ليفربول يبحث عن الثأر وريال مدريد لتعزيز رقمه القياسي

ستكون العاصمة الفرنسية باريس مسرحا لواحدة من أبرز المواجهات في نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما يلتقي ليفربول الإنجليزي نظيره الإسباني ريال مدريد اليوم السبت. ويلتقي الفريقان على ملعب "أستاد دو برنس" في ثالثة المواجهات بينهما بنهائي البطولة، وهي الثانية بينهما في غضون آخر خمسة مواسم. وتمثل هذه المباراة واحدة من المواجهات الكلاسيكية المثيرة على الساحة الأوروبية.
باريس - يخوض ليفربول الإنجليزي اليوم السبت نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في العاصمة الفرنسية باريس، باحثا عن استرداد اعتباره من ريال مدريد الإسباني الساعي من جهته إلى تعزيز رقمه القياسي باللقب الرابع عشر في تاريخه، رغم عدم رغبة معظم لاعبيه الحديث عن ثأر باستثناء المصري محمد صلاح.
ومن المؤكد أن مباراة اليوم لن تكون كأي مباراة أخرى بل ستكون النهائي الثالث لليفربول في المسابقة القارية الأم خلال المواسم الخمسة الماضية، بعدما عوض سقوط كييف بإحرازه اللقب في الموسم التالي على حساب مواطنه توتنهام.
ويرى الكثيرون أن ليفربول يملك أفضلية ضئيلة ويبدو الأقرب إلى اللقب السابع الذي سيضعه على المسافة ذاتها من ميلان الإيطالي في المركز الثاني على لائحة أكثر الأندية تتويجا، بفارق كبير عن خصمه المقبل الذي توج بطلا في 13 مناسبة، بينها ثلاث مناسبات متتالية بين 2016 و2018 وأربع في خمسة مواسم بعدما أحرز أيضا لقب 2014.
وفي حال نجح ليفربول في الخروج فائزا سيتوج فريق المدرب الألماني يورغن كلوب موسما رائعا أحرز خلاله لقبي الكأسين المحليين وكان قريبا من لقب الدوري قبل أن يحسمه مانشستر سيتي بفارق نقطة في المرحلة الختامية.
وقال كلوب "من دون الفوز بدوري الأبطال سيكون موسما رائعا، لكن مع الفوز بدوري الأبطال سيكون موسما مذهلا"، فيما رأى الظهير الأسكتلندي أندي روبرتسون أن "لا شعور أفضل من شعور الفوز بالألقاب".
شوط كبير
ومن المؤكد أن ليفربول قطع شوطا كبيرا منذ نهائي كييف 2018 الذي خسره بسبب الأداء الكارثي لحارسه السابق الألماني لوريوس كاريوس وإصابة صلاح والمباراة الخارقة التي قدمها الويلزي غاريث بايل مع ريال.
وكان نهائي 2018 نقطة تحول بعدما قرر كلوب الاستعانة بالحارس البرازيلي أليسون بيكر لتأمين الخط الدفاعي الأخير، فيما قدم الإسباني تياغو الكانتارا بُعدا جديدا للفريق في خط الوسط، وصولا إلى التعاقد في بداية العام الجاري مع الجناح الكولومبي الرائع لويس دياز.
لكن من سيواجه "الحمر" السبت ليس أي فريق، بل هو ريال المتخصص في دوري الأبطال، المتلازم اسمه مع الكأس المرموقة، الفريق الذي يشرف عليه الإيطالي كارلو أنشيلوتي الفائز بثلاثة ألقاب والذي خاض النهائي أربع مرات.
وفي حال فوزه سيصبح الإيطالي أول مدرب على الإطلاق يتوج بطلا للمسابقة أربع مرات سواء بصيغتها السابقة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) أو بالصيغة الحالية.
وسيكون الإيطالي الذي سبق له الفوز مع ريال باللقب في مروره الأول عام 2014 أمام ثأر شخصي السبت لأن النهائي الوحيد الذي خسره كان أمام ليفربول بالذات عام 2005 في إسطنبول حين بدا هو وفريقه السابق ميلان في طريقهما إلى اللقب بإنهاء الشوط الأول 3 - 0، قبل أن يعود ستيفن جيرارد ورفاقه من بعيد في الشوط الثاني لإدراك التعادل 3 - 3 وحسم اللقب بعد ذلك بركلات الترجيح.
في حال فوزه، سيصبح أنشيلوتي أول مدرب على الإطلاق يتوج بطلا للمسابقة أربع مرات سواء بصيغتها السابقة أو الحالية
ورغم الانتقادات التي وجهت إليه في بداية مغامرته الثانية في "سانتياغو برنابيو" نجح أنشيلوتي في قيادة النادي الملكي إلى الهيمنة على الدوري المحلي وصولا إلى حسمه قبل أربع مراحل من ختام الموسم، فيما فرض وفريقه نفسيهما “ملوك” العودة من بعيد بعد المسار المثير في دوري الأبطال هذا الموسم.
فبعد سقوط تاريخي على أرضه في الجولة الثانية من دور المجموعات أمام شيريف تيراسبول المولدافي، انتفض ريال وفاز بمبارياته الأربع المتبقية، ثم بدأت ملاحمه في الأدوار الإقصائية، أولاها أمام باريس سان جرمان الفرنسي حين خسر ذهابا 0 - 1 ثم تخلف إيابا قبل أن ينقذه الفرنسي كريم بنزيمة بثلاثية قادته إلى ربع النهائي.
وعاد ريال وعاش التشويق ذاته أمام تشيلسي الإنجليزي حامل اللقب، فبعد فوزه ذهابا خارج ملعبه 3 - 1 بفضل ثلاثية أخرى لبنزيمة، وجد نفسه خارج المسابقة بتخلفه ذهابا على أرضه بثلاثية نظيفة قبل أن ينقذه البرازيلي رودريغو بتقليصه الفارق، ليحتكم الفريقان إلى التمديد الذي كان فيه بنزيمة البطل مجددا بتسجيله هدف تقليص الفارق 2 - 3، وكان ذلك كافيا لمنح فريقه بطاقة الدور نصف النهائي.
يقول أنشيلوتي "قد وصل ريال مدريد مرات عديدة إلى النهائي في السنوات الثماني الأخيرة وهذا في حد ذاته انتصار وبإمكاننا الفوز بلقب جديد".
وكشف أن أصعب لحظة قبل النهائي “هي الساعات الثلاث أو الأربع الأخيرة قبل ذلك.. لكن لحسن الحظ يتبدّد كل شيء مع بدء المباراة". وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها الفريقان في النهائي بعد عام 1981 عندما فاز الفريق الإنجليزي بهدف وحيد لألن كينيدي، وكانت تلك المباراة النهائية الأخيرة التي يخسرها ريال في دوري الأبطال، إذ بلغ النهائي بعدها سبع مرات أعوام 1998 و2000 و2002 ومن 2014 إلى 2016 ثم 2018 وفاز فيها جميعها.
مدرب شغوف
في هذه المواجهة يجد أنشيلوتي المدرب الشغوف يورغن كلوب المعروف بردود فعله الصاخبة بجانب الملعب واحتفالاته النارية أمام مشجعي الحمر بعد كل انتصار.
وصل الألماني إلى أنفيلد قبل ستة أعوام ونصف العام ومدد عقده مؤخرا حتى 2026، ليكون ذلك تأكيدا على التناغم الذي وصل إليه مع هذا النادي التاريخي وجمهوره الحماسي إلى أقصى الحدود، ومكافأة على النقلة التي حققها معه من خلال قيادته إلى لقب الدوري المحلي لأول مرة منذ 30 عاما والفوز بدوري الأبطال عام 2019.
ويخوض ليفربول النهائي الثالث له في دوري الأبطال خلال خمسة مواسم، فارضا نفسه مجددا أحد أبرز أندية القارة العجوز، وفوزه في باريس على أكثر الأندية ألقابا سيكرس مكانته التاريخية.
وبمساعدة الهولندي بيب ليندرز المسؤول عن حصص التمارين، والألماني بيتر كرافيتس الذي يعتبر “عينه” التكتيكية، يعرف كلوب مجموعته مثل ظهر يده لكنه دائما يبحث عن طرق لتحسين أدق التفاصيل. وبعد الكثير من العمل في الأعوام الماضية مع مدرب متخصص، حقق ليفربول تقدما هائلا في الركلات الثابتة هذا الموسم، مع مساعدة علماء الأعصاب في مسألة صنع القرار والتنفيذ.
ولم يكن من وليد الصدفة أن ينجح ليفربول في ترجمة 11 من أصل 11 ركلة ترجيحية خلال نهائي كأس الرابطة ضد تشيلسي، و6 من 7 خلال نهائي الكأس ضد الفريق ذاته، ولا حتى المباريات الـ63 التي لعبها (مع مباراة السبت) من أصل 63 ممكنة في جميع المسابقات.