مهرجان الداخلية السينمائي انفتاح لسلطنة عمان على الخارج

المهرجان فرصة لتعريف المشاركين من خارج سلطنة عُمان بطبيعة التنوّع الثقافي والجغرافي والفني والتراثي التاريخي الذي تنفرد به كل محافظة.
الجمعة 2022/06/10
أفلام عُمان صورة عن المجتمع

مسقط – ينتظم خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 22 يونيو الجاري فعاليات مهرجان الداخلية السينمائي الذي تنظّمه الجمعية العمانية للسينما والمسرح بالتعاون مع مكتب محافظ الداخلية وعدة جهات حكومية وخاصة بولاية نزوى، ويحتضنه مركز نزوى الثقافي وجامعة نزوى ومكتبة نزوى العامة.

ويسعى هذا المهرجان إلى تعزيز الحراك السينمائي بسلطنة عمان، وإلى أن يكون بوابة تعرف بالجهود المبذولة في الفن السابع داخل سلطنة عمان إلى الخارج، والتعريف بالموروث الثقافي للبلاد حيث تتميز الداخلية بالعديد من المقومات الثقافية والتراثية والفنون التقليدية وتنوع رقعتها الجيولوجية الساحرة، ومناخها المختلف من ولاية إلى أخرى حيث تتكون المحافظة من عدة ولايات هي نزوى، الحمراء، بهلا، منح، أدم، أزكى، سمائل، بدبد.

وتحدّث حميد بن سعيد العامري رئيس الجمعية العُمانية للسينما والمسرح عن فكرة إقامة المهرجان الذي يأتي باكورة لسلسلة من المهرجانات بمختلف محافظات سلطنة عُمان على مدى عامين، حيث من المقرر إقامة ثلاثة مهرجانات أخرى خلال هذا العام بمحافظات ظفار وشمال الباطنة والظاهرة ومهرجانين آخرين في عام 2023 بمحافظتي جنوب الشرقية ومسندم وذلك بهدف نشر ثقافة المهرجانات المسرحية ولتكون فعاليات سنوية تشرف عليها الجمعية باستمرار.

المهرجان يسعى إلى أن يكون بوابة تعرف الخارج بالجهود المبذولة لتطوير السينما داخل سلطنة عمان

وأضاف أن الجمعية من خلال مشاركاتها الخارجية المتعددة لاحظت فكرة إقامة مهرجانات متنوعة خارج العواصم وذلك لتعريف الجماهير بمستجدات الأفلام كما أنها فرصة لتعريف المشاركين من خارج سلطنة عُمان بطبيعة التنوّع الثقافي والجغرافي والفني والتراثي التاريخي الذي تنفرد به كل محافظة ونشر الثقافة السينمائية والترويج لسلطنة عُمان مسرحيًّا وسينمائيًّا واكتشاف المواهب في مجالات صناعة الأفلام سواء في التأليف أو الإخراج أو التمثيل.

من جانبه تحدث محمد بن سليمان الكندي مدير المهرجان عن أبرز ما يتضمّنه حيث قال إنه سيشهد عرض فيلم “مدن التراب بين عُمان والمغرب ” للمخرج العالمي داوود أولاد السيد.

ويقدم الفيلم التقاطع الثقافي بين المملكة المغربية وسلطنة عمان خاصة في المجال العمراني القديم، حيث يكتشف شاب عماني أثناء زيارته لمدينة زاكورة المغربية وتجواله فيها تشابهاً كبيراً في الثيمة المعمارية بينها وبين موطنه عُمان فتثير اهتمامه البنايات الطينية مما يحرك فيه ذاكرة الطفولة فيسترجع الماضي ويشرع في المقارنة بينهما وخاصة فيما يتعلق بطرق البناء العتيقة والمواد والوسائل المستخدمة فيها ليكشف أوجه التقارب بين ثقافة الشعبين.

وكذلك عرض لقطات من الأفلام المشاركة. مشيرًا إلى أنه تم استلام 150 فيلمًا من عددٍ من الدول العربية وإيران وبلجيكا والمملكة المتّحدة، إضافة إلى الأفلام المحليّة وبعد الفرز والتقييم تم اختيار 66 فيلمًا متنوّعًا لعرضها خلال ثلاث جلسات بمركز نزوى الثقافي وجامعة نزوى ومكتبة نزوى العامة على مدى يومين.

وأوضح أن الأفلام تتنوّع بين الوثائقية والأفلام الروائية وأفلام التحريك حيث تم تشكيل لجنة تحكيم مستقلّة لكل مجال وتضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية وأفلام التحريك كُلّاً من: سالم المعمري و نورالدين هاشمي من سوريا وهيثم سليمان ومنية حجيج من تونس وعمار آل إبراهيم وعبدالعزيز الحبسي، بينما تشكّلت لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية من: رشيد اليافعي ومعه جلال الدين من إيران ووليد الخروصي وحسين الثابتي من تونس وحسين البلوشي من الكويت.

1988

سنة ظهور أولى ملامح السينما العمانية ملامحها بوضوح في العام من خلال ثلاث تجارب

وسيتم تكريم كوكبة من الفائزين في المهرجان بجائزة أفضل فيلم روائي عماني وجائزة أفضل فيلم وثائقي عماني وجائزة أفضل فيلم وثائقي دولي وجائزة لجنة التحكيم للفيلم الوثائقي وجائزة المركز الأول للفيلم الروائي الدولي وجائزة المركز الثاني للفيلم الروائي الدولي وجائزة المركز الثالث للفيلم الروائي الدولي وجائزة لجنة التحكيم للفيلم الروائي وجائزة أفضل فيلم تحريك، بالإضافة إلى تكريم مجموعة من المبدعين في مجالات المحتوى البصري.

وستصاحب المهرجان أنشطة أخرى منها ندوة “أهمية صناعة السينما والمراكز والمهرجانات في الحراك الاقتصادي” حيث يدير الندوة المنتج قاسم السليمي ويقدّم أوراقها المخرج بسام الذوادي من مملكة البحرين والمخرج دليل بلخودير من الجزائر والمخرج نواف الجناحي من دولة الإمارات العربية المتحدة والمخرج العماني هيثم سليمان.

كما ينظم المهرجان حلقة عمل بعنوان “الإخراج السينمائي” يقدمها المخرج نواف الجناحي من دولة الإمارات وكذلك رحلات سياحية للمشاركين ولجان التحكيم.

يذكر أن السينما العمانية، ظهرت أول ملامحها بوضوح في العام 1988 من خلال ثلاث تجارب ناضجة استعان مخرجها حاتم الطائي بكاميرات احترافية، وهي “السقوط، والوردة الأخيرة، وشجرة الحداد الخضراء”.

ثم تعددت التجارب رغم قلتها، ومع ظهور كاميرا الديجيتال ظهر جيل جديد من صناع السينما، وحدثت طفرة في صناعة الفيلم العماني، وبرزت في هذه المرحلة أسماء مثل يوسف البلوشي وجاسم البطاشي وعبدالله البطاشي الذين قدموا أفلاما ذات جودة بصرية عالية.

وفي عام 2005، قدمت السينما العمانية أول فيلم روائي طويل، حمل اسم”البوم” للمخرج خالد الزدجالي، وتدور أحداثه في بيئة عمانية معاصرة، حول حياة مجموعة من الصيادين يعيشون في قرية تسمى “البوم” وتشتهر بصناعة السفن. ثم توالت بعد ذلك التجارب السينمائية العمانية الناجحة، التي تناولت في مجملها العديد من القضايا الاجتماعية وطبيعة الحياة داخل السلطنة.

ولم تشهد عمان تأسيس مهرجانات سينمائية إلا منذ العام 2001 حين تم تأسيس مهرجان مسقط السينمائي في 2001، وبعد ذلك تم إشهار الجمعية العمانية للسينما عام 2006 ونالت هذه المؤسسة دعما كبيرا من الدولة لإيمانها بدور السينما في بناء المجتمعات. وتعدّ عمان في ذلك متأخرة عن ركب دول عربية كثيرة من بينها مصر وتونس اللتان كانتا سباقتين في إحداث مهرجانات تعنى بالفن السابع.

14