثاء، أمام مجلس القضاء والمحكمة الاتحادية، سببها الخشية من كشف ملفات الفساد.

واعتبر أن قوى الإطار التنسيقي الشيعي ترى القضاء العراقي هو الحامي الوحيد لها، وأنه إذا ما استمر الاعتصام أمامه فسوف لا يكون لها وجود مستقبلا ولن تستطيع تشكيل حكومة، مشيرا إلى أن احتجاج الصدريين كشف أطرافا تدعي الوسطية.

ودخلت الأزمة العراقية الثلاثاء فصلا جديدا من التعقيد، بعد بدء أنصار التيار الصدري اعتصاما أمام مقرّ مجلس القضاء الأعلى داخل المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، مطالبين بحلّ مجلس النواب وعدم تسييس المؤسسة القضائية، وإصلاح القضاء في العراق.

وجاء الرد سريعا من مجلس القضاء الأعلى على اعتصام أنصار التيار الصدري أمام مقره، معلنا تعليق عمله والمحاكم التابعة له، والمحكمة الاتحادية العليا، احتجاجا على "التصرفات غير الدستورية"، محمّلا الحكومة والتيار الصدري مسؤولية النتائج المترتبة على ذلك، ومؤكدا تلقيه رسائل تهديد للضغط على المحكمة.

وقبل أن يعلن مساء الثلاثاء عن إلغاء قرار تعليق أعماله، وجّه الصدر أنصاره بالانسحاب من أمام مجلس القضاء.

ومع رفع الصدريين خيامهم من أمام مقر مجلس القضاء الأعلى، تجري محاولات لإقناع التيار الصدري بالمشاركة في اجتماع القوى السياسية المؤمل عقده الخميس برعاية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بعد مقاطعته الاجتماع الأول الذي عقد في أغسطس الجاري، والذي لم يفض إلى أي حلول ونتائج لحلّ الأزمة السياسية التي يمر بها العراق منذ أكثر من عشرة أشهر.

ونقلت وكالة "شفق نيوز" عن مصادر سياسية قولها الأربعاء إن "هناك مساعي من أطراف عديدة، وعلى رأسها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وزعيم تحالف الفتح هادي العامري، من أجل إقناع التيار الصدري بالمشاركة في اجتماع القوى السياسية المؤمل عقده غدا الخميس في القصر الحكومي، برعاية الكاظمي".

وأوضحت المصادر أن "عدم مشاركة التيار الصدري في اجتماع القوى السياسية، ربما يدفع الكاظمي إلى تأجيل اجتماع الخميس، ولهذا فإن مساعي إقناع الصدريين مستمرة، وسط رفض شديد من زعيم التيار مقتدى الصدر، لمشاركته أو إرسال من يمثله بالاجتماع المرتقب، المهدد بالتأجيل".

وإلى حد الآن لم تفض محاولات الحوار بين الطرفين إلى نتيجة. وعقد قادة الكتل السياسية العراقية في قصر الحكومة ببغداد في الأسبوع الماضي اجتماعا قاطعه التيار الصدري، وكان دعا إليه الكاظمي في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة.

وشارك قياديون في الإطار التنسيقي، لاسيما رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ورئيس كتلة الفتح هادي العامري، في هذا الحوار الذي حضره بالإضافة إلى الكاظمي رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ومبعوثة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت.

وكرّر التيار الصدري أكثر من مرّة رفضه للحوار. وقال الصدر في تغريدة قبل يومين إنه قدّم "مقترحا للأمم المتحدة لجلسة حوار علنية… فلم نر جوابا ملموسا".

وأضاف "لا يتوقعون منّا حوارا سريا جديدا بعد ذلك"، مضيفا "لقد تنازلت كثيرا من أجل الشعب والسلم الأهلي. وننتظر ماذا في جعبتهم من إصلاح ما فسد لإنقاذ العراق".