الرياضة الشراعية تستهوي عراقيين في نهر دجلة

شباب يتدربون في ظروف صعبة استعدادا للبطولات العربية والدولية المقبلة.
الأربعاء 2022/05/18
دجلة كالبحر

الرياضة تبعث الثقة في النفس وتفتح الآفاق للشباب، فالعراقيون يقبلون على ممارسة الرياضة واحترافها أملا في التتويج وما يتبعه من حوافز حتى أن بعضهم يقبل على رياضات تتعلق بالبحر كالرياضات الشراعية، فهم ينزلون يوميا إلى دجلة للتدريب استعدادا وأملا في تحقيق الفوز والميداليات في بطولات عربية ودولية.

بغداد- بإصرار وعناد يحاول الشاب عمر طلال لاعب المنتخب العراقي للألواح الشراعية أن يوجه شراع لوحه لتغيير وضبط مساره وسط الرياح وأمواج نهر دجلة الذي يقسم العاصمة بغداد إلى نصفين.

وعلى ضفاف النهر، وقف العشرات يشاهدون التمرينات التي يقوم بها طلال مع أقرانه في المنتخب العراقي ويتابعون بشغف حركة القوارب والألواح بأشرعتها الزاهية.

ورياضة القوارب والألواح الشراعية على الرغم من حداثتها في العراق، إلا أنها بدأت تجذب الكثير من الشباب الباحثين عن المتعة والحصول على المراكز الرياضية المتقدمة في الوقت ذاته.

وقال عمر (18 عاما) لوكالة أنباء شينخوا إن “رياضة الألواح الشراعية من الرياضات الصعبة وهي تحتاج إلى مهارة ولياقة بدنية عالية وقدرة على الصبر والتحمل، ولكن لدي طموح بالفوز وتحقيق مراكز متقدمة ولا بد أن أثبت قدرتي على تحقيق حلمي بنيل البطولات المحلية والدولية”.

◙ شباب يبحث عن المتعة
شباب يبحث عن المتعة 

وأضاف “ما شدني إلى هذه الرياضة هو أنها ممتعة وفيها الكثير من المغامرة والمرح، فضلا عن أن منزل عائلتي يقع على جوار النهر وكنت أشاهد اللاعبين وهم يتدربون بقواربهم وألواحهم الشراعية وزاد حبي لهذه اللعبة يوما بعد آخر”.

وتابع “تمكنت من تحقيق حلمي الأول بأن أكون من بين اللاعبين وحصلت على بطولة العراق بهذه اللعبة مرتين متتابعتين وحلمي الآن الحصول على المركز الأول على المستوى العربي والأولمبي”.

وفي منطقة الأعظمية شمال شرقي بغداد، حيث يقع مقر الاتحاد العراقي لرياضة القوارب الشراعية وهو يطل على نهر دجلة، تتواجد مجموعة من لاعبي المنتخب العراقي لرياضة القوارب الشراعية يؤدون وحدات تدريبية استعدادا للمشاركة في البطولات العربية والدولية المقبلة.

ورغم اتحاد اللاعبين وإصرارهم على تحقيق نتائج متميزة في بطولات الشراع المقبلة إلا أن صعوبات عديدة تواجه هذه الرياضة.

وقال أمين سر الاتحاد العراقي للشراع والألعاب المائية أحمد مظلوم إن رياضة القوارب والألواح الشراعية تواجه العديد من الصعوبات وفي مقدمتها قلة التخصيصات المالية لاتحاد اللعبة، الأمر الذي انعكس سلبا على المعدات والتجهيزات التي يحتاجها اللاعبون من الزوارق والألواح والأشرعة والتجهيزات الأخرى الضرورية.

وأشار إلى أن الاتحاد يعتمد بشكل أساسي على جهوده الذاتية لتوفير المعدات، وقام بتأسيس ورشة ضمن مبنى الاتحاد لتصنيع الزوارق والألواح والأشرعة والقيام بأعمال الصيانة يعمل فيها مهندسون متخصصون في هذا المجال، كما حصل الاتحاد بجهود شخصية على معدات من بعض الدول الصديقة مثل تركيا ومصر.

وأوضح مظلوم أن ما يتم إنتاجه من معدات وتجهيزات في هذه الورشة يمكن أن يستخدم لأغراض التدريب وإعداد اللاعبين للمشاركة في البطولات المحلية والعربية والدولية، ولكنها لا تضاهي المنتجات العالمية التي تحمل مواصفات عالية وبمقاييس دولية معتمدة.

وأكد أن هناك حاجة إلى شراء زوارق وألواح شراعية بمواصفات عالمية لغرض المشاركات الخارجية، مبينا أن سعر شراء الزورق الواحد من الخارج يتجاوز 15 ألف دولار، فيما تبلغ تكلفة الزوارق التي يجري تصنيعها محليا حوالي ستة آلاف دولار.

وتابع “رغم ضعف الإمكانيات المادية والصعوبات التي نواجهها، إلا أننا شاركنا في بطولات عربية وآسيوية وحققنا نتائج جيدة قياسا بواقع اللعبة وما تواجهه من نقص في التمويل والمعدات”.

ولدى الاتحاد العراقي للعبة حاليا 80 لاعبا من مختلف الفئات العمرية من بينهم 16 سيدة، وهم يواصلون تدريباتهم للمشاركة في البطولة العربية في البحرين والبطولة الآسيوية.

◙ الطموح لا يموت
الطموح لا يموت

ورغم الإقبال الجيد على اللعبة من مختلف الفئات العمرية، تعاني الألعاب المائية التي تعد حديثة العهد في العراق، من غياب واضح لدعم واهتمام المؤسسات الرياضية سواء الحكومية المتمثلة بوزارة الشباب والرياضة أو اللجنة الأولمبية.

وأوضح مظلوم أن “ما نتلقاه من الدعم من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية قليل ومحدود ولا يلبي طموحات الاتحاد واللاعبين، ولذلك لم نتمكن من فتح فروع للاتحاد في محافظات البلاد الأخرى وخصوصا الموصل والبصرة التي تضم عددا لا بأس به من اللاعبين، كما لم نتمكن من توفير كل التجهيزات التي تحتاجها فرق الألعاب المائية”.

أما مدرب المنتخب العراقي لرياضة القوارب الشراعية أنمار سلمان فقال إن لاعبي المنتخب يواصلون تدريباتهم بشكل يومي ويتحدون كل الصعوبات من أجل تحقيق طموحاتهم وأحلامهم بالحصول على المراكز المتقدمة في البطولات العربية والآسيوية والأولمبية.

◙ صعوبات عديدة تواجه رياضة الشراع رغم اتحاد اللاعبين وإصرارهم على تحقيق نتائج متميزة في بطولات عربية ودولية

وأضاف “أتيحت لنا الفرصة للمشاركة في عدد محدود من البطولات الخارجية، ورغم ضعف الإمكانيات حصلنا على مراكز جيدة، وكلنا أمل بالحصول على المراكز الأولى في البطولة العربية التي ستقام في البحرين ونحن نستعد لها حاليا بشكل جيد”.

كما عبّر أنمار عن أمله في الحصول على الدعم اللازم من الحكومة ووزارة الشباب والرياضة لتحويل الأحلام إلى واقع وجلب الميداليات الذهبية ووضع اسم العراق بين الدول المتقدمة في هذه اللعبة.

واعتبر أنه رغم حداثة اللعبة التي كانت بدايتها الأولى في عام 2016، إلا أن الشباب يؤدون بشكل جيد ولديهم العزيمة والإصرار للفوز وتحقيق أفضل النتائج.

وتأسس الاتحاد العراقي للشراع والألعاب المائية في عام 1999 من قبل نخبة من الأساتذة والرياضيين، إلا أن نشاطه ظل محدودا. وفي عام 2007 تم تجميد عمل الاتحاد بشكل كامل وبقي على هذه الحال لمدة سبع سنوات.

وفي عام 2014 تشكلت لجنة مؤقتة لإدارة الاتحاد إلى حين إجراء الانتخابات في عام 2018 واعتماد هيئة إدارية جديدة تدير عمل الاتحاد الذي ينظم عدة نشاطات منها إقامة دورات تدريبية وتحكيمية وإقامة النشاطات الخاصة بالاتحاد وضمنها الفعاليات والمشاركات العربية والأولمبية وكذلك الألعاب المائية الأخرى.

18