ممارسة الرياضة بمعدل لا يقل عن مرتين في الأسبوع مفيد لمرضى الفُصال العظمي

السباحة والمشي يخففان العبء الواقع على المفاصل.
الأحد 2022/05/22
السباحة تعمل على تليين العظام

يؤكد خبراء اللياقة البدنية على أهمية ممارسة الرياضة لمرضى الفصال العظمي وخصوصا السباحة والمشي وركوب الدراجات الهوائية والآيروبيك، وينصح الخبراء بممارستها بمعدل لا يقل عن مرتين في الأسبوع لمدة ثلاثين إلى أربعين دقيقة على نحو معتدل، كما يحذرون من ممارسة الرياضة المرتبطة بالاصطدام أو التحميل أحادي الجانب أو وضعيات المفاصل الخطيرة لخطورتها على مرضى الفصال العظمي.

برلين - أكد البروفيسور سفين أوسترماير على أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة إلى مرضى الفُصال العظمي، حيث أنها تساعد في الحفاظ على حركية المفاصل.

وأوضح طبيب العظام الألماني أن الرياضات المناسبة لمرضى الفُصال العظمي هي السباحة، حيث أنها تخفف العبء الواقع على المفاصل، كما أن المشي لمسافات طويلة يعد مناسبا بشرط ألا تكون مسارات المشي شديدة الانحدار.

أما الرياضات غير المناسبة لمرضى الفُصال العظمي فهي تلك التي يرتفع فيها خطر الاحتكاك والتصادم مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد والهوكي، وكذلك الرياضات التي تتطلب تغيير الاتجاه بسرعة مثل التنس.

الرياضات غير المناسبة لمرضى الفُصال العظمي هي التي يرتفع فيها خطر الاحتكاك والتصادم مثل كرتي القدم و السلة

وبشكل عام يتعين على مرضى الفُصال العظمي استشارة الطبيب المعالج للحصول منه على الضوء الأخضر لممارسة الرياضة.

وجدير بالذكر أن الفُصال العظمي يعتبر من أكثر أمراض العظام انتشارا، وهو عبارة عن تلف غير قابل للتجدد يصيب الأنسجة الغضروفية المفصلية التي تعمل على تقليل الاحتكاك الناتج عن حركة المفاصل الدائمة، وتعمل كوسادة لحماية العظام. ويؤدي تآكل هذه الطبقة الواقية بسبب المرض إلى احتكاك الأنسجة العظمية، ويصحب الاحتكاك التهابات تصيب جوف المفصل وتتسبب في الآلام. وتوصلت دراسة أميركية إلى أن العلاج المائي يمكن أن يحسن القوة والحركة عند المرضى المصابين بالتهاب المفاصل.

وأوضح الباحثون أنهم تابعوا تأثير النشاطات الرياضية على مجوعة من المرضى تراوحت أعمارهم بين 50 و80 عاما يعانون من التهاب مفصل الركبة أو أسفل الفخذ، حيث قامت المجموعة الأولى بالسباحة ثلاث مرات أسبوعيا، بينما مارست المجموعة الثانية رياضة عادية، ولم تشارك المجموعة الثالثة في أي نشاط.

ووجد الباحثون أن تمارين القوة والمقاومة سواء في السباحة أو الرياضة العادية قد ساعدت على تحسين مسافة وسرعة المشي مقارنة بالمجموعة التي لم تشارك في أي نشاط. ولاحظ الأطباء زيادة قوة العضلات وانخفاض حدة الألم خصوصا عند من مارسوا أنشطة مثل السباحة.

وتخفف المواظبة على ممارسة الرياضة من آلام الفُصال العظمي الذي يُصيب الأنسجة الغضروفية المفصلية، والتي تعمل على تقليل الاحتكاك الناتج من حركة المفاصل الدائمة.

المواظبة على ممارسة الرياضة يخفف من آلام الفُصال العظمي
المواظبة على ممارسة الرياضة يخفف من آلام الفُصال العظمي

لذا يوصي العالم الرياضي البروفيسور الألماني كلاوس بوس مرضى الفُصال العظمي بممارسة الهرولة والسباحة وركوب الدراجات والآيروبيك بمعدل لا يقل عن مرتين في الأسبوع لمدة ثلاثين إلى أربعين دقيقة على نحو معتدل، مشيراً إلى أن المشي وتمارين الإطالة وتقوية العضلات تعد مناسبة أيضاً للمرضى.

ويحذر البروفيسور الألماني من ممارسة الرياضات التي تتطلب تغيير الاتجاه على نحو مفاجئ أو التي يمكن أن يتعرض خلالها المريض للاصطدام مثل التنس والكرة الطائرة وكرة القدم وكرة اليد.

وشدد العالم الرياضي بوس على ضرورة ألا يتكاسل مرضى الفصال العظمي عن ممارسة الرياضة، لأن قلة الحركة تتسبب في زيادة خشونة الغضاريف، ما يؤدي بدوره إلى زيادة الآلام، بينما تعمل الرياضة على تكوين المزيد من السائل الزلالي في المفاصل، وهو ما يسهم في الحد من المتاعب وأوردت مجلة “سنيورين راتغيبر” الألمانية أن ممارسة الرياضة تتمتع بأهمية كبيرة لمرضى الفصال العظمي، وذلك للحفاظ على حركية المفاصل وتفادي الإصابة بإعاقة.

وأوضحت المجلة المعنية بصحة كبار السن أن الرياضة غير المجهدة للمفاصل مثل ركوب الدراجات والسباحة والمشي بواسطة العصي، تعد مناسبة لمرضى الفصال العظمي، أما الرياضة المرتبطة بالاصطدام أو التحميل أحادي الجانب أو وضعيات المفاصل الخطيرة، فلا تناسبهم، وهو ما ينطبق أيضا على اليوغا.

المشي يخفف آلام المفاصل
المشي يخفف آلام المفاصل

وأكدت مبادرة السيطرة على الألم في ميونخ أن ركوب الدراجات لأمد طويل يقلل من آلام الركبة وأنه إذا تم ضبط الدراجة على نحو سليم، فإن ذلك من شأنه أن يجعل هذه الرياضة مفيدة في تقوية عضلات الظهر.

وأوضحت المبادرة أن ركوب الدراجات يحفز فرز الجسم للمزيد من سوائل المفاصل التي تعمل كالشحم على تليين المفاصل، كما أنه مفيد للركبة لأنه يعفيها من تحمل وزن الجسم.

وفي نفس السياق أكد بحث طبي أُجري في الولايات المتحدة أن التمارين الجسدية التي تعتمد على الأثقال تمنع شفاء المصابين بالتهاب المفاصل، حيث أجريت الدراسة على عينة شملت 221 مريضا تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات، تضمنت الأولى المصابين بالتهاب المفاصل مع ألم، واحتوت الثانية على المصابين بالتهاب المفاصل من دون ألم، والثالثة على المصابين بألم من دون التهاب في المفاصل، في حين ضمت المجموعة الرابعة غير المصابين بأي من الحالتين.

وتم إخضاع المجموعات الأربع إلى تمارين زيادة القوة وتمارين الليونة لمدة 30 شهرا. وبعد إكمال فترة التمرين وإخضاع المتدربين للفحوص، تبين أنهم فقدوا الكثير من قوة الأطراف السفلية، لكن المشكلة بالنسبة إلى من اتبعوا تمارين القوة هي أن المسافة التي تفصل بين مفاصلهم تقلصت أو ضاقت بنسبة تصل إلى حدود 37 في المئة أكثر من المجموعة التي خضعت لتمارين اللياقة.

16