غانتس يبلغ عباس استعداده لتوسيع "الإجراءات المدنية" للفلسطينيين

تل أبيب - أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الثلاثاء خلال اتصال هاتفي، هو الأول منذ موجة الاعتداءات التي شهدتها إسرائيل مؤخرا، بأن بلاده مستعدة لتقديم تسهيلات مدنية إضافية للفلسطينيين خلال شهر رمضان وبعده، طالما سمح بذلك الاستقرار الأمني، بحسب ما أورد بيان صدر عن ديوانه.
وجاء هذا الموقف الإسرائيلي في سياق محاولة ضمان عدم وقوع عمليات أو تظاهرات فلسطينية ضدها خلال شهر رمضان، حيث سبق أن أطلقت إسرائيل قبل أكثر من شهر ونصف تحذيرات من تفجر الأوضاع بالأراضي الفلسطينية، وذلك قبل وقوع موجة العمليات الأخيرة، وأبرزها عملية بني براك التي أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين، منذ نحو أسبوعين.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلي بأن غانتس قال للرئيس عباس "إن فترة الأعياد يجب أن تكون فترة سلام وهدوء وليس إرهابا".
وهنأ غانتس الرئيس الفلسطيني بشهر رمضان، وأبلغه بأن "إسرائيل تنظر بخطورة إلى العمليات الإرهابية التي أودت بحياة 11 شخصا خلال الأسبوعين الماضيين، وستواصل العمل لمنع المساس بالمواطنين وقوات الأمن".
وأعرب عن "تقديره للاستنكار الذي نشره عباس بعد اعتداء بني براك"، وأكد له أن "إسرائيل مستعدة لتوسيع إجراءاتها المدنية خلال شهر رمضان وبعده طالما سمح الاستقرار الأمني بذلك".
وكان الرئيس الفلسطيني أدان في بيان مقتل 5 إسرائيليين في هجوم بالسلاح نفذه فلسطيني من جنين في مدينة بني براك، شمالي إسرائيل، الأسبوع الماضي.
وبالتوازي، صادق غانتس على سلسلة تسهيلات مدنية للفلسطينيين بمناسبة شهر رمضان، وذلك بعد فترة التوترات المستمرة التي تشهدها المدن الفلسطينية والقدس.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عن "الخطوات المدنية" بعد مداولات مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي وهيئة العمليات عوديد بسيوك، وفق بيان لمنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان.
وقرر غانتس دخول الفلسطينيين الحرم القدسي الشريف لأداء الصلوات بما في ذلك الجمعة، شريطة حصول الرجال البالغين 40 - 50 عاما على تصريح ساري المفعول من الجيش الإسرائيلي، فيما لن يكون الرجال الذين تفوق أعمارهم 50 عاما بحاجة إلى تصريح أمني، وفق المصدر ذاته.
كما سيسمح بدخول النساء والأطفال دون 12 عاما الحرم القدسي من دون الحاجة إلى امتلاك تصريح.
وتقرر السماح لسكان الضفة الغربية بإجراء زيارات عائلية للأهل من درجة القرابة الأولى داخل الخط الأخضر (أراضي 48)، من أيام الأحد حتى الخميس.
وتأتي هذه القرارات على وقع تصاعد التوترات في منطقة باب العامود بالقدس الشرقية منذ بداية شهر رمضان، على خلفية مواجهة الشرطة الإسرائيلية للشبان الذين يتظاهرون هناك.
وعادة ما يتجمع الفلسطينيون بشكل مكثف في المنطقة خلال شهر رمضان، ما يدفع الشرطة الإسرائيلية أحيانا إلى تفريقهم، الأمر الذي يحدث أجواء توتر في المدينة المقدسة.
والعام الماضي في شهر رمضان، شهدت القدس اعتداءات متصاعدة من جانب الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة في محيط المسجد الأقصى و"باب العامود" وحي "الشيخ جراح"، ما أسفر عن إصابة المئات من الفلسطينيين، بينهم حالات خطرة، واعتقال العشرات.
وأسفرت تلك الاعتداءات عن معركة عسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بين العاشر والحادي والعشرين من مايو 2021، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات من الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل بإطلاق الآلاف من الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت دعوة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية المعروف باسم "الكابينيت"، إلى الانعقاد الأحد المقبل، وفق ما ذكرته هيئة البث "كان".
وأفادت القناة الإسرائيلية بأن انعقاد الكابينيت يأتي "على خلفية التوترات الأمنية والاستعداد لرمضان"، مشيرة إلى أن الكابينيت الإسرائيلي انعقد للمرة الثانية خلال عشرة أيام، بسبب الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية والقدس.
وكشف بينيت، في مؤتمر صحافي عقده في الضفة الغربية، أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية أحبطت أكثر من 15 هجوما كبيرا في الضفة الغربية وسائر المناطق في إسرائيل، خلال الفترة الماضية".
وفي تصريحاته، قال بينيت إنه "تم اعتقال 207 من المشتبه بهم خلال الأيام الأخيرة"، مضيفا "توصلنا إلى أكثر من 400 مشتبه على علاقة مع داعش، وتنظيمات متطرفة أخرى".