تجارة طيور الزينة وتربيتها تستهويان الكثير من العراقيين

تربية الطيور في العراق قديمة قدم الإنسان في أرض بلاد الرافدين، وهي تتطور مع تطور الحياة، فبعد أن كانت تجارتها تنحصر في الأسواق، انتشرت اليوم وأصبحت تقام لطيور الزينة العديد من المزادات وكأنها تحف نادرة، كما ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي أسواق افتراضية لبيع هذه الطيور.
بغداد - معروف أن صالات المزادات تنظم لبيع الأثاث والتحف الثمينة والنادرة، أما في العاصمة العراقية بغداد فنظمت لبيع طيور الزينة، في سابقة هي الأولى من نوعها في البلد العربي.
ويجذب مزاد بيع طيور الزينة العشرات من العراقيين في بغداد، إذ يضم أنواعا عربية وأجنبية فاخرة وجذابة، كما ينظم المزاد مسابقات ويمنح زواره جوائز أسبوعية.
ويقول حيدر الكاظمي المشرف على مزاد بيع طيور الزينة "يتنافس الزوار على شراء الطيور العربية والأجنبية بأسعار متفاوتة". ويضيف الكاظمي (40 عاما) "تنظيم مزاد لبيع طيور الزينة يعد الأول من نوعه في العراق، ويضم أنواعا من الطيور ذات ألوان وأشكال جذابة تستخدم للتربية وتزيين المنازل".
ويوضح "الأسعار تتفاوت بحسب أنواع الطيور وأشكالها وسلالتها، وتتعدد أسماء الطيور بين الكوشن الأسترالي، والإسباني، والبراهما، واللمبركيني الأندونيسي وغيرها".
ويقول إنّ "هناك تنوعا بين زبائن الطيور، إذ أنّ منهم من الأثرياء الذين يرغبون باقتنائها للزينة، أو فقراء يجدون فيها متنفسا من الضنك الذي يعيشونه، خصوصا وأنّهم يرغبون برؤية شيء من الطبيعة بعد عدم قدرتهم على الخروج للتنزه كما جرت العادة قبل هذه الأزمات".
ويشير الكاظمي إلى الإقبال المتزايد على شراء طيور الزينة، مؤكدا أن الدافع الأساسي من تنظيم المزاد هو الارتقاء بمستوى تربية هذا النوع من الطيور في العراق.
ويقول الكاظمي في هذا الإطار "نحاول أن ننشر المعرفة بأنواع وسلالات الطيور وما يميزها عن غيرها بين زوار المزاد من محبي تربية طيور الزينة".
ويتابع "الهدف من تنظيم المزاد ليس الربح وحده بل توفير فرص عمل للشباب في مقتبل العمر أيضا، إلى جانب نشر ثقافة تربية طيور الزينة بين المواطنين، لما لها من تأثير إيجابي على المحيط التي تتواجد به".
ويستطرد "عملية بيع الطيور تجرى على مرحلتين الأولى تبدأ بصورة مجانية، من نقطة الصفر حتى يصل إلى سعر البيع الفعلي". ويضيف "أما في المرحلة الثانية فيمكن لصاحب الطير الذي يريد بيعه أن يعرضه بسعر معين مثلا، ثم تبدأ مرحلة المزاد في غضون 10 إلى 15 دقيقة للوصول إلى سعر بيعه".
خبراء متخصصون في الطب البيطري يفحصون طيور الزينة للتأكد من سلالتها وسلامتها من الأمراض قبل إدراجها في المزاد
ويؤكد "ما يجذب الانتباه في مزاد بيع طيور الزينة وجود خبراء متخصصين في فحص الطيور قبل إدراجها في المزاد للتأكد من سلالتها وسلامتها من الأمراض". ويوضح “عند وصول المشارك إلى المزاد يتم تسجيل اسم ونوع وعمر الطير، ثم يجرى عليه فحص شامل من خلال لجنة خاصة تضم خبراء ومتخصصين".
وتربية طيور الزينة عادة تستهوي فئات واسعة من الشعب العراقي، وتنتعش هذه التجارة بين الهواة والمحترفين حتى بات لها مزاد متخصص في العاصمة بغداد. ويقول هاني فالح جبر (55 عاما) وهو مربي طيور "سبب تواجدنا في المزاد هو حب هواية تربية الطيور والحيوانات الأليفة".
ويضيف جبر "أكثر الأنواع التي أحبها في طيور الزينة هي الكوشن لما له من مظهر جذاب وألوان زاهية، خاصة كوشن صاجي، وكوشن بوف، وكوشن البوسلان".
ويقول أبوشهد الخفاجي عن هواية طيور الزينة “بدايتي كانت في 2006 حين كانت بغداد تضج بأصوات التفجيرات، فحين أعود من عملي أكسر الملل والإحباط النفسي والقلق بالاعتناء بالطيور، وتحديداً الكناري والبلابل، في أقفاص متنوعة في حديقة المنزل، بل حتى في أماكن داخل البيت، وجدت فيها المتعة ودواء للنفس، كانت تزيد من الحس الإنساني لما تثيره من إحساس الألفة والتعاون وغيرها".
ويؤكد أنّ تربية الطيور تحتاج إلى الصبر والمواظبة، مع الاهتمام بتفاصيل حياتها، كما يجب عدم إهمال صحتها من خلال عرضها على أطباء بيطريين بصفة مستمرة، إذ لا تملك طيور الزينة خاصة مناعة كافية للتغلب على العوامل الجوية القاسية التي تصيبها بالأنفلونزا أو الفطريات، وبالتالي تنفق أعداد كبيرة منها إذا لم تتم معالجتها فوراً، كما أنّه من الأفضل تطعيمها بلقاحات خاصة قبل فصل الشتاء.
وعن أسعار الطيور يقول جبر "أسعار هذه السلالة من طيور الزينة تتراوح بين 100 و125 دولارا، وهناك أنواع أخرى بأسعار متفاوتة في المزاد". ويوضح "ليس هناك أي مشكلات بين المربيين بل على العكس هناك تنافس إيجابي، وجميعنا نتطلع إلى انتعاش تجارة بيع طيور الزينة على صعيد العراق والوطن العربي كله".
ويقول "بعد عرض طيور الزينة ترتفع أصوات المزايدة عليها من محبي شرائها حتى ترسو في نهاية الأمر على أحد الأشخاص، وتتفاوت الأسعار بحسب العرض والطلب".
سوق الغزل في منطقة شورجة ببغداد تحول إلى بيع الطيور والحيوانات البرية والداجنة بمختلف أنواعها وتخلى عن تجارة النسيج منذ ما يزيد عن الخمسين سنة
وحجزت تجارة طيور الزينة مكاناً لها في صفحات البيع والشراء على مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة على فيسبوك، إذ تم إنشاء العديد من الصفحات الخاصة بتربية الطيور وبيعها.
وينشر الباعة في هذه المجموعات صورا وفيديوهات لطيورهم، لتبدأ المساومة عليها بين المهتمين، وغالبا ما تتم صفقات البيع هذه من خلال المراسلات الخاصة.
وتتواجد في المدن العراقية أسواق أسبوعية لتجارة الطيور، ففي بغداد تحول سوق الغزل في منطقة شورجة إلى بيع الطيور والحيوانات البرية والداجنة بمختلف أنواعها وتخلى عن تجارة النسيج منذ ما يزيد عن الخمسين سنة.
وعن مصدر الطيور ومن أين تأتي قال حاتم الساعدي (29 سنة) “أغلب الطيور تأتي بالتهريب من دول الجوار، وبعضها يتم اصطياده في الأهوار خاصة طيور الماء والبعض يتم تربيته من قبل مربي الطيور، وخاصة طيور الحب والبلابل".
وإلى جانب الطيور تباع في هذه الأسواق مختلف أنواع الأقفاص المخصصة للطيور والحيوانات الصغيرة، فضلا عن أنواع مختلفة من العلف والأدوية المخصصة لها.