"ريفو".. مسلسل يرصد تحولات جيل التسعينات من القرن الماضي بعد عشرين عاما

العمل حقق نسب مشاهدة واسعة وطالب بعض مشاهديه بسرعة تنفيذ جزء ثان منه.
الاثنين 2022/06/27
قادمون من تسعينات القرن الماضي

القاهرة - ضمن رهانها على تقديم أعمال درامية مبتكرة لم يسبق التطرق إليها، عرضت منصة “واتش إت” المصرية مؤخرا مسلسلا بعنوان “ريفو” والذي جمع ثلة من النجوم الشباب بهدف تقديم معالجة فنية ترصد التحولات التي أصابت جيل التسعينات من القرن الماضي وخاصة أولئك الذي اختاروا الفن والموسيقى طريقا لهم.

مسلسل “ريفو” المكون من 10 حلقات، من بطولة أمير عيد، تامر هاشم، حسن أبوالروس، ركين سعد، سارة عبدالرحمن، ملك حجازي، صدقي صخر، مينا النجار، محسن محيي الدين، عمرو جمال، محمد المولى، هشام الشاذلي، حسام حسني، وهو من تأليف محمد ناير، وإخراج يحيى إسماعيل.

وسبق التقديم للمسلسل بالإعلان أنه يدور حول “باند” موسيقى شهير في التسعينات، ويرصد العديد من التحولات التي أصابت هذا الجيل بعد أكثر من عشرين سنة، ما بين المرض النفسي والهجرة وفقدان الحس الموسيقي والموت الذي يخطف كل مرة واحدا من أبناء جيل التسعينات دون أن يحقق شيئا يذكر في حياته.

و”ريفو” يحيل أيضا إلى نوع من الحبوب المسكنة التي كانت منتشرة في مصر بكثرة في التسعينات، وكان الناس يحملونها معهم في حقائبهم ويعتقدون أنها علاج لأغلب الأمراض.

وفي ظاهره يبدو مسلسل “ريفو” عن فرقة موسيقية في زمن التسعينات، لكن أحداثه تدور حول الفتاة مريم حسن فخرالدين التي تسعى إلى اكتشاف حقيقة علاقة والدها المؤلف الكبير بفرقة “ريفو” الموسيقية التي ذاع صيتها في التسعينات لتكتشف أن هناك سرا أخفاه طوال السنوات الماضية.

تحاول الفتاة أن تتأقلم على فقد والدها الذي مثل كل معاني الجمال في حياتها، وبفقده تفقد ذاتها، إلى أن تكتشف أنها كانت تحيا أكذوبة سواءً كحبيبة أو صديقة أو حتى في مجال عملها الذي تحبه.

وتؤدي ركين سعد دور مريم بنت المؤلف حسن فخرالدين، فيما يؤدي صدقي صخر شخصية مروان سامي، وهو شاب مهووس بالموسيقى يبحث عن ذاته، أما سارة عبدالرحمن فتقوم بدور ياسمين رحمي.

خلال عشر حلقات استطاع محمد ناير أن يأخذ المشاهدين وخاصة من جيل التسعينات في رحلة حنين للماضي الجميل، لزمن أشرطة الكاسيت، والفرق الموسيقية، وأغاني “الأندرغراوند”، والمراهقة الصاخبة بكثير من الحب للموسيقى والمشاهير من الموسيقيين. ولبلوغ كل ذلك، انطلق المؤلف من تيمة فقدان الأب وكيف تؤثر على حياة الابن المراهق، ليس فقط من ناحية التأثيرات النفسية السلبية وإنما أيضا ما يتعلق بمحاولات التحرر من الانتماء إلى الأجيال السابقة، فموت الأب أو الأم قد يكون أحيانا نقطة انطلاق نحو عيش حياة لا تشبه ضوابط الأجيال الأكبر سنا.

وجعل المؤلف من قصة شادي المطرب الرئيسي لفرقة “ريفو”، نموذجا عن الشغف ومدى تأثير فقدانه على حياة الفنان وأعضاء فرقته وحيواتهم جميعا، فكان حلمه حلم الجميع، ونهايته الأليمة صدمة جعلتهم يفيقون على واقع أليم لا يستطيعون الانتماء إليه. فالفن بالنسبة إلى البعض هو المساحة الخاصة والفعل الذي يرون من خلاله الواقع ويحاولون تجميله هربا من بشاعته القاسية.

سيناريو العمل تميّز بالكثير من الغموض رغم بساطة الحبكة الدرامية، وسهولة الانتقال بين الماضي والحاضر

ولم يتوقع أحد النجاح الذي حققه مسلسل “ريفو”، فالعمل لا يعتمد على أسماء فنية مشهورة أو حتى نجوم من الممثلين الشباب. ورغم ذلك حقق المسلسل وهو الثاني لمنصة “واتش إت” نسب مشاهدة واسعة، واحتل الترند على محركات البحث، وطالب بعض مشاهديه بسرعة تنفيذ جزء ثان منه.

ورأت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله أن المخرج يحيي إسماعيل كان جريئا في إسناد أدوار البطولة إلى مجموعة من الشباب غير المعروفين.

وكان نجاح مسلسل “ريفو” شهادة ميلاد للمخرج يحيي إسماعيل، الذي دخل عالم الدراما بعد سنوات من العمل في الإعلانات.

واهتم المخرج بتفاصيل المسلسل والحقبة الزمنية التي يحكي عنها، وخاصة الملابس والألوان وتسريحات الشعر والأغنيات التي أضافت للعمل وكانت إحدى ركائز شعبيته واستطاعت محاكاة تلك الفترة الزمنية.

كما تميّز سيناريو العمل بالكثير من الغموض رغم بساطة الحبكة الدرامية، وسهولة الانتقال بين الماضي والحاضر من دون إرباك.

وكتبت خيرالله “مسلسل ‘ريفو’ يكسر فكرة أن الأعمال التي تلقى رواجا وإقبالا جماهيريا، هي تلك التي تنال فرصة العرض في شهر رمضان، ويلعب بطولتها كبار النجوم، ‘ريفو’ يسير ضد المتوقع ومن خلال عشر حلقات فقط هي مدة عرضه ينجح في أن يحتل الصدارة في نسبة المشاهدة”.

وتابعت “المسلسل شهادة ميلاد لمجموعة من النجوم الشباب سوف يغيّرون حتما خارطة الدراما التلفزيونية في السنوات القادمة”.

15