زيادة خطر إصابة الرجال بهشاشة العظام لها صلة بالتدخين

لاس فيغاس (الولايات المتحدة) - يمكن أن تتسبب مضار التدخين في مجموعة كاملة من الحالات الصحية الخطيرة، تتضمن أمراض الجهاز التنفسي وسرطان الرئة والحلق، لكن دراسة جديدة من جامعة نيفادا في لاس فيغاس كشفت ضررا آخر يطال الرجال المدخنين.
وقال الباحثون إن المدخنين الذكور، الذين، من الناحية الديموغرافية أكثر عرضة للتدخين من النساء، يعرضون أنفسهم أيضا لخطر متزايد بشكل كبير للإصابة بهشاشة العظام وكسور العظام والموت المبكر.
وحلل الفريق البحثي ما يقارب 30 ألف حالة كسر في العظام تم الإبلاغ عنها على مدار العقود الثلاثة الماضية في 27 منشورا بحثيا، ووجدوا أن التدخين يزيد من خطر كسر العظام بنسبة تصل إلى 37 في المئة.
ويشار إلى أن تحليل التلوي (تحليل إحصائي) هذا، الذي نُشر الأسبوع الماضي في مجلة نتشر جورنال ساينتيفيك ريبورت، هو الأول الذي وسع نطاق العلماء إلى ما بعد فحص كسور الورك في المقام الأول إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الرسغان والكتفان والساعدان وعظم الفخذين والساقان والعمود الفقري.
التدخين يزيد من فرصة الإصابة بكسور العمود الفقري والورك لدى الرجال إلى 32 و40 في المئة على التوالي
وتدعم دراسة جامعة نيفادا في لاس فيغاس البيانات من الدراسات السابقة، التي وجدت أن التدخين يزيد من فرصة الإصابة بكسور العمود الفقري والورك لدى الرجال إلى 32 و40 في المئة على التوالي.
وتوصلت الدراسات القديمة إلى أن ما بين 21 و37 في المئة من المدخنين الذكور المصابين يموتون في غضون عام من حدوث كسور في العظام.
وقال كبير الباحثين في الدراسة تشينغ وو، الباحث في كلية الصحة العامة بجامعة “نيو إن إل في” ومعهد نيفادا للطب الشخصي بالجامعة: “التدخين عامل خطر رئيسي لهشاشة العظام وخطر الكسر. ويميل الرجال إلى التدخين أكثر من النساء، ما يزيد من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام، والتي كان يُعتقد تقليديا أنها مرض نسائي”.
وقال باحثون إن تأثير السجائر على مخاطر الكسور غير مفهوم تماما.
ويعتقد وو أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بكسور الهيكل العظمي لأن المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تؤثر سلبا على خلايا العظام وتقلل من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين (د) والكالسيوم، وهما عنصران مهمان لكثافة المعادن القوية في العظام.
وبالإضافة إلى ذلك، قال إن التدخين يعد عامل خطر للإصابة بشكل عام لأن هناك أدلة على أن النيكوتين يتدخل في عملية إصلاح الأنسجة، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للجروح ويمنع التئام الكسور.
ونظرا إلى أن التطورات الطبية تساهم في شيخوخة السكان باستمرار، يدعو الباحثون المستهلكين إلى الانتباه إلى الصلة بين التدخين وكسور هشاشة العظام، والتي تعد سببا رئيسيا للإعاقة والوفاة المبكرة لكبار السن.
ويشكّل التدخين أحد أكبر التهديدات الصحية التي يواجهها العالم، حيث يقتل أكثر من 8 ملايين شخص سنويا حول العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتشير المنظمة أيضا إلى أن أكثر من 7 ملايين من هذه الوفيات ناتجة عن تعاطي التبغ المباشر في حين أن نحو 1.2 مليون حالة وفاة ناجمة عن تعرض غير المدخنين للتدخين غير المباشر.
وبالنظر إلى هذه الإحصاءات المفزعة، فإنه إلى جانب السعي إلى الإقلاع عن التدخين، يبقى من الضروري أن يكون الأشخاص على دراية بأعراض الأمراض المرتبطة بالتدخين، والتي قد تكون مميتة.
وتشمل هذه الأمراض سرطان الرئة القاتل والسكتة الدماغية وأمراض القلب والنوبات القلبية، والسعال المزمن وسعال الدم، وضيق التنفس المستمر، والتهابات الصدر المتكررة وفقدان الشهية وفقدان الوزن والشعور بالإغماء والخدر أو الضعف في الساقين والذراعين، وتغيير لون البشرة ، والضعف الجنسي لدى الرجال، وتورم الأطراف.
وهناك أعراض أكثر خطورة تتطلب الاتصال الفوري بالطوارئ، وتشمل: تدلي الوجه من أحد الجانبين وعدم القدرة على رفع كلا الذراعين في الهواء والاحتفاظ بهما مرتفعتين، وكلام مشوش أو غير واضح، وألم في الصدر، إحساس بالضغط، وثقل، وضيق أو ضغط على الصدر وألم مفاجئ في الجزء العلوي من الجسم ينتشر من الصدر والشعور بالدوار أو الدوخة، والتعرق وضيق في التنفس والشعور بالمرض، وشعور غامر بالقلق (مشابه لنوبة الهلع) والسعال أو الصفير.
وقالت الدكتورة فيليبا كاي “السعال الجديد المستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، أو تفاقم السعال السابق، أو السعال المصحوب بالدم أو القشع الملون (مادة مخاطية تخرج من الشعب الهوائية عند السعال)، والصوت الأجش لأكثر من ثلاثة أسابيع، وضيق في التنفس، وألم في الصدر، جميعها أعراض سرطان الرئة. لكن التدخين يزيد أيضا من خطر الإصابة بسرطانات أخرى وحالات مختلفة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، على غرار أعراض ألم الصدر وضيق التنفس”.
وتشمل أعراض السرطان بشكل عام فقدان الوزن، والتعب، والألم، والنزيف بعد انقطاع الطمث، أو بين الدورات الشهرية، وتغير في عادات التبول أو الأمعاء والتعرق الليلي.
وأوضحت الدكتورة فيليبا: “باختصار، لا تفكر في التدخين على أنه يؤثر ببساطة على الرئتين، فقد يؤثر على الجسم كله”.