الجري يعمل كممتص للصدمات في العمود الفقري ويمنع تقلص العضلات

لندن - يشير خبراء اللياقة البدنية إلى أن الجري مفيد لصحة العظام وخصوصا للعمود الفقري، بالإضافة إلى فقدان الوزن وهو ما من شأنه أن يساهم في تحسين وضعية الجسم. وهذا هو السبب في أن بعض العدائين العاديين قد يظهرون أصغر حجما وأطول، وفق قولهم.
وينصح الخبراء بالجري إذا كان الفرد يتطلع إلى الظهور بمظهر أطول من خلال الحصول على نحافة وتحسين وضعيته البدنية، لذا يعد الجري تمرينا رائعا لذلك. وكل ما يحتاجه الفرد هو ملابس رياضية مريحة لارتدائها وزوجا من أحذية الجري.
ووجد أن الجري مفيد لتحسين الوضعية على مدار الحياة. ومع تقدم الأشخاص في العمر، يميلون إلى الانحناء حيث تضعف عظامهم وتتقلص عضلاتهم.
ووفقا لبحث نُشر في مجلة “بلس وان”، يمكن أن يساعد الجري في تأخير أو منع ذلك. إنه تمرين رائع للعمود الفقري.
ممارسة الجري من 5 إلى 10 دقائق يوميا بوتيرة معتدلة أي ما يقارب 10 كم في الساعة يقلل من خطر الموت بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية
ويتكون العمود الفقري من فقرات، وبين كل منها قرص يعمل كممتص للصدمات في العمود الفقري. وعادة، تصبح هذه الأقراص أقل فاعلية مع تقدم العمر، لكن الباحثين درسوا البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عاما، ووجدوا انحطاطا أقل مرتبطا بالعمر لدى أولئك الذين يجرون بانتظام، ما يجعلهم في وضع مستقيم ومتحرك لفترة أطول.
وماذا لو كان الفرد يرغب في تحسين وضعه بالجري الآن، وليس بعد 10 أو 20 عاما؟
إذا كان بدأ للتو في الجري، فإن الأمر يستحق بذل جهد واع لتعلم كيفية الجري بشكل صحيح. وهذا سيجعله أسرع وأكثر فاعلية على الطرق، وله تأثير مفيد على حياته اليومية.
وقالت ميليسا طومسون الأستاذة المشاركة في العلوم الصحية في كلية فورت لويس “يمكن أن تكون التكيفات العضلية التي تنجم عن الجري مفيدة للوضع اليومي، على الرغم من أن الركض بوضعية سيئة قد يؤدي أيضا إلى تعزيز الموقف السيء في الحياة اليومية”.
وثبت أن للوضعية آثارا في ما يتعلق بتشغيل الطاقة، حيث تشير الأبحاث إلى أن الوضع السيء يمكن أن يزيد من تكلفة الطاقة. وبالإضافة إلى ذلك، تؤثر الوضعية على تحميل المفصل عند الجري، لذلك قد يكون هناك خطر متزايد للإصابة لدى العدائين الذين يظهرون وضعا سيئا، كما تقول طومسون.
وقالت ليلي كانتر مدربة الجري في المملكة المتحدة لألعاب القوى “الجري المتكرر لن يؤثر إلا على وضع الشخص في الحياة اليومية إذا كان يبذل مجهودا واعيا لتصحيح وضعيته أثناء الجري. وإذا كان لديه وضع أفضل أثناء الجري، فمن المرجح أن يستمر في ذلك إلى الحياة اليومية”.
وأضافت كانتر أنها ترى الكثير من العدائين بوضعية سيئة وهذا أول شيء تحاول تصحيحه.
وتابعت “إذا ركضت بأكتاف منسدلة وظهر منحن، فأنت في الأساس تهدر الطاقة. ومن الأفضل أن يكون لديك فخذان مرتفعان وظهر مستقيم حتى تتمكن من دفع نفسك للأمام بدلا من الأرض”.
والعامل الثاني، كما تقول كانتر، هو أن تكون لدى المتدرب نواة قوية، لأن التمارين لتقوية جذعه قد تساعد أيضا في وضعه بمرور الوقت. وستساعد تقوية مجموعات العضلات في منطقتي البطن والقطني من الجسم (بشكل أساسي العضلات المحيطة بقاعدة العمود الفقري) على تحسين الوضع والأداء في أي عمر.
وقد يفكر المتدرب على الفور في القيام بتمارين المعدة أو البطن، ولكن هذه التمارين يمكن أن تضع ضغطا كبيرا على عموده الفقري أثناء الضغط عليه في الأرض أثناء الحركة. والبديل الأكثر أمانا هو تثبيت وضع اللوح الخشبي، والذي يسمح له بتقوية عضلات أسفل الظهر والبطن دون ممارسة أي ضغط خطير على عموده الفقري.
وللجري يوميا الكثير من الفوائد الصحية، إذ أن ممارسة الجري من 5 إلى 10 دقائق فقط يوميا بوتيرة معتدلة أي ما يقارب 10 كم في الساعة يقلل من خطر الموت بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ويخفض الجري معدلات الوفاة، إذ أنه يقلل من خطر الوفاة من أي مشكلة طبية بنسبة 29 في المئة وخطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 50 في المئة، وكذلك يقلل نسبة الوفاة من السكتة الدماغية.
كما يخفض نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، واحتمالية الإصابة بالسرطان وكذلك الوفاة منه إذ أنه يساهم بتقليل خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة من 30 إلى 50 في المئة.
كما يخفض خطر الإصابة بالأمراض العصبية والوفاة منها، مثل داء الزهايمر وداء بركنسون.
ويساهم الجري في بناء عظام قوية وتقوية بنية العضلات، وحرق الكثير من السعرات الحرارية والحفاظ على وزن صحي، وخفض خطر الوفاة بسبب التهابات الجهاز التنفسي والأمراض العصبية، وتحسين أنماط النوم والحالة النفسية، وتقوية الإدراك والوعي أثناء تقدّم السن.