إغلاق معابر المساعدات في سوريا بوجه قوافل الأمم المتحدة يهدّد الملايين

روسيا تستخدم حق النقض على مشروع قرار لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.
الاثنين 2022/07/11
أزمة إنسانية تعمقها الحسابات السياسية

باب الهوى (سوريا) - دقت منظمات الإغاثة التي تساعد الشعب في سوريا ناقوس الخطر بعدما أخفق مجلس الأمن الدولي في تجديد آلية نقل المساعدة الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود، فيما تعهدت الولايات المتحدة بالبحث عن آليات بديلة لإيصال المساعدات للسوريين.

وحذّر مسؤول محلي من أن المقيمين في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال غرب سوريا قد يحرمون من المساعدات الإنسانية الحيوية في غضون أسابيع إذا لم يمدّد مجلس الأمن تفويض الأمم المتحدة الذي انتهت صلاحيته الأحد لإيصال المساعدات عبر الحدود.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) الجمعة خلال تصويت لمجلس الأمن الدولي على مشروع قرار لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا بدون موافقة دمشق لعام واحد، ولم تقبل موسكو سوى بتمديد التفويض لستة أشهر.

مازن علوش: لا توجد أي معلومات عن الآلية التي سيتم التعامل بها في المستقبل

ويتطلب صدور قرارات المجلس موافقة 9 دول على الأقل من أعضائه، شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقد يقترح الأعضاء غير الدائمين في المجلس تمديداً جديداً لمدة تسعة أشهر في محاولة لإيجاد حل. لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق جديد حتى الأحد، ما يهدّد بحرمان الملايين من هذه المساعدات.

وينتهي الأحد سريان هذه الآلية التي تسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية - التركية، الوحيد الذي يمكن عبره نقل مساعدات إلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في إدلب (شمال غرب) ومحيطها، من دون المرور بمناطق سيطرة الحكومة السورية.

وقال مازن علوش مدير مكتب العلاقات العامة في معبر باب الهوى (شمال غرب) “حتى تاريخ اليوم (الأحد) لا توجد أي معلومات واضحة عن الآلية التي سيتم التعامل بها خلال الفترة القادمة”.

وأضاف أن “هناك خطة إسعافية للمنظمات الشريكة للأمم المتحدة التي تعمل في المناطق المحررة” في حال عدم تمديد تفويض الأمم المتحدة، لكنها “لا تكفي حاجة المواطنين أكثر من شهر واحد”.

وأغلق معبر باب الهوى الأحد لليوم الثاني على التوالي بسبب عطلة عيد الأضحى.

وأوضح علوش أنه في حال لم يتم التوصل إلى آلية دخول مساعدات عبر الحدود، فإن معبر باب الهوى “سيبقى مفتوحاً أمام حركة المسافرين والمرضى وقوافل الإغاثة” غير التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك مساعدات الجمعيات الخيرية.

وحذّر كبار مسؤولي الأمم المتحدة وعمّال الإغاثة مراراً من أن إيصال المساعدات بهذه الطريقة لا يمكن أن يحلّ محل عمليات الأمم المتحدة عبر الحدود سواء في مداها أو حجمها.

والآلية الأممية سارية منذ عام 2014 وتسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية – التركية لأكثر من 2.4 مليون نسمة في منطقة إدلب (شمال غرب) الخاضعة لسيطرة جماعات جهادية ومعارضة.

واشنطن تتعهد بالبحث عن آليات جديدة لمواصلة نقل المساعدات إلى سوريا

وعبرت الحدود خلال العام الحالي وحده أكثر من 4600 شاحنة مساعدات، حملت غالبيّتها مواد غذائية، وفق بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وقال أبومحمّد أحد النازحين الذين يعيشون في مخيم شمال إدلب “إذا تم تحويل المساعدات عن طريق مناطق النظام، فنحن عملياً سنكون وقعنا تحت الحصار”. وأضاف أبومحمّد (45 عاما) وهو أبٌ لأربعة أولاد “يريدون تجويعنا وتركيعنا”.

وتعهدت واشنطن الجمعة بالبحث عن آليات لمواصلة نقل المساعدات إلى سوريا.

واعتبرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عدم قدرة مجلس الأمن على تمديد التفويض الأممي لنقل المساعدات إلى سوريا “يوما أسود”.

وقالت للصحافيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك “نهج الوفد الروسي في المفاوضات (بين أعضاء المجلس) بشأن تمديد التفويض الأممي كان غير مهني، وسيدفع السوريون ثمن ذلك”.

وحول فرص التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار بتمديد عمل الآلية، قالت غرينفيلد “على روسيا أن تذهب إلى هناك أولا لكي تشرح سبب استخدامها لحق النقض”.

2