أندية كرة القدم البرازيلية تتحول إلى شركات ربحية

الأندية البرازيلية تمثل خيارا جذابا للمستثمرين الأجانب.
الأربعاء 2022/05/18
في مرمى المستثمرين

ساو باولو (البرازيل)- شرع قانون جديد يسمح لأندية كرة القدم البرازيلية بالعمل كشركات الباب أمام مستثمرين أجانب لشراء الأندية، في نموذج مشابه للقارة الأوروبية.

وتمّ تمرير القانون العام الماضي، ومن المتوقع أن يساعد الأندية البرازيلية التي تعاني في تحسين مواردها المالية.

وبعد قرن من العمل كمؤسسات غير ربحية، بدأت الأندية البرازيلية في تغيير نماذج أعمالها منذ أن أقرّ الكونغرس مشروع قانون “فوتبول.إنك” في أغسطس الماضي الذي يشجع على إنشاء شركة مساهمة لكرة القدم.

وسبق أن تفاوض المستثمرون الأميركيون على صفقات لشراء ناديي بوتافوغو وفاسكو دي غاما التاريخيين الواقعين في ولاية ريو دي جانيرو.

◙ الأندية البرازيلية بدأت في تغيير نماذج أعمالها منذ أن أقرّ الكونغرس مشروع قانون يشجع على إنشاء شركة مساهمة لكرة القدم

واشترى الأسطورة البرازيلي رونالدو نادي كروزيرو الذي بدأ فيه مسيرته الاحترافية، ليضيفه إلى استثماره في بلد الوليد المنافس في الدرجة الثانية الإسبانية.

وقبل إقرار القانون، عمل اثنان فقط من الأندية البرازيلية في الدرجة الأولى كشركتين هما كويابا المملوك من الشركة المصنعة للإطارات المحلية دريبور، وريد بول براغانتينو وهو تابع لشركة المشروبات النمساوية الدولية التي تضم أندية رياضية عدة.

وقال سيزار غرافييتي المستشار للمستثمرين في كرة القدم كشريك في شركة كونفوكادو “كانت كرة القدم البرازيلية دائمًا منغلقة جدًا على الاستثمار الخارجي بسبب نموذج الأعمال الخاضع للسيطرة المحلية”. وتابع “مع هذه الاستثمارات، سيكون الاتجاه نحو تحسين إدارة الأندية البرازيلية، الأمر الذي يجلب المزيد من الأموال وبالتالي أداء أفضل”.

ويقول الخبراء إن الأندية البرازيلية هي خيار جذاب للمستثمرين الأجانب. وتُعتبر البلاد المصدّر الرئيسي للاعبي كرة القدم في العالم، وقد ضعفت عملتها بسبب جائحة فايروس كورونا.

ويقول غرافييتي إن القدرة على القيام بالأعمال التجارية “ضخمة” في البلد المولع بكرة القدم والذي يبلغ عدد سكانه 213 مليون نسمة. وقبل أن تصبح شركات – أندية، كانت فرق بوتافوغو وفاسكو وكروزيرو عالقة في أزمات مالية، وهو مصير مألوف للفرق البرازيلية. أما الآن، سيراقب المشجعون والمستثمرون على حد سواء النتائج.

وعاد بوتافوغو إلى الدرجة الأولى هذا العام، ويحتل حاليًا المركز الرابع في الدوري. فيما يصارع كل من فاسكو وكروزيرو في الدرجة الثانية من أجل الصعود.

وتراكمت على الأندية الثلاثة مجتمعة ديون بلغ مجموعها حوالي 442 مليون دولار في عام 2020، وفقًا لشركة الاستشارات “سبورتس فاليو”.

واشترى رجل الأعمال الأميركي والرائد في الواقع الافتراضي جون تكستور نادي بوتافوغو، مستحوذًا على حصة 90 في المئة منه في مارس الماضي.

وبموجب الاتفاق، سيستثمر تكستور الذي هو أيضًا أحد مالكي كريستال بالاس الإنجليزي ومولنبيك البلجيكي، 77 مليون دولار في الفريق خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وقال تكستور (56 عامًا) لشبكة “سي.أن.أن” في مارس الماضي قبل تعيين المدرب البرتغالي لويس كاسترو والتعاقد مع العشرات من اللاعبين إن “كرة القدم لا تختلف عن أي عمل آخر. عليك أن تفوز حتى تحقق الأرباح”.

واشترى رونالدو حصة 90 في المئة من كروزيرو مقابل مبلغ لم يكشف عنه في أبريل. وقال حينها “لن نرتاح حتى نطبّق على نطاق واسع نموذج إدارة يتّسم بالكفاءة والأخلاقيات ويحقق النتائج”، لكن النادي لم يبرم حتى الآن صفقات كبيرة.

◙ من المتوقع أن يساعد القانون الأندية البرازيلية التي تعاني في تحسين مواردها المالية
من المتوقع أن يساعد القانون الأندية البرازيلية التي تعاني في تحسين مواردها المالية

أما بالنسبة إلى فاسكو فإن مجموعة 777 بارتنرز الأميركية التي تملك جنوى الإيطالي ولديها حصة في إشبيلية الإسباني، تسعى للاستحواذ على 70 في المئة منه مقابل 135 مليون دولار. ولا تزال الصفقة بانتظار الضوء الأخضر من مستشاري وشركاء فاسكو.

وقال الاختصاصي في التسويق الرياضي رافاييل زانيتي إن الأندية الثلاثة اضطرت إلى التحرك بسرعة “لأسباب مالية ملحة”، مضيفًا أن أندية أخرى قد تكون على الطريق ذاته. وشرح في هذا الصدد “في المستقبل، من المحتمل أن تكون بعض الأندية المهتمة بأن تصبح شركات مساهمة لكرة القدم أكثر تطلبًا في المفاوضات”.

وبحسب تقارير إعلامية محلية، فإن فريق باهيا من الدرجة الثانية يجري حاليًا مفاوضات مع مجموعة سيتي لكرة القدم التي تملك مانشستر سيتي وتسعة أندية أخرى.

وقال أتليتيكو مينيرو بطل الدوري إنه لا يستبعد أن ينضم إلى القافلة، فيما لا تزال أندية أخرى كبرى مثل فلامنغو، كورينثيانز وبالميراس متحفظة في الوقت الحالي.

إلا أن ذلك قد يتغير. ويتوقع زانيتي أن تهيمن البرازيل التي فازت أنديتها بأربعة ألقاب من أصل آخر خمسة في كوبا ليبرتادوريس، على كرة القدم في أميركا الجنوبية بشكل أكبر في ظل النظام الجديد. وشرح “أميركا اللاتينية يجب أن تنظر إلى السوق البرازيلية كمرجع. هذا هو الطريق للنمو، وحتى البدء في اللحاق بأوروبا”.

بلد مولع بكرة القدم

 

18