العقوبات الغربية على روسيا تتجنب مجددا قطاع النفط رغم الضغوط

حزمة خامسة من العقوبات تقيّد التجارة الروسية بشكل أكبر.
الأربعاء 2022/04/06
الغاز خاصرة الغرب الهشة

لا يزال الاتحاد الأوروبي مترددا في فرض عقوبات على قطاع النفط الروسي خشية تداعياتها السلبية على أمنه الطاقي، لكنه ماض في تشديد حزمة من العقوبات ستعزل موسكو رويدا وريدا. ويتساءل مراقبون بشأن ما إذا كانت العقوبات وحدها قادرة على ردع الرئيس الروسي فلادمير بوتين.

لفيف (أوكرانيا) - تعتزم الولايات المتحدة وأوروبا فرض عقوبات جديدة على موسكو لمعاقبتها على قتل المدنيين في أوكرانيا، فيما حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من احتمال اكتشاف المزيد من القتلى في مناطق استعادتها بلاده من الغزاة الروس.

وانسحبت القوات الروسية من بلدات شمالي العاصمة كييف الأسبوع الماضي فيما تحول هجومها إلى جنوب أوكرانيا وشرقها. واستعادت القوات الأوكرانية السيطرة على بلدات دمرتها الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أسابيع، ومنها بوتشا، حيث تناثرت جثث مدنيين في الشوارع.

وأثارت صور مروعة لمقبرة جماعية في بوتشا وجثث لأشخاص مقيدين أُطلقت عليهم النار من مسافة قريبة غضبا دوليا الاثنين. ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى محاكمة نظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب جرائم حرب، وستطلب الولايات المتحدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.

ونفت روسيا أي اتهامات تتعلق بقتل مدنيين وقالت إنها ستقدم “أدلة عملية” في اجتماع لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء تثبت عدم ضلوع قواتها في تلك الأعمال.

وفي كلمة مصورة الثلاثاء، قال زيلينسكي إنه يحشد الدعم لإجراء تحقيق في ما حدث في بوتشا. وأكد زيلينسكي “هذه بلدة واحدة فقط. واحدة من العديد من البلدات الأوكرانية التي تمكنت القوات الروسية من السيطرة عليها”.

وأضاف “هناك الآن معلومات تفيد بأنه في بورودينكا وبلدات محررة أخرى في أوكرانيا، قد يكون هناك عدد ضحايا أعلى من ذلك بكثير سقطوا على يد المحتلين”. وكان يشير إلى بلدة تقع على بعد 25 كيلومترا غربي بوتشا.

أورسولا فون دير لاين: من المهم الحفاظ على أقصى درجات الضغط والحذر

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه تحدث إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن بوتشا وشدد على أن “أوكرانيا ستستخدم جميع آليات الأمم المتحدة المتاحة لجمع الأدلة ومحاسبة مجرمي الحرب الروس”.

وتحدث كوليبا أيضا إلى نظيره الصيني وانغ يي هاتفيا الاثنين في الوقت الذي جددت فيه بكين دعوتها لأن تكون المحادثات سبيلا لإنهاء الصراع في أوكرانيا.

والاتصال الذي قالت بكين إنه تم بطلب من أوكرانيا، هو أول محادثة رفيعة المستوى بين البلدين منذ الأول من مارس عندما طلب كوليبا من بكين استغلال علاقاتها مع موسكو لوقف الغزو الروسي، على حد قول وزارة الخارجية الأوكرانية في ذلك الوقت.

وشنت روسيا ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا يوم الرابع والعشرين من فبراير بهدف نزع سلاح أوكرانيا "وتخليصها من النازيين". وتقول أوكرانيا والغرب إن الغزو غير قانوني ولا مبرر له.

وانسحبت القوات الروسية من العاصمة كييف في مواجهة مقاومة أوكرانية شرسة على نحو غير متوقع باستخدام أسلحة غربية مضادة للدبابات.

ووصفت موسكو الانسحاب بأنه بادرة حسن نية في محادثات السلام التي عقدت آخر مرة يوم الجمعة. وكان من المقرر أن يجتمع المفاوضون الاثنين لكن لم يكشف أي من الجانبين جديدا بخصوص المحادثات.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس الاثنين إن بوتين وأنصاره "سيشعرون بعواقب" ما حدث في بوتشا وإن الحلفاء الغربيين سيتفقون على مزيد من العقوبات على موسكو في الأيام المقبلة.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن واشنطن ستعلن هذا الأسبوع عن عقوبات أميركية جديدة على موسكو. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تدعم قيام فريق دولي من المدعين العامين والخبراء بجمع وتحليل الأدلة على الأعمال الوحشية.

وأكد الرئيس السابق دميتري ميدفيديف ونائب رئيس مجلس الأمن في البلاد إن روسيا سترد بالمثل "وستغلق أبواب السفارات الغربية". وقال "سيكون ذلك أسهل بالنسبة إلى الجميع. وبعده سينتهي بنا الأمر إلى مجرد رؤية بعضنا بعضا من مناظير البنادق".

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبرشت إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يناقش حظر الغاز الروسي، على الرغم من أن مسؤولين آخرين حثوا على توخي الحذر بشأن الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة طاقة أوروبية.

وتزود روسيا أوروبا بنحو ثلث احتياجاتها من الغاز، وحاول بوتين استخدام الطاقة أداة للرد على العقوبات الغربية. لكن موسكو أبقت على تدفق الغاز عبر خطوط الأنابيب الرئيسية إلى أوروبا، على الرغم من الضبابية بشأن مطالب بوتين الخاصة بالمدفوعات بالروبل.

موسكو أبقت على تدفق الغاز عبر خطوط الأنابيب الرئيسية إلى أوروبا، على الرغم من الضبابية بشأن مطالب بوتين الخاصة بالمدفوعات بالروبل

ومنعت الولايات المتحدة الحكومة الروسية من دفع أكثر من 600 مليون دولار من الاحتياطيات المحتجزة في البنوك الأميركية لحائزي سندات ديونها السيادية وذلك في خطوة استهدفت تشديد الضغط على موسكو وأن تستهلك مما لديها من احتياطي الدولارات الأميركية.

واقترحت المفوضية الأوروبية الثلاثاء حظر واردات الفحم الروسي ضمن حزمة شاملة من العقوبات الجديدة التي ستفرضها المفوضية. كما تنص العقوبات المقترحة، التي يجب أن تحصل على موافقة الدول الـ27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لكي تدخل حيز التنفيذ، حظر السفن الروسية من الرسو في موانئ الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى قيود أخرى على التجارة.

وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أثناء عرضها للحزمة الخامسة من العقوبات على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا إلى أهمية “الحفاظ على أقصى درجات الضغط”.

وأضافت “لقد رأينا نتائج ملموسة. ولكن من الواضح في ظل الأحداث أننا في حاجة إلى زيادة الضغط”، مشيرة إلى التقارير الأخيرة بشأن ارتكاب الجيش الروسي لأعمال وحشية ضد المدنيين في بوتشا.

وقالت أوكرانيا إنها تستعد لمواجهة استدعاء موسكو لنحو 60 ألفا من جنود الاحتياط لتعزيز هجومها في الشرق، حيث شملت الأهداف الرئيسية لروسيا مدينتي ماريوبول وخاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية تستهدف السيطرة الكاملة على إقليمي دونيتسك ولوغانسك اللذين يطالب بهما الانفصاليون المتحالفون مع روسيا، ومحاصرة مجموعة من القوات الأوكرانية.

وفي مدينة ماريوبول الجنوبية الشرقية المطلة على بحر آزوف والمحاصرة منذ أسابيع، أظهرت صور ثلاث جثث في ملابس مدنية ملقاة في الشارع وإحداها تقابل جدارا تناثر عليه الدم.

وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاثنين إنه تم إيقاف فريق تابع لها خلال محاولته الوصول إلى ماريوبول لإجلاء المدنيين، وهو محتجز الآن في بلدة مجاورة.

وفي بلدة ميكولايف غربي ماريوبول قال رئيس الإدارة الإقليمية أولكسندر سينكيفيتش إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص قتلوا بينهم طفل، وأصيب 46 آخرون الاثنين.

اقرأ أيضا: بوتين يريد مراقبة الصادرات الغذائية إلى الدول "المعادية"

5