هل تذكرون اليورانيوم القذر؟ الآن هو من فئة الوقود النظيف

لندن - تسعى العديد من الدول الغربية للاستثمار في الطاقة النووية التي كانت توصف بالملوثة للبيئة وذلك لتجاوز ازمة المحروقات التي خلفها الاجتياح الروسي لأوكرانيا فيما ينفي المدافعون على فكرة الاستثمار في تلك الطاقة وجود تهديد للبيئة ويؤكدون انها باتت من فئة الوقود النظيف.

وواجهت “سايزويل سي” الكثير من المعارضة في السابق، مع احتجاجات محلية حرصت على أن تمرّ السلطات بأربع جولات من الاستشارات منذ بداية المشروع في 2012.

ومع ذلك، فإن للأحداث في روسيا تأثيرا سرّع التحرك نحو مزيج من الطاقة يتطلب اعتمادا أقل على ما توفره موسكو.

وتختلف التكاليف المرتبطة بمحطة الطاقة النووية عن معظم مصادر الطاقة التي يمكن أن تتأثر بالعلاقات الجيوسياسية وتقلبات الأسعار. وتتعلق بتكاليف التشغيل المستمرة لتشغيل المحطة بأمان بدلا من تأثرها بسعر اليورانيوم.

وبينما سيواجه المصنع الكثير من المعارضة، فإن مسألة ما إذا كانت شركة كهرباء فرنسا ستحقق التوسع الذي تطمح إليه تعدّ أقل أهمية من الصورة الأوسع لطلب اليورانيوم.

وبينما واجهت خطة “سايزويل سي” معارضة من 10 آلاف من سكان شرق ساسكس، كانجل سكان اليابان ضد إعادة تشغيل المفاعلات في فوكوشيما بعد تجربتهم معها. ومع ذلك، فإنّ هذا ما يعتزم رئيس وزرائهم عمله، حيث طلب فوميو كيشيدا من وزير الصناعة تشغيل ما يصل إلى تسعة مفاعلات نووية بحلول الشتاء.

وتعد ألمانيا منتقدا قويا آخر تقليديا للطاقة النووية، حيث نبعت عنها معارضة متسقة ضد الجهود المبذولة داخل الاتحاد الأوروبي لتضمين الطاقة النووية كاستثمار أخضر مستدام في “تصنيفها”.

ومع ذلك، فإن الخطر الواضح الذي يمثله اعتماد ألمانيا المفرط على الطاقة الروسية قد شهد تحولا واضحا، حيث قرر الاتحاد الأوروبي أخيرا إدراج الطاقة النووية في تصنيفه الذي يحدد الآن شكل الطاقة على أنه مستدام. وهذا ما يفتح الباب أمام السندات الخضراء الأوروبية للاستثمار في المشاريع النووية لأول مرة. ووفقا للبيانات التي سُجّلت خلال سنة 2021، قد تتمتع شركة كهرباء فرنسا بما قيمته 7.9 مليار يورو من المشاريع المؤهلة للتمويل الأخضر في المستقبل. هذا هو إلى حد بعيد الجزء الأكبر الذي يدخل في الاعتبار.

ومع تحول المواقف العالمية لصالح الطاقة النووية مرة أخرى، يمكن توقع رؤية زيادة في الطلب على المواد الخام في السنوات القادمة. ومن المحتمل أن يتوسع العرض، على الرغم من أن إعادة التشغيل تستغرق وقتا.

ويسلط حديث الولايات المتحدة الأخير حول الحاجة إلى التطوير السريع لوسائل إنتاج تركيز اليورانيوم الضوء على الدفع العالمي نحو بناء صناعة نووية مكتفية ذاتيا نسبيا. وبينما ينتقل العالم نحو المزيد من الكهرباء، من الواضح أنه لا يمكننا الاستمرار في حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة. فكما صنف الاتحاد الأوروبي، تسمح الطاقة النووية إلى حد كبير بتوليد الطاقة بطريقة مستدامة إذا كان إنتاجها وتخزينها سليمين.

وبينما لا تسمح مجموعة “آي.جي” بالتداول في سعر اليورانيوم الأساسي نفسه، يمكن استخدام صندوق “سبروت” لليورانيوم بديلا جيدا للسعر الأساسي. وتوضح البيانات المتوفرة الارتباط الذي شوهد على مدار العام الماضي. وتبرز أن السعر قد تشكّل ضمن نطاق محدد خلال جل سنة 2021، حيث ساعدت الانخفاضات المسجلة في جميع الأسواق العالمية على تنسيب الصعود الذي ساد في مارس وأبريل. ومع دخول الدعم هنا، من المفترض أن تساعد الأساسيات الكامنة وراء الطلب والعرض على اليورانيوم في رفع الأسعار مرة أخرى.

يالو كيك

مع تحول المواقف العالمية لصالح الطاقة النووية يمكن توقع رؤية زيادة في الطلب على المواد الخام

تعدّ شركة “يالو كيك” الأداة الأساسية للاستثمار في اليورانيوم في المملكة المتحدة، حيث تصدر الشركة الأسهم مع تخزين المنتج بمرور الوقت.

وتتجه أسهم الشركة نحو الانخفاض على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، مما أدى إلى تراجع السعر بنسبة 28 في المئة في هذا المنحنى.

ومن الجدير بالملاحظة أن السعر لا يزال أعلى من أدنى مستوى سُجّل في أواخر فبراير وتأرجح عند 2.94 جنيه إسترليني. وطالما ظل السعر أعلى من ذلك المستوى المحوري الرئيسي، فإن هذا السهم يبدو جذابا.

كاميكو

يعدّ عملاق اليورانيوم كاميكو اسما آخر جديرا بالثقة في هذا المجال، حيث يتجه المنتِج بوضوح نحو الطريق الصحيح على الرغم من تراجع سجّله مؤخرا. ووصل هذا الانخفاض إلى 26 في المئة دون أعلى مستوى سجله في أبريل، لكن الاتجاه الصعودي واضح على رسم كاميكو البياني الأسبوعي. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، يمكن الشراء طالما ظل السعر أعلى من 18.02 دولار.

صندوق غلوبال إكس يورانيوم

يسمح صندوق غلوبال إكس يورانيوم بالاستثمار في مجموعة واسعة من الشركات العاملة في تعدين اليورانيوم وإنتاج المكونات النووية. لكن، يمكن أن نرى أن الأمور تبدو أقل وضوحا بالنسبة إلى المضاربين على الارتفاع هنا، حيث يمكن أن تتطور الأسعار في الاتجاه المعاكس. ومع ذلك، لا يزال الصعود قائما حتى نعود إلى أدنى مستوى كان قد تأرجح عند 17.27 دولار في أغسطس الماضي.