الاتحاد الأفريقي في سباق مع الزمن لتحقيق التكامل الاقتصادي

الكتل الإقليمية في شرق وغرب وجنوب أفريقيا تتجه نحو اتخاذ خطوات مثل جوازات السفر المشتركة.
الاثنين 2022/04/04
ضرورة إنعاش خزائن الدول الأفريقية

كيغالي – يسعى الاتحاد الأفريقي لتحقيق تكامل اقتصادي في وقت يسود فيه الترقب مآلات تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا التي وضعت أوزارها والاقتصاد العالمي لم يتعاف بعد من مخلفات فايروس كورونا المستجد.

ويعتقد خبراء أنه رغم كون الاتحاد الأوروبي يمثل الكتلة الجغرافية الاقتصادية الناجحة الوحيدة في العالم حتى الآن، إلا أن القارة الأفريقية أيضا تتحرك بسرعة نحو التكامل الاقتصادي.

وأظهر تقرير صادر عن الاتحاد الأفريقي مؤخرا، أن كتلته الإقليمية في شرق وغرب وجنوب أفريقيا أكملت ما يقرب من 75 في المئة من التزاماتها تجاه التكامل الاقتصادي.

وأوضح التقرير أن الدول في هذه الكتل تتجه نحو اتخاذ خطوات مثل جوازات السفر المشتركة، والسفر دون تأشيرة، والإقامة المضمونة وتصاريح العمل، ومناطق التجارة الحرة.

ووفق ما نقل التقرير عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، فإن تعزيز التكامل الإقليمي من شأنه أن يحفز التحول الاجتماعي والاقتصادي في القارة.

وأفاد المسؤول الأفريقي بأنه رغم إحراز تقدم كبير في المواضيع المتعلقة بحرية تنقل الأفراد والاتحادات الجمركية والحواجز الجمركية وغير الجمركية، إلا أن وتيرة التكامل الإقليمي كانت “بطيئة بشكل عام” في بعض المناطق.

وأشار التقرير إلى وجود مخاوف من بطء في عملية تنفيذ مشاريع البنية التحتية الإقليمية بسبب التحديات المالية.

موسى فقي محمد: تعزيز التكامل الإقليمي من شأنه أن يحفز التحول الاجتماعي والاقتصادي في القارة

وقال فريدريك قولوبا موتيبي الباحث الأفريقي في السياسة والشؤون العامة إن “الضعف المؤسسي وتركيز بعض الدول على الحفاظ على السيادة الوطنية، إلى جانب الافتقار إلى ممرات النقل، تعيق وجود قدر أكبر من التكامل”.

وأضاف “المضي قدما في البنية التحتية الرئيسية مثل القطارات والسكك الحديدية المتطورة بشكل جيد سيزيد من فرص التجارة بين الدول”.

وتم بناء العديد من شبكات السكك الحديدية في أفريقيا من قبل الشركات الاستعمارية لربط المناجم بالموانئ، بدلا من ربط البلدان مع بعضها البعض.

وتم تعبيد 800 ألف كيلومتر فقط من إجمالي 2.8 مليون كيلومتر من شبكة الطرق في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفقا لتقرير صدر عام 2018 عن بنك التصدير والاستيراد الهندي.

ووفق تقارير اقتصادية دولية، فإن ما بين 80 – 90 في المئة من البضائع في أفريقيا يجري نقلها عبر البر.

وأفاد موتيبي “علينا تطوير البنية التحتية وتقوية مؤسساتنا وتطوير الروابط الجوية، لننظر إلى النقل المائي لدينا، ما مقدار النقل المائي لدينا داخليا في أفريقيا، العديد من أنهارنا غير صالحة للملاحة، يمكننا جعلها صالحة للملاحة، لكننا لا نملك التكنولوجيا”.

وأفاد إسماعيل بوكانان كبير المحاضرين في قسم العلوم السياسية بجامعة رواندا، بأنه “رغم أن أفريقيا لديها القدرة على الاندماج مثل الاتحاد الأوروبي، إلا أن الأمر قد يستغرق وقتا طويلا”.

تقرير للاتحاد ذكر أن كتلته في شرق وغرب وجنوب أفريقيا أكملت 75 في المئة من التزاماتها تجاه التكامل الاقتصادي

وأضاف “يمكننا رسم بعض أوجه التشابه بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في ما يتعلق بأهدافهما، وعلى الرغم من وصولهما إلى أهدافهما عن طريق تجارب مختلفة، إلا أن التطلعات واحدة”.

ووفقا لموتيبي، فإن التحدي الأكبر أمام تكامل أفريقيا هو أن بعض البلدان ترى جوانب التكامل كحرية التنقل والسماوات المفتوحة، على أنها “تعرض سيادتها للخطر”.

فيما يرى بوكانان أنه بينما يأمل الاتحاد الأوروبي في استخدام التكامل الإقليمي لتعزيز السلام وتحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق التضامن وتقوية مكانته الدولية “فإن أفريقيا قد حصلت على نصيبها من الحروب الأهلية والحروب بين الدول الأعضاء”.

وأردف “عندما يطبق الاتحاد الأوروبي قانونا، فهو ملزم للدول، قوانين الاتحاد الأفريقي لا تطبق بالمثل من قبل الدول، الحكومات الأفريقية بحاجة إلى أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد”.

وتم استبدال منظمة الوحدة الأفريقية (تأسست عام 1963)، بالاتحاد الأفريقي في 1999 كاتحاد قاري يتكون من 55 عضوا، حيث يهدف الاتحاد لتحقيق التكامل بين دول القارة، وهدم الحواجز التي أقامها الاستعمار في السنوات الماضية.

6