سياح يقصدون الأردن للعلاج والاستشفاء أملا في التعافي

الأردن يتربع في المرتبة الأولى من حيث السياحة العلاجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الأحد 2022/08/07
مواقع سياحية طبيعية

عمان – في أروقة أحد فنادق البحر الميت جنوب غرب العاصمة عمان، يستظل علي الحجاجي بمظلة مقعد بركة السباحة، متأملا الأطفال وهم يسبحون، في آخر يوم استشفاء له في الأردن بعد فترة علاج استمرت نحو أسبوعين.

وبعد تنهيدة طويلة يقول الحجاجي القادم من اليمن وهو في الخمسينات من عمره إنه اختار الأردن بعد نصيحة من أحد أقاربه ليجري فحوصات شاملة في أحد المستشفيات الخاصة، بعدما عانى لفترة لطويلة من أمراض في الجهاز التنفسي ومشكلة جلدية.

ويؤكد أن الأطباء في المستشفى نصحوه بقضاء أيام في منطقة البحر الميت، أخفض نقطة على سطح الأرض، لما تتميز به مياهها شديدة الملوحة وشواطئها الغنية بالمعادن من قدرة على شفاء الأمراض الجلدية المزمنة.

ويقول الحجاجي “سمعت من ابن عم لي عن تطور الطب في الأردن، وكونه بلدا عربيا وليس ببعيد عنا ارتحت في التعامل جدا وبدأت أشعر بالتعافي”.

ويتربع الأردن في المرتبة الأولى من حيث السياحة العلاجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومن أفضل عشر دول في العالم، وفقا لما أكده رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري.

ويضيف الحموري أن الأردن كان يشهد منافسة حادة في استقطاب السياحة العلاجية مع دول مجاورة مثل مصر وتونس ولبنان، ولكن بعد ظروف سياسية في تلك البلدان حافظت المملكة على مكانتها.

ويشير إلى أن تركيا تنافس الأردن كثيرا في هذا القطاع ولكن يؤكد “لا نستطيع أن نقارن من الأفضل لاختلاف المساحة وعدد السكان وعدد المستشفيات بين البلدين”.

ووصل عدد المرضى الذين دخلوا الأردن بهدف العلاج والاستشفاء نحو 85 ألف مريض خلال النصف الأول من العام الجاري، وفقا للحموري الذي أكد أن تلك الأرقام جيدة مقارنة مع العامين 2020 و2021 ولكنها أقل من العام 2019.

ويضيف الحموري “لا شك أن كورونا لا يزال يؤثر سلبا على السياحة بشكل عام والعلاجية منها بشكل خاص ولكن منذ بداية العام الجاري بدأنا نشعر بالتعافي التدريجي”.

ومن أهم الوجهات السياحة العلاجية في الأردن البحر الميت وهو المكان السياحي الطبيعي الأكثر شهرة في الأردن، مناخه جاف ودافئ ومياهه تميزها النسب الكبيرة من الأملاح والمعادن لأنه أدنى نقطة في الأرض، ويشتهر بين السياح بإمكانية الطفو في مياهه فيستمتع الجميع بذلك، ولكنهم أيضا يستفيدون من خصائص المياه العلاجية والطين الغني بالأملاح للعلاج.

وهناك أيضا حمامات ماعين التي  تقع في محافظة مأدبا، جنوب الأردن ولا تبعد سوى 60 كيلومترا عن العاصمة عمّان، مما يجعلها مُتاحة للزيارة في إطار رحلة يوم واحد، ويوجد بها منتجع سياحي متطور جدا بفضل الخدمات العلاجية التي تقدمها العيادات الطبيعية، مستفيدة في ذلك من مياهها المعدنية ذات الخواص العلاجية.

وتتميز حمامات عفرا هي الأخرى بينابيعها الساخنة ذات الخواص العلاجية إضافة إلى المناخ المعتدل والجمال الطبيعي للمنطقة، ويمكنك أن تجد هناك مرافق الإيواء والعلاج اللازمة يما يضمن لك إقامة مريحة.

وفي قرية الحمة الأردنية التي تقع في محافظة إربد، تنام بين الطبيعة الخضراء وتجري تحتها المياه المعدنية العلاجية ثم تخرج ساخنة وغنية بالأملاح المعدنية، واستثمرت الأردن في هذا المورد الطبيعي وجعلته منتجعًا سياحيًا يقصده الزوار لعلاج مختلف الأمراض.

الأردن يستقبل نحو 200 ألف زائر بهدف العلاج والاستشفاء سنويا في حين يتجاوز الدخل الناتج عن السياحة العلاجية المليار دولار

ويؤكد الحموري أن التحديات الأخرى التي يعاني منها هذا القطاع غير الجائحة هو الجنسيات المقيدة والتي تحتاج إلى موافقات أمنية مسبقة قبل دخول المملكة “مثل السورية، الليبية، السودانية، العراقية، إلى جانب النيجيرية”.

ويلفت إلى أن السوق الخليجية هي السوق التقليدية والمستهدفة بشكل كبير، كونها تضم النسبة الأكبر من المرضى الذين يفضلون العلاج في الأردن.

ومن التحديات الأخرى التي تعيق تقدم السياحة العلاجية في الأردن يشير الحموري إلى ارتفاع التكلفة التشغيلية وخاصة كلفة الطاقة، وأسعار المستلزمات الطبية والأدوية مقارنة مع دول مجاورة.

ويقول الحموري إن بلدا كالأردن يتمتع بأمن واستقرار وتوفر مستشفيات وأطباء أكفاء إلى جانب مناخ معتدل وأماكن عديدة للاستجمام يحتاج فيه قطاع السياحة العلاجية إلى دعم واهتمام حكومي بشكل أكبر ليستمر في المنافسة وجذب الزوار.

ويستقبل الأردن نحو 200 ألف زائر بهدف العلاج والاستشفاء سنويا في حين يتجاوز الدخل الناتج عن السياحة العلاجية المليار دولار.

ويوجد في الأردن 121 مستشفى تقدم خدماتها للمرضى الأردنيين وغير الأردنيين ويشكل عدد المستشفيات الخاصة منها 71 مستشفى أما المستشفيات الحكومية فيبلغ عددها 33 مستشفى والعسكرية 15 مستشفى بالإضافة إلى مستشفيين جامعيين.

15