إسرائيل ترفع نسبة تزويد الأردن بالمياه

عمان - قالت وسائل إعلام عبرية إنه يستدل من تقارير مالية نشرتها شركة المياه الإسرائيلية أن كميات المياه التي أمدّت بها إسرائيل الأردن ازدادت بنسبة خمس وعشرين في المئة خلال النصف الأول من العام الجاري قياسا بنفس الفترة من العام الماضي، حيث بلغت ستة وتسعين مليون متر مكعب.
ونظرا إلى أزمة المياه في الأردن، يُتوقع أن تزداد كميات المياه التي تنقلها إسرائيل إلى المملكة في السنوات المقبلة بعدّة أضعاف لتبلغ نحو 300 مليون متر مكعب في العام.
وفي المقابل تزوّد المملكة إسرائيل بالتيار الكهربائي الذي يتم توليده بواسطة الطاقة الشمسية، وتنوي إسرائيل عدم استهلاك مياه بحيرة طبريا، وبموجب ذلك سيتم ربط خط الأردن مع المضخات الموجودة في الخضيرة، إضافة إلى خط جديد سيتم إنشاؤه في عكا.
والأردن من أكثر الدول التي تعاني نقصا في المياه، إذ يواجه موجات جفاف شديد. ويعود تعاونه مع إسرائيل في هذا المجال إلى ما قبل معاهدة السلام التي وقعاها في العام 1994.
◙ الأردن فشل طوال عقود مضت في إيجاد حلول ناجعة وطويلة الأمد لأزمة شح المياه في مختلف المحافظات
وتعود دبلوماسية المياه إلى العام 1921 وإنشاء محطة للطاقة الكهرومائية في نقطة التقاء نهر اليرموك بنهر الأردن، واستمرت بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 وعلى المدى العقود الماضية حيث كان البلدان في مراحل كثيرة منها في حالة حرب رسميا.
وفشل الأردن طوال عقود مضت في إيجاد حلول طويلة الأمد لأزمة شح المياه في مختلف المحافظات، في وقت تصنف المملكة وفق المؤشر العالمي للمياه على أنها ثاني أفقر دولة في العالم.
ويوفر إعلان نوايا وُقع مؤخرا بين إسرائيل والأردن بشأن اتفاقية لتبادل الطاقة مقابل المياه حلا عمليا ومستداما للأزمة، إلا أن المزايدات السياسية تعوق المضي قدما.
وترغب السلطات الأردنية في تفعيل الاتفاقية التي تحل بشكل كبير أزمة شح المياه، إلا أن هناك تشويشا سياسيا على المضي قدما في ذلك.
وسيكون ذلك من خلال بناء الأردن مزارع للطاقة الشمسية في صحرائه، على أن تحول الطاقة المنتجة إلى إسرائيل، في وقت تقوم الأخيرة بتحلية مياه البحر المتوسط وتحويلها إلى الأردن لسد احتياجاته.
وفي يوليو من العام الماضي أعلن الأردن وإسرائيل عن توصلهما إلى اتفاق تبيع بموجبه الأخيرة 50 مليون متر مكعب من المياه سنويا لعمّان، وجرى توقيع الاتفاقية في أكتوبر 2021. وهذه الكميات المتفق عليها تعادل ما نصت عليه اتفاقية السلام الموقّعة بين البلدين عام 1994.
◙ الطلب على المياه وصل إلى معدل 3 ملايين متر مكعب يوميا في حين لا تتجاوز الكميات الموجودة حاليا 75 مليون متر مكعب
وبموجب اتفاقية السلام، تزوّد إسرائيل الأردن بما يصل إلى 55 مليون متر مكعب سنويا من مياه بحيرة طبريا، يتمّ نقلها عبر قناة الملك عبدالله إلى عمّان، مقابل سنت واحد (الدولار = 100 سنت) لكل متر مكعب.
وخلال العامين الماضي والحالي شهد الأردن جفافا للسدود في محافظات الجنوب طال سدود الوالة والموجب والتنور وشعيب وغيرها، ومع قدوم الصيف ارتفع الطلب على المياه ووصل إلى معدل 3 ملايين متر مكعب يوميا، في حين لا تتجاوز الكميات الموجودة بالسدود حاليا 75 مليون متر مكعب من أصل 285 مليون متر مكعب (قدرتها التخزينية).
وكان وزير المياه والري الأردني محمد النجار قد أرسل إلى نظيره السوري منتصف مايو الماضي رسالة يطلب فيها تزويد بلاده بـ30 مليون متر مكعب من المياه، إلا أن الرد السوري جاء بالرفض معللا ذلك بأن "سوريا بحاجة كبيرة إلى كميات المياه الموجودة لديها".
وبموجب "الاتفاقية العربية المشتركة" الموقعة سابقا بين الطرفين، فإن حصة الأردن من مياه حوض نهر اليرموك تبلغ 200 مليون متر مكعب سنويا، وفق مصدر رسمي أردني، وقد أنشأ الأردن سد الوحدة بمحاذاة الحدود السورية لتخزين تلك الكميات، إلا أن الجانب السوري يمتنع عن تزويد عمّان بتلك الكميات.