أمازون توسع محفظة مشاريعها في الطاقة المستدامة

نيويورك – يعتزم عملاق التجارة الإلكترونية أمازون زيادة مشاريعه المتعلقة بالطاقة المتجددة بنسبة ثلاثين في المئة، من خلال إطلاق حزمة جديدة من البرامج في العالم بهدف الاعتماد بالكامل على المصادر المستدامة في غضون سنوات قليلة.
ويرى محللون أن شركة أمازون تعمل على منافسة عملاق التكنولوجيا غوغل، الذي أعلن عن خطط من هذا القبيل العام الماضي، من خلال النزول بثقلها لتوسيع محفظة أعمالها بهذا المجال.
ووسط ضغط المستثمرين والمستهلكين على الشركات الكبرى لتصبح أكثر اخضرارا يسعى عملاق وادي السيليكون إلى تعزيز مكانته كأكبر مشتر للطاقة الخضراء للشركات في العالم.

أندي جاسي: نظرا إلى النمو المحقق لن نخفّض استثماراتنا بالقطاع
وذكرت شركة التجزئة العملاقة في بيان إنها ستشتري الكهرباء بسعة 3.5 غيغاواط من مشروعات جديدة، وسيأتي أغلبها من مزارع الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، بهدف تزويد مكاتبها ومستودعاتها ومراكز بياناتها.
وأشارت إلى أنه مع هذه المشاريع الجديدة ستستطيع الاعتماد على إجمالي 15.7 غيغاواط في أعمالها، وستعزز في وقت لاحق مكانتها كأكثر شركة تشتري طاقة متجددة في العالم.
وقال رئيسها التنفيذي أندي جاسي “نظرا إلى النمو المحقق في أعمالنا وهدفنا المتمثل في تشغيل أعمالنا باستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة، لن نخفّض استثماراتنا” في هذا القطاع.
وأصبحت الشركة المسؤولة عن إدارة توصيل كل منتجاتها كذلك مزودا رئيسيا لخدمات الحوسبة السحابية التي تعمل باستخدام خوادم تستهلك كميات كبيرة من الطاقة بعدما وقعت عددا من الصفقات خلال السنوات الأخيرة ضمن هذا السياق.
وتعهدت المجموعة في عام 2019 بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2040، فيما تشكك منظمات تكافح ظاهرة الاحترار المناخي أحياناً في هذا التعهّد بسبب الكميات الكبيرة من الكربون التي تنبعث جراء أعمال الشركة.
ومع ازدهار التسوق الإلكتروني وازدياد العمل من المنزل منذ بداية جائحة كوفيد – 19 ارتفعت انبعاثات الكربون الخاصة بالشركة مما يساوي 44.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً عام 2018 إلى 60.6 مليون طن عام 2020، أي بزيادة 37 في المئة خلال عامين.
وستُقام المشاريع السبعة والثلاثين للطاقة المتجددة التي أعلنت عنها أمازون في وقت مبكر الخميس في كل من الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وأستراليا وكندا والهند واليابان والإمارات العربية المتحدة.
ومع هذه المشاريع سيُصبح لدى الشركة في المجموع 134 موقعا يحوي توربينات رياح أو ألواحا شمسية، بالإضافة إلى 176 لوحا ضوئيا جهديا. ولم تعلن أمازون أي تفاصيل حول الشروط المالية الخاصة بهذه المشاريع.
وكانت الشركة قد وقعت العام الماضي اتفاقيات شراء خاصة لنحو 18 من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الولايات المتحدة وفنلندا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة، ما رفع إجمالي قدرتها الشرائية في 2021 إلى 5.6 ألف ميغاواط.
وفي ظل احتياج مراكز البيانات التابعة لها إلى الكهرباء خاضت شركات التكنولوجيا منافسة شرسة في سوق الطاقة المتجددة، فضلا عن محاولة تحسين صورتها بتأكيد أن استثماراتها تسهم في الحد من الانبعاثات.
الشركة تستهدف تشغيل عملياتها باستخدام الطاقات المتجددة بحلول 2025، أي قبل خمس سنوات من هدفها السابق
وتُعد اتفاقيات شراء الطاقة طريقة أساسية لتوسيع نطاق الطاقة الخضراء. ويمكن للمشترين استخدامها للوصول إلى أهداف الاستدامة للشركات، بينما يستفيد المطورون من خلال وجود طلب ثابت على الكهرباء بمقدوره المساعدة على دعم اتفاقيات التمويل لبناء مشاريع جديدة.
ويقول نات سالستروم، رئيس الطاقة العالمية في أمازون ويب سيرفيسز، إن ثمة منافسة أكبر في السوق على صفقات طاقتي الرياح والشمس، وهو ما يرسل إشارة قوية إلى السوق مفادها أن هناك حاجة إلى المزيد من مشاريع الطاقة المتجددة. وتُعدّ مراكز البيانات التابعة لوحدة الحوسبة السحابية من المساهمين الرئيسيين في استخدام الكهرباء بأمازون.
ووفقا لبيانات من بلومبرغ أن.أف تتفوق أحدث جولة من اتفاقيات أمازون على كل صفقات الطاقة الخضراء التي أبرمتها الشركات على مستوى العالم في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بسعة 2.3 غيغاواط حتى نهاية مارس الماضي.
وتستهدف الشركة تشغيل عملياتها باستخدام الطاقات المتجددة بحلول 2025، أي قبل خمس سنوات من هدفها السابق، رغم النظر إلى أمازون في السابق بوصفها شركة بطيئة في التخلص من مساهماتها في تغير المناخ.
وعلاوة على الأثر البيئي للتحول إلى مصادر الطاقة البديلة يسهم قرار أمازون، المتعلق بالاستثمار في طاقتي الشمس والرياح، في تعزيز التأثير الاقتصادي للطاقة النظيفة. ويؤكد الخبراء أن عدد الوظائف التي يوفرها هذا المجال في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يفوق تلك التي يوفرها مجال الوقود الأحفوري.