سوريا تقيم معرضا في كل محافظة احتفاء بشهر الكتاب

تحتفي سوريا بشهر الكتاب الذي يتواصل على امتداد شهر مايو الجاري في مختلف المحافظات والمدن، والذي تحاول من خلالها الهيئة العامة السورية للكتاب تقديم كتب من مختلف العناوين والمواضيع لكافة شرائح القراء، تشجيعا على تداول الكتب وتحفيزا على دعم صناعة النشر.
دمشق - احتفاءً بالكتاب السوري الذي احتلّ مكانة بارزة في المكتبة العربية، وانطلاقاً من أهداف وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب في تفعيل دور القراءة، والتأكيد على أهمية الكتاب ونشره وبالتعاون بين الهيئة العامة السورية للكتاب ومديرية الثقافة افتتحت أخيرا العديد من معارض الكتب في مدن سورية مختلفة.
وتحتضن صالات المراكز الثقافية في مدن حلب وطرطوس وجبلة معارض شهر الكتاب السوري التي تقيمها وزارة الثقافة ضمن الاحتفال بيوم الكتاب، وتقدم من خلالها إصدارات متنوعة بحسومات تصل إلى 50 في المئة.
ضمت صالة المعارض في ثقافي طرطوس عناوين مختلفة من مطبوعات الهيئة العامة السورية للكتاب وفقاً لمنى أسعد، مديرة المركز، التي أشارت في تصريح لها إلى أنه يحتوي على عناوين مختلفة من دراسات وروايات وكتب في الشعر والنقد والفلسفة والأدب وباقة من الإصدارات المترجمة.
ولفتت أسعد إلى أن المعرض ترافقه أنشطة ثقافية تفاعلية مع الأطفال للتعريف بأهمية الكتاب وقيمة القراءة والمطالعة ومنها يوم مفتوح للقراءة والسرد القصصي إضافة إلى ندوات ومحاضرات.
مسؤول مطبوعات وزارة الثقافة بمديرية ثقافة طرطوس ياسر إسماعيل أشار إلى أن المعرض يقدم مختارات منوعة من مختلف صنوف الأجناس الأدبية إضافة إلى الدوريات المطبوعة الصادرة عن وزارة الثقافة بحسم وصل إلى 50 في المئة، موضحاً أن المعرض أصبح تقليداً سنوياً ينتظره عشاق القراءة لثقتهم بالمنتج الثقافي الغني الذي يقدمه لهم.
معارض في المحافظات
وفي حلب ضم المعرض الذي يستضيفه المركز الثقافي العربي بالعزيزية أكثر من ألف عنوان واعتبر مدير الثقافة بحلب جابر الساجور أنه يؤكد على عراقة الشعب السوري وثقافته وهو جزء من مساعي وزارة الثقافة وهيئة الكتاب للارتقاء بالقراءة كمصدر أساسي للمعرفة، لافتاً إلى أن الكتب المعروضة تشمل كل أصناف المعرفة الثقافية والأدبية والعلمية والروايات والشعر والقصة.
وأشار مدير المركز الثقافي في العزيزية جهاد غنيمة إلى أن العناوين التي عرضت في هذا المعرض حديثة تعود إلى السنوات الثلاث الأخيرة بهدف نشر الكتاب وإيصاله إلى الجميع من خلال الحسومات على السعر المدون على الكتاب وهو أمر مهم في رأيه لاسيما ضمن الظروف الحالية ويسهل عملية وصول الكتاب إلى أكبر عدد ممكن من القراء.
الهيئة العامة السورية للكتاب تقدم عناوين مختلفة من دراسات وروايات وكتب شعر ونقد وفلسفة وأدب وإصدارات مترجمة
ومن الحضور لفت الباحث الدكتور فايز الداية إلى أن الكتب هي المقصد الدائم الذي نحتاج إليه ولا نستغني عنه في عملية التنمية إيماناً بأن الكلمة والمعرفة مفتاح المستقبل لكل الأجيال.
وفي جبلة يضم المعرض الذي يستضيفه مركزها الثقافي 400 عنوان من إصدارات أدبية وبحثية وترجمات وأدب أطفال كما أكدت سحر ربيب مديرة مركز بيع الكتب.
وأوضحت مديرة المركز الثقافي ميادة حسن أن المعرض جاء انطلاقاً من أهمية الكتاب ومن ضمن ما يقوم به المركز من أنشطة متنوعة مع الحرص على جعل الكتاب في متناول الجميع وبأسعار تشجيعية مناسبة لمحبي الكتاب لأهمية القراءة في تنمية معارف الإنسان والارتقاء بمستواه الفكري والثقافي.
وأكد عدد من الزوار أهمية هذه المعارض التي تتميز بأسعارها المخفضة ولاسيما كتب الأطفال. كما تحتضن صالة المعارض في مديرية ثقافة حمص معرض شهر الكتاب السوري الذي يضم كتبا متنوعة تلبي تنوع الذائقة.
وأكدت المشرفة على المعرض راميا الأحمد أن ما يميز دورته لهذا العام حسوماته التي وصلت إلى 50 في المئة من أسعار الكتب بهدف تشجيع الأجيال على اقتناء الكتاب ونشر الثقافة. ورأت مديرة قسم ثقافة الطفل بمديرية ثقافة حمص صبا وسوف أن المعرض اغتنى بكتب الأطفال وقصصهم وبأسعار رمزية في متناول الجميع.
من جانبه وصف الكاتب والمخرج المسرحي سامر أبوليلى المعرض بالجيد جداً من حيث العناوين التي يطرحها من جهة ومن حيث أسعار الكتب المنافسة، لافتاً إلى أن وزارة الثقافة تقدم من خلال هذه التظاهرة خدمة كبيرة للجميع رغم افتقار المعرض للكتب المسرحية غير أنه حفل بالعديد من الدراسات المختصة في كل المجالات العلمية والأدبية والدرامية.
أهمية الكتب
تشكل معارض شهر الكتاب السوري التي تقام في أواخر الربيع من كل عام نافذة للهيئة العامة السورية للكتاب لتقديم إصداراتها الحديثة للقراء الذين بدورهم تتاح لهم الفرصة في اقتناء كتب متنوعة بأسعار مناسبة.
واعتبرت وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوح أن ما تقدمه هيئة الكتاب لجمهور القراء في سوريا وخارجها لا نجد له مثيلاً في أي دار نشر أخرى سورية أو عربية من حيث عدد المطبوعات ونوعيتها وقيمتها الفكرية والمعرفية، إضافة إلى الأسعار وخدمة الكتاب الإلكتروني المجاني، مؤكدة أن قراءة الكتب مدرسة في حد ذاتها لا ترتبط بعمر وهي خزان لا ينضب من المعارف.
المعارض ترافقها حفلات توقيع مؤلفات وأنشطة فنية وثقافية تفاعلية مع الأطفال للتعريف بأهمية الكتاب وقيمة القراءة والمطالعة
أما مدير هيئة الكتاب ثائر زين الدين فتحدث في تصريح مماثل عن خصوصية إقامة المعرض في كلية الآداب بهدف إيصال إصدارات وزارة الثقافة المتنوعة إلى الطالب والأستاذ بأسعار زهيدة لاسيما أن المحتويات شملت كتباً أدبية ومعرفية وفكرية وأغلبها يدخل في مناهج الجامعة، معتبرا أن هذا التنوع يجعل من المعرض قبلة للكثير من الطلاب المهتمين بوجوه المعرفة المختلفة.
وبدوره أشار عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي تحتضن معرضا للكتاب عدنان مسلم إلى أهمية المعارض الشهرية التي تقيمها وزارة الثقافة، لاسيما أنها تعزز المكانة العلمية لكلية الآداب وتحقق التواصل العلمي والثقافي ما بين الوزارة والكلية متمنياً أن يكون هذا التواصل مع كل الجهات المعنية بالجانب المعرفي والثقافي للطلاب باعتبار أن الجامعة ليست فقط للتعليم وإنما لتعزيز المعرفة بكل أشكالها.