سويسرا تفقد مكانتها كدولة رائدة في صناعة الشوكولاتة
جنيف - الشوكولاتة، الجبال والجبن، هي أول ما يتبادر إلى ذهن الكثير من السائحين لدى التفكير في زيارة سويسرا، وربما حتى بنفس الترتيب السالف الذكر.
وعلى الرغم من أن الشوكولاتة، التي تتصدر هذه القائمة، طالما كانت مصدر فخر، وجذب لهذه الدولة التي تشتهر بجمالها مع ارتفاع تكاليف المعيشة بها، يبدو أن سويسرا سوف تفقد مكانتها كمنتجة لأفضل أنواع هذه الحلوى في العالم.
ولن تصبح صناعة شوكولاته توبليرون، ذات الشكل المثلث المميز، المحببة لدى السائحين الذين يقومون بشرائها من سويسرا ومن المطارات حول العالم لتقديمها كهدايا، حكرا على سويسرا في القريب العاجل.
وسوف يتم إنتاج ألواح شوكولاته توبليرون الأصغر (35 غراما و50 غراما) في سلوفاكيا ابتداء من نهاية عام 2023، وفقا لما قالته متحدثة باسم شركة موندليز إنترتاشونال الأميركية (التي كانت تعرف سابقا باسم كرافت فودز) التي تمتلك شركة توبليرون منذ أكثر من 20 عاما.
شوكولاتة توبليرون تُصنع في برن منذ عام 1908 رغم أنها لا تنتج حبة كاكاو واحدة محليا وتباع في كل العالم
ولئن كان صحيحا أن الأوروبيين كانوا يحتسون الشوكولاتة الساخنة منذ القرن السابع عشر، إلّا أنَّ الفضل في الشوكولاتة كما نعرفها اليوم يعود إلى حد كبير إلى عدد قليل من صنّاع الحلوى ورجال الأعمال السويسريين الذين كانوا يعيشون في القرن التاسع عشر، والذين لا زالت أسماء العديد منهم تحْظى بشهرة واسعة في أنحاء العالم أجمع.
وحتى الآن، يتم إنتاج جميع ألواح شوكولاتة توبليرون، التي تباع في أكثر من 120 دولة، في مدينة برن، حيث اخترع تيودور توبلر وإيميل باومان السويسريان توبليرون عام 1908 لتصبح الدولة الرائدة في صناعة هذه الحلوى رغم أنها لا تنتج حبة كاكاو واحدة مَحليا.
ولم ترق هذه الخطوة للبعض في سويسرا ممن ساءهم رؤية علامة تجارية بارزة مثل “توبليرون” تنتقل إلى الخارج، لاسيما المنتجات التي يظهر على عبوتها جبل ماترهورن الهرمي الشهير ودبّ برن؛ رمز المدينة.
وقالت شركة مونديليز إنترناشونال إنها ستواصل الاستثمار في مصنع برن “موطن توبليرون”. وأضافت، “برن جزء مهم من تاريخنا، وستظل كذلك في المستقبل”.
ولفتت الشركة إلى أن إطلاق خط إنتاج في سلوفاكيا، حيث تنتج “مونديليز” أيضاً شوكولاتة “ميلكا” و”سوشار”، “سيحرر سعة كبيرة” في مصنع برن، ما سيسمح له في النهاية “بتصنيع الملايين من ألواح الشوكولاتة الإضافية”.
لكن اعتماد مصنع جديد في براتيسلافا يعني أنه سيتعين على الشركة تغيير الكتابة الواردة على أغلفة “توبليرون”.
وبالنسبة إلى السائحين التواقين لتذوق الشوكولاتة الذين يصلون إلى مدن مثل زيورخ وبازل، يعني هذا أن النظر بتعمن إلى العبوة ربما يصيبهم بخيبة الأمل إلى حد ما.
قالت ليفيا كولميتز المتحدثة باسم شركة موندليز إنه بسبب القواعد الصارمة التي تهدف إلى حماية صورة البضائع ”المصنوعة في سويسرا”، اضطرت الشركة إلى تغيير صياغة الكتابة على العبوة بعد نقل الإنتاج جزئيا إلى سلوفاكيا.
وأضافت أن اسم” توبليرون – من سويسرا” المكتوب على العبوات حتى الآن، سوف يحل محله ”نشأت في سويسرا”، مشيرة إلى أن تغيير إنتاج الشركة يهدف إلى إتاحة الفرصة للنمو.
ويشار إلى أن توبليرون ليست الوحيدة التي نقلت أجزاء من إنتاجها إلى مكان آخر في أوروبا، حيث أن شوكولاتة ليندت السويسرية تنتج الكثير من ألواح الشوكولاتة الشهيرة الخاصة بها في دول مجاورة.
ولا يعد فقدان اسم” صنع في سويسرا” الضربة الوحيدة لصورة سويسرا كإحدى أشهر الدول في صناعة الشوكولاتة في العالم.
وقد كُشف مؤخرا قيام مسؤولين في قطاع السياحة بسويسرا بتوزيع شوكولاتة أجنبية وُصفت بأنها ”مذاق زيورخ، سويسرا”.
وقال أويلي هير المتحدث باسم قطاع السياحة في زيورخ لصحيفة بليك الناطقة باللغة السويسرية – الألمانية ”نعترف بأنه أمر محبط عندما يكتب على أحد منتجاتنا ”مذاق زيورخ، سويسرا”، ولكنه صنع في النمسا، مؤكدا الخطأ بعد أن قام مستخدم لموقع ريديت بتحميل صورة للعبوة. وبالنسبة إلى محبي الشوكولاتة الذين يزورون سويسرا، لم يتغير الكثير فيما يتعلق بالجودة، في حال تمت صناعة المنتج النهائي بصورة كاملة أو جزئية في سويسرا أو الخارج، على الأقل وفقا لمنتجي توبليرون.
وتؤكد الشركة أن الألواح الصغيرة والكبيرة سوف تبقى كما هي فيما يتعلق بالمذاق، حتى إذا تم إنتاجها في أماكن مختلفة.
وتقول كولميتز إن “ذلك بسبب أن الشوكولاتة ونوغا اللوز لجميع منتجات توبليرون سوف يستمر إنتاجهما بصورة كاملة في المصنع الرئيسي في برن وتوصيلهما إلى سلوفاكيا للإنتاج.
وفي نفس الوقت، سوف يستمر إنتاج ألواح توبليرون التي تزن 100 غرام أو أكثر في مصنع برن. ولا توجد خطط إضافية لنقل الإنتاج إلى الخارج. وتنتج الشركة بالفعل أنواع شوكولاتة أخرى في المصنع في سلوفاكيا.
ويشار إلى أنه ليست كل الشوكولاتة في سويسرا مصنعة هناك، ولكن من المرجح أن يبقى السويسريون من أبرز محبي حلوى الكاكاو في العالم، حيث لم يتغير استهلاكهم الذي بلغ 10.4 كيلوغرام للشخص سنويا، وفقا لرابطة مصنعي الشوكولاتة. وهذا يعني 104 ألواح سنويا أو نحو لوحين أسبوعيا.
