تحليل جديد للدم لتشخيص مرض السل ومتابعة العلاج

التحليل الجديد يمكن أن يساعد الأطباء في التدخل السريع لعلاج السل ويقلل من مخاطر الوفاة.
الخميس 2022/06/09
السل ثاني أكثر مرض معد ومميت

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – طور فريق بحثي في الولايات المتحدة تحليلا جديدا للدم من أجل اكتشاف الإصابة بمرض السل ومتابعة تطوره أثناء العلاج.

ويعتمد التحليل الجديد على اكتشاف أجزاء من الحمض النووي للبكتيريا المسببة للسل في مجرى الدم، وهو ما يساعد في اكتشاف المرض ومتابعة مدى استجابة المريض للعلاج، حسبما جاء في الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية “لانسيت ميكروب”.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض السل يعتبر ثاني أكثر مرض معد مميت في العالم بعد فايروس كورونا المستجد، وفي عام 2020 انتقل مرض السل إلى نحو عشرة ملايين شخص وتسبب في 1.5 مليون وفاة.

وتعتمد معظم التحاليل المستخدمة لاكتشاف السل على تحليل المادة المخاطية داخل الرئة، غير أنه في بعض الأحيان يتعذر سحب عينة من المخاط من المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بالسل، لاسيما إذا كانوا من الأطفال، وأحيانا يكون من الصعب تشخيص الإصابة بالسل لدى مرضى الإيدز الذين يعانون من ضعف في المناعة، حيث تنتقل عدوى السل من الرئة إلى أعضاء أخرى في الجسم.

ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في العلوم الطبية عن الباحث توني هو من جامعة تولان بولاية لويزيانا الأميركية قوله إن جميع هذه العوامل قد تؤدي إلى نتائج خاطئة بشأن اختبارات الإصابة بالسل.

2020

انتقل مرض السل إلى نحو عشرة ملايين شخص وتسبب في 1.5 مليون وفاة

وأكد هو أن “التحليل الجديد يمكنه تغيير قواعد اللعبة بالنسبة إلى تشخيص مرض السل، حيث لا يعطي نتائج أكثر دقة فحسب، بل أيضا يساعد في التنبؤ باحتمالات تطور المرض في المستقبل ومراقبة استجابة المريض للعلاج”.

وأضاف أن التحليل الجديد “يمكن أن يساعد الأطباء في التدخل السريع لعلاج السل ويقلل من مخاطر الوفاة، لاسيما بالنسبة إلى الأطفال المصابين بفايروس نقص المناعة البشرية ‘إتش.آي.في’ المسبب لمرض الإيدز”.

والسل هو مرض معد تسببه بشكل أساسي المتفطرة السلية (بكتيريا) وهو يؤثر بشكل رئيسي على الرئتين (السل الرئوي) ولكنه قد يهاجم أي جزء من الجسم (السل خارج الرئة).

وهو ينتشر عن طريق الهواء، مثله في ذلك مثل نزلات البرد العادية. ولا تنتقل العدوى سوى من خلال الأشخاص المصابين بالسل الرئوي. فعندما يقوم الأشخاص المصابون بالسل بالسعال أو العطس أو التحدث أو البصق أو الضحك فهم يفرزون جراثيم السل المعروفة باسم “العصيات” في الهواء. وإذا استنشق شخص سليم وغير مصاب الهواء الذي يحتوي على البكتيريا فإنه قد يصاب بالعدوى.

ومع ذلك فالسل لا يعتبر من الأمراض التي تنتقل بسهولة لأن العدوى تحدث عموماً من الاحتكاك المباشر مع أشخاص مصابين بالمرض لفترة طويلة من الزمن. ويعتبر الازدحام والاكتظاظ في المنزل أو في مكان العمل أحد العوامل المهمة المهيئة للمرض. ومن المهم أن يدرك الأشخاص أن هناك فرقاً بين الإصابة بعصيات السل وبين وجود مرض السل.

فالشخص المصاب بعصيات السل لديه بكتيريا السل في جسده، ولكن جهازه المناعي يحميه من ظهور مضاعفات المرض عليه، كما أنه لا يتسبب في نشر المرض أو انتقاله إلى أشخاص آخرين.

أما الشخص المصاب بمرض السل فهو مريض ومعرض لخطر الموت. وإذا لم يعالج هذا الشخص بشكل صحيح، فقد ينشر المرض وينقله إلى أشخاص آخرين ويموتون خلال أشهر أو في غضون سنوات قليلة.

17