شيكاغو (الولايات المتحدة) – خلف ارتفاع أسعار الذرة، وهي مادة غذائية أساسية لسكان العالم، عند ذروة عشر سنوات في الأسواق الدولية، الكثير من القلق من عدم تحمل الدول تكاليف توفيرها في ظل الأزمة الأوكرانية المستمرة.

وتجاوزت العقود الآجلة للذرة في شيكاغو سعر 8 دولارات للبوشل لأول مرة منذ 2012، متجهة نحو تحقيق مستوى قياسي مرتفع في ظل تهديد الحرب للإمدادات العالمية، مما عزز الطلب على الحبوب الأميركية.

وصعد العقد الأكثر نشاطا في بورصة شيكاغو في افتتاح تداولات هذا الأسبوع بنحو 2.6 في المئة، مع عدم وجود علامات على تهدئة النزاع في أوكرانيا. وتضررت النظرة المستقبلية لإمدادات الذرة العالمية مع عرقلة الحرب لقطاع الزراعة، وتدفقات التداول في المنطقة المسؤولة عن 20 في المئة من صادرات الحبوب على مستوى العالم.

ويقول خبراء إن هذه المشكلة ليست وحدها، إذ أن مزروعات الربيع تشكل مصدر قلق أيضا، وفضلا عن ذلك يخيم ارتفاع أسعار الأسمدة على آفاق إنتاج المحاصيل في الولايات المتحدة، وهي أكبر دولة لشحنات الحبوب عالميا. ويصعد الطلب بدوره كذلك. وأعلنت وزارة الزراعة الأميركية بيع عدة شحنات ذرة للصين، والتي يتجاوز حجمها مليون طن للأسبوع الثاني على التوالي.

ولم تلامس الأسعار الحالية للذرة هذا المستوى منذ سبتمبر 2012، عندما أثر الجفاف القاسي في ذلك الوقت على عمليات الإنتاج ما أدى وقتها إلى تدمير المحاصيل في وسط غرب الولايات المتحدة.

وقالت ناعومي بلوم، مديرة المستشارين السوقيين في شركة توتال فارم ماركتين في مذكرة نشرت الاثنين الماضي تقول فيها “إن المتعاملين يراقبون عن كثب الاقتصاد الصيني وإغلاقات كوفيد، والطلب على السلع الرئيسية وبصفة خاصة الذرة”. ويرجح المختصون في المجال الزراعي تراجع محصول أوكرانيا التالي من الذرة بنحو 40 في المئة خلال 2022 بمقارنة سنوية.

ونسبت وكالة بلومبرغ لدايفيد توليرز مالك شركة “وكس ريسك” قوله في تقرير “لا نشهد الكثير من درجات الحرارة الدافئة، كما لا تصعد حرارة التربة بنفس السرعة التي افترضناها. وهذا سيؤدي إلى مشكلة في مايو المقبل، إذا استمر ذلك الاتجاه”.

وتظهر المعطيات أن أسعار العقود الآجلة المرجعية للقمح في شيكاغو بما يعادل 3.5 في المئة لتصل إلى 11.43 دولار للبوشل، بعدما هدد المناخ الأبرد من المتوقَع في أنحاء متفرقة من سهوب البراري الكندية ونورث داكوتا بتباطؤ إنتاج المحاصيل. ويلفت جويل ويدينور، عالم الأرصدة الجوية في مجموعة كوموديتي ويذر إلى أن بعض المناطق في سهوب البراري الكندية تعاني من الثلوج بعدما شهدت المنطقة عاصفة ربيعية.

ويتزايد منسوب القلق الممزوج بالتحذيرات من قبل المنظمات الدولية بسبب تواصل الارتفاع القياسي لأسعار السلع الأساسية والضرورية في الأسواق الدولية، مما سيفاقم معضلة توفير الغذاء للملايين من الناس في العالم.

وذكرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن أسعار السلع الغذائية، مثل الحبوب والزيوت النباتية، وصلت إلى أعلى مستوياتها الشهر الماضي بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية واضطرابات الإمدادات الهائلة التي تسببها.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في بيان نشرته على حسابها في تويتر إن الأسعار “بلغت أعلى المستويات على الإطلاق في مارس الماضي على خلفية الحرب الروسية – الأوكرانية وعرقلة صادرات القمح والحبوب”.

وذكرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن أسعار السلع الغذائية، مثل الحبوب والزيوت النباتية، وصلت إلى أعلى مستوياتها الشهر الماضي بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية واضطرابات الإمدادات الهائلة التي تسببها.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في بيان نشرته على حسابها في تويتر إن الأسعار “بلغت أعلى المستويات على الإطلاق في مارس الماضي على خلفية الحرب الروسية – الأوكرانية وعرقلة صادرات القمح والحبوب”.