الأسلحة الإيرانية تدخل الحرب الأوكرانية

واشنطن: طهران تسعى إلى تزويد موسكو بطائرات مسيرة قتالية.
الأربعاء 2022/07/20
إيران تعوض نقص المخزون الروسي من المسيرات

رغم أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران الثلاثاء تندرج ضمن مفاوضات أستانة الخاصة بالشأن السوري، فإن الملف الأوكراني يحظى بأهمية كبرى خاصة وأن موسكو تسعى إلى توريد أسلحة إيرانية على رأسها المسيّرات.

طهران- تسعى إيران التي تخوض مفاوضات شاقة إلى إحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى الكبرى بهدف استثمار الحرب الأوكرانية، عبر إعلان استعدادها لتصدير عتاد عسكري وأسلحة إلى روسيا وذلك تزامنا مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران الثلاثاء للمشاركة في قمة أستانا الخاصة بالوضع السوري التي تستضيفها الجمهورية الإسلامية.

وفي وقت سابق نفت إيران ما قالت إنها “مزاعم أميركية” حول استعدادها لتصدير طائرات مسيرة قادرة على حمل صواريخ إلى روسيا التي تحتاج بشدة إلى هذا النوع من المسيرات في الحرب الأوكرانية.

ونقلت وکالة نادي المراسلين الشباب الإيرانية للأنباء عن كيومرث حيدري قائد القوات البرية بالجيش الإيراني قوله الثلاثاء إن طهران مستعدة لتصدير عتاد عسكري وأسلحة.

كيومرث حيدري: طهران مستعدة لتصدير عتاد عسكري وأسلحة

وقال حيدري بعد أسبوع من “اتهام” الولايات المتحدة إيران بتحضير مئات من الطائرات المسيرة لروسيا “في الوقت الراهن نحن مستعدون لتصدير عتاد عسكري وأسلحة”.

ورفض وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان هذه الاتهامات في اتصال مع نظيره الأوكراني يوم الجمعة.

وبالنسبة إلى إيران، التي تعاني أيضا بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية وفي خلاف مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي ومجموعة من القضايا الأخرى، تأتي زيارة بوتين في الوقت المناسب.

ويحرص قادتها الدينيون على تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع روسيا في مواجهة تكتل عربي إسرائيل ناشئ تدعمه الولايات المتحدة ويمكن أن يميل ميزان القوى في الشرق الأوسط بعيدا عن إيران.

وقال مسؤول إيراني كبير طلب عدم ذكر اسمه “بالنظر إلى العلاقات الجيوسياسية المتطورة بعد حرب أوكرانيا، تحاول طهران تأمين دعم موسكو في مواجهتها مع واشنطن وحلفائها الإقليميين”.

وبعد أن شجعتها أسعار النفط المرتفعة منذ حرب أوكرانيا، تراهن طهران على أنها قد تضغط بدعم من موسكو على واشنطن لتقديم تنازلات من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

لكن ميل روسيا المتزايد في الشهور الأخيرة تجاه بكين قلص بدرجة كبيرة صادرات الخام الإيرانية إلى الصين وهي مصدر رئيسي للدخل لطهران منذ أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرض عقوبات عليها في 2018.

وقال مسؤول أميركي بارز السبت إن صورا للأقمار الاصطناعية أظهرت زيارة وفد روسي إلى إيران لتفقد طائرات مسيرة قادرة على حمل أسلحة يمكن شراؤها لكي يتم استخدامها في الحرب في أوكرانيا.

ويهدف كشف الولايات المتحدة عن هذه الزيارة إلى تعزيز تأكيد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن روسيا تسعى إلى شراء المئات من الطائرات المسيرة للمساعدة في حربها في أوكرانيا. وكان سوليفان قد صرح بذلك دون أي معلومات استخباراتية تفصيلية.

وصرح مسؤولون لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية أن الإيرانيين عرضوا على الروس إمكانيات الطائرات المسيرة من طرازي شاهد 191- وشاهد 129 – القادرة على حمل صواريخ دقيقة التوجيه.

ويقول محللون عسكريون إن إرسال المسيرات الإيرانية قد يعزز قدرات موسكو على “تحديد وتدمير أنظمة المدفعية الغربية وأنظمة الأسلحة الأخرى وتدميرها”.

ويشيرون إلى أن المسيرات الإيرانية قد تحدث فرقا في المعارك على الأرض “فالأوكرانيون لديهم الدرونز التركية وروسيا ستكون لديها المسيرات الإيرانية، والآن، وبعد أن تباطأ الأوكرانيون واستقر الروس على خطوط الإمداد الخاصة بهم، يمكنهم تعطيل قدرة الأوكرانيين على التقدم”.

◙ طائرات مسيرة قادرة على حمل أسلحة
طائرات مسيرة قادرة على حمل أسلحة

ويشير هؤلاء إلى أهمية المسيرات في المعارك مقارنة بالصواريخ، فالأخيرة قد تصيب الهدف وقد تخطئ، لكن بالنسبة إلى المسيرات، فقد أتقن الإيرانيون القدرة على تصنيع مسيرات تستطيع الالتفاف وعندما يرون فرصة لهدف، يمكنهم إصابته بها.

والروس بحاجة إلى هذا النوع من السلاح ضد الأوكرانيين عندما لا يعرفون مكان وجود الخصم. وعندما تحلق مسيرة في السماء، يمكنها تحديد مكان مركبة قيادة أوكرانية على سبيل المثال واستهدافها. هذا الأمر سيصعب الأمور على الأوكرانيين.

وبدأت إيران في تطوير برامج للطائرات المسيرة منذ ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب ضد العراق (1980-1988). وسبق للقوات الإيرانية أن اختبرت أنواعا مختلفة منها في مناورات عسكرية.

ويقول محللون إن إيران تتعامل مع المسيرات منذ عام 1985، وهي من “أوائل الدول في العالم التي استخدمتها”، وفي الوقت الحالي “لديها خبرة واسعة لأنها ببساطة لم تصممها فحسب بل استخدمتها في المعارك وصقلت قدراتها”.

ميل روسيا المتزايد في الشهور الأخيرة تجاه بكين قلص بدرجة كبيرة صادرات الخام الإيرانية إلى الصين وهي مصدر رئيسي للدخل لطهران

وزودت إيران تكنولوجيا الطائرات دون طيار إلى الحوثيين في اليمن، الذين شنوا هجمات ضد السعودية والإمارات، وكذلك الميليشيات الشيعية في العراق التي نفذت ضربات ضد القوات الأميركية هناك.

وتتمتع إيران بقدرات كبيرة بسبب استخدامها “على نطاق واسع على مر السنين”، ورغم أنه تم تعطيل الهجمات التي شنها وكلاؤها في أوقات عديدة باستخدام الحرب الإلكترونية إلا أنها “بالتأكيد لديها قدرات جدية”.

وطورت طهران العديد من المسيرات خلال العقود الماضية، من أهمها “شاهد – 129”، التي تشبه إلى حد كبير الطائرة من دون طيار أميركية الصنع من طراز “بريداتور” والتي تستخدم في العمليات العسكرية وعمليات مكافحة الإرهاب في الخارج.

5