رائحة الورد وألوانه تجذب الزوار إلى مدينة الطائف

مهرجان طائف الورد يسجل أرقاما قياسية في أعداد زواره خلال مدة إقامته في الأسبوع الأول.
الثلاثاء 2022/05/17
الطائف باقة ورد

تشتهر منطقة الطائف بزراعة الوردة الدمشقية التي تفوح رائحتها وتنتشر ألوانها في المرتفعات والجبال، ويستقبل مهرجانها السنوي الزوار من داخل المملكة وخارجها للاطلاع على ثقافة الورد ومنتجاته المتنوعة بالإضافة إلى تقاليد المنطقة وحرفها التقليدية.

الطائف (السعودية) - حقق مهرجان طائف الورد نجاحا مميزا منذ إطلاقه، لما احتواه من برامج وفعاليات متنوعة شملت العديد من الأركان والأجنحة والمعارض المهتمة بالورد الطائفي ومشتقاته، الذي أقيم على مساحة 560 ألف متر مربع، واشتمل على سجادة احتضنت 800 ألف وردة وزهرة متنوعة، كما احتوى على سلة جمالية مكونة من 190 ألف وردة.

 سجل موسم طائف الورد أرقاما قياسية في أعداد زواره خلال مدة إقامته في الأسبوع الأول، حيث وصل عدد الزوار لسقف المليون زائر.

واستمتع من زار المهرجان بمشاهدة العروض الحية للفنون الشعبية التي تمتاز بها المحافظة، وزاروا أكشاك بيع الورد بكافة أنواعه، وسجاد الورد الجاذبة، وتجولوا في المعارض المصاحبة للمهرجان التي يشارك بها العديد من العارضين من أبناء المحافظة الحرفيين، وخارجها، لعرض المنتجات المتعلقة بالوردة المحلية بجودة عاليية.

وطلع الزوار على أنواع المنتجات العطرية التي لها علاقة بصناعة الورد والتي تصل إلى 85 منتجا مستخرجة كلها من الورد، حيث لقيت مشاركات الأسر المنتجة ثناء الزوار الذين أشادوا بهذه الخطوة لتعزيز مداخيل هذه الأسر، وتشجيعها على عرض منتجاتها ومكونات الطبخ المستلهمة من الورد الطائفي في مثل هذه المحافل السياحية الجاذبة بالمدينة.

وقال المواطن عبدالله الزهراني “إن فعاليات موسم ورد الطائف تناسب كل شرائح الأسرة”، داعيا أهالي الطائف لزيارة الموسم، والاطلاع على العروض واللوحات التشكيلية التي يشارك بها شباب المحافظة، بالإضافة إلى مشاهدة معامل تقطير ورد الطائف، ومراحل استخراج دهن الورد ومشتقاته من ماء وعطر، بالإضافة إلى شرح عملية زراعة الوردة وكيفية الاعتناء بشجيراتها ومراحل جنيها التي تستمر لنحو أربعين يوما، حيث يعدّ موسم ورد الطائف واجهة مشرقة لجغرافية المدينة التي تعرف باحتضانها للمئات من المزارع المتخصصة في زراعة الورد.

ويشكل الأطفال خاصة أولئك الذين يعشقون تنسيق الزهور ورائحتها الجزء المهم في الفعاليات، فأدخلت البهجة والسرور عليهم فتوشحوا بقلادات الورد التي وثقوها في صور سيلفي، كما تعرفوا على زراعة الوردة وتقطيرها وواكبوا ورشات الرسم وغيرها من الفعاليات.

ووضعت اللجنة التنظيمية للمهرجان خطة للعثور على الأطفال التائهين في أروقة المهرجان وإعادتهم لذويهم في أسرع وقت ممكن.

وقالت ألين وليان وتولين ماجد المالكي لصحيفة البلاد “جئنا إلى المهرجان من أجل أن نستمتع بالعروض الحية والفنون الأدائية التي تحييها فرق وشخصيات قادمة من عدة دول، كما قمنا بشراء أطواق الورد لنضعها على رؤوسنا”.

وقالت غنى وغزل الغامدي إن المهرجان هذا العام مختلف تمام عن السنوات الماضية، وذلك لكثرة الفعاليات الموجودة فيه، خاصة تلك التي تستهدف الأطفال مثل العروض المسرحية وتشغيل النافورة الراقصة وورش العمل التي تقام لتعريف الأطفال بالورد الطائفي.

وقالت أم كيان “تعودنا كل سنة على ارتياد مهرجان ورد الطائف من أجل التمتع بعبق رائحة الورد في متنزه الردف الشهير بحدائق مسورة بأشجار الصبار، وتعانق سماءها أشجار النخيل على أرض مزهوة بأزهار ملونة”.

أما راكان وأكرم وسلطان العشقي فقالوا إنهم تعرفوا على عمليات زراعة الورد والمنتجات المستخرجة منه كدهن الورد ومساحيق العناية بالجسم ومنتجات أخرى يفضلها الطهاة في المطاعم، كماء الورد الذي يقدم مع أقداح الشاي ومع أطباق التوابل الشرقية.

وتشتهر محافظة الطائف بزراعة وإنتاج الورد الطائفي، الذي يعد أكثر العطور استخداما بين الأفراد في العالم العربي، وهو العلامة الفارقة والجاذبة سياحيا للتعرف على الشذى العطري الذي تناقلت الأجيال مهام الاعتناء به.

ويوجد في الطائف وضواحيها أكثر من 2000 مزرعة للورد الطائفي، تنتج أكثر من 200 مليون وردة في اليوم، حيث تنتج كل شجرة معدل 250 وردة يوميا طوال موسم الحصاد الذي يستمر قرابة 45 يوما، كما ينتظر أهالي المحافظة كل عام المهرجان الذي يتزامن مع موسم قطافه وبيعه وتقطيره.

وأصبحت مرتفعات جبال الهدا والشفا، ووادي محرم، وبلاد طويرق، والطلحات، وأودية الأعمق البني، والمخاضة بالطائف، من المصادر الرئيسية للعطور في المملكة.

20