معرض فارنبرو للطيران يعود بعد كورونا

المعرض يفتح أبوابه أمام آخر الابتكارات في المجال الجوي من طائرات وأسلحة حديثة.
السبت 2022/07/16
طائرات الحرب والسلم

لندن - يفتح معرض فارنبرو الدولي للطيران أبوابه مجددا الاثنين في ظل الانتعاش التدريجي لحركة الملاحة الجوية بعد أزمة وباء كورونا وتعزيز العديد من الدول ميزانياتها الدفاعية إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكان هذا المعرض الذي يقام كل سنتين في مدينة فارنبورو، بالقرب من لندن، ويعد الأهم في هذا القطاع بعد معرض لوبورجيه قرب باريس لعرض آخر الابتكارات في المجال الجوي من طائرات وأسلحة بحضور متخصصين ومسؤولي كبرى الشركات العالمية.

وألغي معرض فارنبرو عام 2020 بسبب الأزمة الصحية التي أرغمت شركات الطيران على وقف طلعات آلاف الطائرات.

المعرض حدد يوم الجمعة ليكون متاحا للطلاب والمتدربين والأشخاص الذين يعتزمون العمل في قطاع الصناعات الجوية

وقال المدير العام للمعرض غاريث رودجرز، “إنه أول معرض عالمي كبير للطيران يجري منذ ثلاث سنوات، منذ باريس 2019، وهناك بالتأكيد حماسة أكبر مما لمست من قبل بشأن فارنبرو”.

وسيستضيف مطار جنوب غرب لندن المخصص عادة لرحلات الأعمال، ملتقى المهنيين الذين توقع رودجرز أن يقبلوا “بحماسة” على المشاركة.

ويتوقع أن يستقبل هذا الحدث الذي يستمر خمسة أيام حوالى 80 ألف شخص. في المقابل، لن يتم فتحه خلال عطلة نهاية الأسبوع أمام الزوار الراغبين في مشاهدة عروض الطائرات في الجو، كما درجت العادة خلال المعارض الماضية. وحده يوم الجمعة سيكون متاحا للطلاب والمتدربين والأشخاص الذين يعتزمون العمل في قطاع الصناعات الجوية.

وينظم المعرض في وقت تشهد فيه حركة السفر انتعاشا بعد أزمة طالت على مدى عامين بسبب الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كورونا على السفر. وبلغت الملاحة الجوية العالمية في مايو ما يزيد عن ثلثي مستواها عام 2019، ومن المتوقع أن تستعيده بالكامل عام 2023 بالنسبة إلى الملاحة الجوية الداخلية وفي 2025 بالنسبة إلى الرحلات الطويلة، بحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا).

ومع الانتعاش المتوقع في حركة الملاحة رغم الضغوط التضخمية وصعوبات التوظيف، يسجل انتعاش في الطلبات على الطائرات.

وتعمل شركات الطيران رغم صعوباتها المالية على تجديد أساطيلها وشراء طائرات عصرية وأكثر ادخارا تستهلك كميات أقل من الوقود وتتسبب في قدر أقل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو أمر بات مفروضا على قطاع يخضع لضغوط شديدة جراء الأوضاع المناخية الداهمة وبفعل حركات تدعو إلى مقاطعة الطيران مثل “فلايغسكام” التي يعني اسمها “الخجل من ركوب الطائرة” وأبصرت النور في السويد سنة 2018.

طائرات الجيل السادس تخطف الأنظار
طائرات الجيل السادس تخطف الأنظار

ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الطائرات في العالم خلال السنوات العشرين المقبلة بحسب مجموعة إيرباص التي تترقب أن يحتاج العالم إلى 39500 طائرة جديدة خلال هذه الفترة.

ومن المتوقع أن يشهد المعرض مرة جديدة منافسة شديدة على وقع إعلانات عن طلبيات كبرى بين المجموعة الأوروبية ومنافستها الأميركية بوينغ. ووصل حجم الطلبيات والتعهدات خلال آخر معرض عام 2018 إلى 192 مليار دولار ما يمثل بحسب المنظمين أكثر من 1400 طائرة.

كما يشكل معرض فارنبرو مناسبة لشركات الطائرات لعرض آخر نماذجها، وتنظم بعض الشركات في هذا السياق طلعات جوية لأحدث طائراتها، ولا سيما إيرباص مع طائرتها إيه 350 - 900، وبوينغ مع طائراتها 777 إكس وماكس 10، أحدث طراز من طائرات 737، بعد التأخير الذي طرأ على عملية المصادقة عليها وأثار غضب زبائنها.

كما ستعرض المجموعة الأميركية العملاقة نموذجها الأولي لطائرة الأجرة الذاتيّة القيادة التي تطورها شركتها الناشئة “ويسك آيرو”.

غاريث رودجرز: إنه أول معرض عالمي كبير للطيران يجري منذ ثلاث سنوات، منذ باريس 2019

وتقوم “ويسك” بتطوير طائراتها من الجيل السادس، وتتوقع أن تكون أول مرشح أميركي على الإطلاق للحصول على شهادة تاكسي كهربائي طائر.

ووضعت الشركة، التي يقع مقرها في منطقة خليج سان فرانسيسكو ونيوزيلندا هدفًا يتمثل في تشغيل “أحد أكبر أساطيل الصناعة” من الطائرات الكهربائية للإقلاع والهبوط العمودي في غضون خمس سنوات.

وكانت شركة “كلاين فيجن” قد طوّرت أول سيارة طائرة عام 1989. وتعد “إير كار 1” أول سيارة طائرة. وقد أجرت هذه الطائرة رحلة جوية مدتها 35 دقيقة في سلوفاكيا في يونيو الماضي. كما أجرت 142 هبوطًا ناجحًا، بحسب المتخصص في السيارات الكهربائية، محمد أندي.

ولا يهمل المعرض القطاع الدفاعي، إذ حمل الغزو الروسي لأوكرانيا معظم الدول الأوروبية على زيادة ميزانيتها للدفاع من أجل تعزيز قواتها المسلحة.

وقال غاريث رودجرز “نلاحظ بالطبع اهتماما أكبر بالعنصر الدفاعي في المعرض”.

وخلافا للاتفاقات التجارية الكبرى، لا يتم الإعلان عموما عن عقود الأسلحة في هذه المناسبة، وفق ما أوضح رودجرز.

وستعرض شركات الصناعات الدفاعية العديد من الطائرات. وفي هذا السياق نشرت إيرباص وبوينغ وليوناردو ولوكهيد مارتن وسواها عددا كبيرا من المروحيات والطائرات العسكرية ولاسيما المقاتلة الأميركية إف-35 التي بيعت إلى عشر دول أوروبية من بينها المملكة المتحدة المشاركة في البرنامج.

وإن كانت الشركات الروسية غائبة عن المعرض بسبب العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد، فإن تركيا تعرض عدة نماذج من الطائرات دون طيار ونموذجها الأولي من طائرة “هورجيت” المقاتلة.

18