حجم الخصر يكشف سر الصيغة المثالية لصحة الجسم

يحذر خبراء اللياقة البدنية من خطورة زيادة الوزن حول الخصر ويؤكدون على أنها علامة مهمة على الحاجة إلى استهلاك سعرات حرارية أقل أو حرق المزيد. ويعد مؤشر كتلة الجسم وسيلة يمكن التحقق من خلالها حول ما إذا كان الشخص يتمتع بوزن صحي.
لندن - دعا خبراء اللياقة البدنية إلى ضرورة الحفاظ على محيط الخصر لدى الفرد بما يعادل نصف طوله، عندما يتعلق الأمر بالصحة الجيدة والوزن المثالي.
وحثت إحدى هيئات الرقابة الصحية في المملكة المتحدة الملايين من الناس لأول مرة على التأكد من أن حجم الخصر لديهم أقل من نصف الطول من أجل المساعدة في تجنب المشاكل الصحية الخطيرة.
وتأتي هذه النصيحة الجديدة في ظل محاولات مكافحة أزمة السمنة. ووفقا للخبراء، يرتبط وجود الكثير من الدهون حول منطقة الخصر بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وتقول هيئة الرقابة الصحية في المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية إنه يجب تشجيع الناس على قياس نسبة الخصر إلى الطول لديهم.
الرجل الذي يبلغ طوله 178 سنتيمترا سيكون معرضا لمخاطر صحية متزايدة إذا كان محيط خصره 91 سنتيمترا
وقال الدكتور بول كريسب، من المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، إن التوجيهات المحدثة كانت طريقة بسيطة وفعالة للأشخاص لإدارة صحتهم.
وتابع “وجدت لجنتنا أن الفائدة الواضحة لاستخدام نسبة الخصر إلى الطول هي أنه يمكن للناس قياسها بأنفسهم بسهولة، وتفسير النتائج وطلب المشورة الطبية إذا كانوا في خطر متزايد على الصحة”.
وتُصنف النسبة الصحية بين الخصر والطول على أنها 0.4 إلى 0.49. فيما النسبة من 0.5 إلى 0.59 تضع الناس في خطر متزايد من المشاكل الصحية، و0.6 أو أكثر تضعهم في أعلى المخاطر.
وهذا يعني، على سبيل المثال، أن المرأة التي يبلغ طولها 163 سنتيمترا ومحيط خصرها 74 سنتيمترا سيكون لها نسبة صحية، ولكن إذا كان محيط خصرها يبلغ 81 سنتيمترا فسيدفعها ذلك إلى النطاق غير الصحي.
وسيكون الرجل الذي يبلغ طوله 178 سنتيمترا معرضا لمخاطر صحية متزايدة إذا كان محيط خصره 91 سنتيمترا.
ويمكن لأي شخص يرغب في معرفة نسبة الخصر إلى الطول أن يستخدم الآلة الحاسبة عبر الإنترنت أو أن يطلب من أحد المتخصصين الصحيين حسابها.
ويمكن استخدامه للرجال والنساء وجميع المجموعات العرقية وكذلك البالغين الرياضيين الذين قد يكون لديهم مؤشر كتلة جسم مضلل.
وقال نافيد ستار أستاذ الطب الأيضي في جامعة غلاسكو إن “زيادة الوزن حول الخصر علامة مهمة على الحاجة إلى استهلاك سعرات حرارية أقل أو حرق المزيد، نظرا لأن معظم الناس يعرفون طولهم وحجم الخصر على ملصقات الملابس، فقد تكون هذه أداة بسيطة”.
ويشار إلى أن الطريقة الأكثر استخداما للتحقق مما إذا كان الشخص يتمتع بوزن صحي هي مؤشر كتلة الجسم، والذي يمكن لمعظم الناس قياس ما إذا كان وزنهم صحيا بالنسبة إلى طولهم بدقة. ويعد مؤشر كتلة الجسم من 18 إلى 25 وزنا صحيا، ويدل مؤشر 25 إلى 30 على زيادة الوزن، وأكثر من 30 يعني السمنة.
وتؤكد التوصيات الجديدة على أن البالغين الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أقل من 35 يجب عليهم قياس نسبة الخصر إلى الطول للبقاء بصحة جيدة.
وتوصل الباحثون إلى أن البالغين ذوي الخصر الكبير (محيط الخصر) يواجهون خطر الوفاة المبكرة بدرجة أكبر من أولئك الذين يتمتعون بحجم خصر طبيعي.
وخلُصت إحدى الدراسات التي بحثت في بيانات 650 ألفا من البالغين إلى أن الانخفاض المقدر في متوسط العمر المتوقع لذوي محيط الخصر الأكبر مقارنة بذوي محيط الخطر الأصغر يبلغ 3 سنوات للرجال و5 سنوات للسيدات تقريبًا. وقد أثر ذلك في استقلالية باقي عوامل الخطورة مثل العمر، مؤشر كتلة الجسم والنشاط البدني، وتاريخ التدخين لدى الشخص، وتناول الكحوليات.
وقد أظهرت هذه البيانات تحديدًا أن الرجال الذين يبلغ محيط خصرهم 43 بوصة (110 سنتيمترات) تزداد لديهم خطورة الوفاة المبكرة بنسبة 50 في المئة أعلى من أولئك الذين يبلغ محيط خصرهم 37 بوصة (94 سنتيمترًا).
أما بالنسبة إلى السيدات فتزداد لدى اللاتي يبلغ محيط خصرهن 37 بوصة (94 سنتيمترًا) خطورة الوفاة المبكرة بنسبة 80 في المئة أعلى من اللاتي يبلغ محيط خصرهن 27.5 بوصة (70 سنتيمترًا).
ويعد محيط الخصر الكبير علامة تحذيرية على ازدياد دهون البطن، والذي يرتبط بالحالات المرضية المرتبطة بالسمنة، مثل داء السكري من النوع الثاني، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع الدهون الثلاثية، وضغط الدم المرتفع، ومرض الشريان التاجي.
ويحدد قياس محيط الخصر عند الرجال كمية الدهون في منطقة البطن، خاصة وأنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وتعتبر أكثر خطورة من نظيرتها في الأماكن الأخرى من الجسم.
محيط الخصر الكبير يعد علامة تحذيرية على ازدياد دهون البطن، والذي يرتبط بالحالات المرضية المرتبطة بالسمنة
ويتم قياس محيط الخصر على مستوى السرة أو عند أقصى نقطة في البطن. فإذا كان محيط خصر الرجل أكبر من 94 سنتيمترا، فإنه يكون عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية.
أما إذا بلغ محيط الخصر أكثر من 102 سنتيمترا فذلك يزيد بشكل كبير من خطر الأمراض المذكورة.
وعندما يكتسب الرجال وزنا زائدا، تتركز الدهون كقاعدة عامة أولا في منطقة الخصر ويبدأ تراكمها حول الأعضاء الحيوية في تجويف البطن، مثل الكبد والبنكرياس.
والدهون الزائدة لها تأثير سلبي للغاية على صحة الرجال فهي تزيد من الكولسترول الضار والدهون الثلاثية وتقلل من كمية الكولسترول الحميد في الدم، كما ترفع مستويات السكر في الدم والأنسولين، وتؤدي إلى مقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع الثاني.
وتؤدي الدهون الزائدة في الجسم إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان وهشاشة العظام والسمنة في الكبد والاكتئاب، وهي أسباب رئيسية للوفاة والعجز. ويعد معدل الخصر الزائد أمرا خطيرا بشكل خاص للرجال، لأنه بالنسبة إلى النساء يتم تخزين الدهون الزائدة في المقام الأول ليس على البطن، ولكن في الفخذين والساقين.
وأبسط طريقة للتشخيص الذاتي التي يمكن استخدامها في المنزل هي تحديد نسبة الخصر والوركين. ولذلك يحتاج الرجل إلى قياس محيط بطنه (على معدة فارغة، من الأفضل دائما القيام بذلك في نفس الوقت) في حالة استرخاء عند السرة. ثم قياس الوركين في أوسع مكان. بعد ذلك، تحتاج إلى تقسيم النتيجة الأولى على الثانية: (الخصر (سنتيمتر) / الوركان (سنتيمتر) = القيمة).
إذا كانت النتيجة التي تم الحصول عليها بعد القسمة أعلى من 0.95، تزداد فرص الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية لدى الرجال.