مقاطعة هندية تولّد الكهرباء من روث البقر

رايبور (الهند) - سيبدأ أحد أكبر مراكز استخراج الفحم في الهند، وهو موطن للغابات الكثيفة وعدد كبير من السكان، في استخدام أكوام من روث البقر لدعم الصناعات الريفية والمنازل بما يتماشى مع الجهود العالمية لخفض الوقود الأحفوري.
وقال بهوبيش باغيل رئيس وزراء محافظة تشهاتيسجاره الشرقية إن الحكومة تخطط لتعليم النساء المحليات إنتاج الطاقة النظيفة وبيعها، حيث تتطلع الدولة الغنية بالموارد إلى الانتقال بعيدا عن الفحم.
وأضاف أن “هناك تحولا نحو الطاقة الخضراء على الصعيد العالمي”، مؤكدا أن الفحم يظل أساسيا لتلبية احتياجات الطاقة في محافظته لكن الهدف يكمن في إيجاد مصادر بديلة. وتابع “عندما قررنا الابتعاد عن الفحم ببطء، وضعنا مستقبل شعبنا في الاعتبار، وخاصة السكان المحليين. نريد إنشاء إطار لحمايتهم، وحماية غاباتنا وتنوعنا البيولوجي”.
مشاريع لتوليد الطاقة النظيفة للصناعات الريفية وإنارة المنازل والشوارع مع بيع الفائض لشبكة الكهرباء الحكومية
وتعدّ الهند ثاني أكبر مستورد ومستهلك ومنتج للفحم في العالم، وبها رابع أكبر احتياطيات، مع وجود حصة كبيرة منه في تشهاتيسجاره. وفي قمة المناخ كوب 26 العام الماضي أعلنت الهند عن خطط للوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية في 2070 وزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج طاقتها من حوالي 38 في المئة العام الماضي إلى 50 في المئة بحلول 2030.
كما وضعت حكومة باجيل خطة اقتصادية دائرية في عام 2020 لتحسين حياة أكثر من 40 في المئة من سكان تشهاتيسجاره الذين يعيشون تحت خط الفقر.
وتهدف الخطة إلى خلق المزيد من الوظائف وزيادة الدخل وخلق اقتصاد ريفي مستدام من خلال إنشاء مجمعات صناعية ومساعدة المجموعات النسائية على إنتاج منتجات طبيعية وبيعها. وأضيفت الطاقة من روث البقر إلى القائمة في الشهر الماضي.
وفي إطار برنامج بهوبيش باغيل الرئيسي، تُدفع روبيتان للقرويين (0.03 دولار) مقابل كل كيلوغرام من الروث الذي يجمعونه، والذي يُعالج بعد ذلك في منتجات مثل السماد العضوي ووقود الحرائق والألوان العشبية المستخدمة في المهرجانات المحلية.
وقال باغيل "يتعلق الأمر بالعديد من الأشياء، من اعتماد الروث المنتشر في الشوارع إلى وسيلة للعيش وتحسين البيئة. أنشأنا 8 آلاف مساحة مجتمعية في القرى، حيث يُجمع روث البقر ويُعالج لاستغلاله في توليد الطاقة".
بينما تدفع الهند لتوسيع استخراج الفحم لتلبية احتياجاتها من الطاقة، على الأقل حتى 2024، وقاوم باغيل (الذي تولى منصبه في أواخر عام 2018) الضغط لفتح مناجم جديدة في منطقة هاسديو أراند، إحدى أكبر الغابات السليمة في الهند.
ويعترف بأن الاعتماد على الفحم لن ينتهي بين عشية وضحاها، لكن الرجل البالغ من العمر 61 عاما يشعر بالحاجة إلى خطة رئيسية للمستقبل.
ووقّعت المحافظة اتفاقية مع مركز بهابها للأبحاث الذرية لتركيب 500 مصنع غاز حيوي في مساحات جوثان، ينتج كل منها طاقة كافية لإضاءة أكثر من 2500 منزل يوميا.
واعتمادا على كمية روث البقر التي تُجمع ستكون المصانع إما مستقرّة أو في شكل وحدات صغيرة متنقلة. وقال باغيل "سنولد الطاقة على عتبة بيوتهم".
وبينما تنتظر المحافظة الموافقة على مشاريع الطاقة الشمسية المقترحة، قال باغيل إن إنتاج الطاقة من روث البقر سيكون على مدار الساعة، مع تدريب النساء على تشغيل الأجهزة التي تنتج الغاز الحيوي من فضلات الحيوانات.
وسيكون استخدام الغاز للطهي ولإنتاج الكهرباء، مع توزيعه من خلال شبكة صغيرة إلى المنطقة المحلية. وستتوفر الطاقة للصناعات الريفية والمنازل وستستخدم لإنارة الشوارع مع تغذية شبكة الكهرباء الحكومية بأي فائض.
الخطة تهدف إلى خلق المزيد من الوظائف وزيادة الدخل وخلق اقتصاد ريفي مستدام من خلال إنشاء مجمعات صناعية ومساعدة المجموعات النسائية على إنتاج منتجات طبيعية وبيعها
وأضاف باغيل أن اللامركزية في توليد الطاقة وتوزيعها ستتيح الوصول السهل للجميع، بما في ذلك السكان المحليون الذين يكافحون عادة للحصول على الكهرباء، بالإضافة إلى خلق وظائف خضراء وتحسين الحياة. وشدد على أن الهدف يكمن في الحصول على المال من روث البقر.
وبالاعتماد على الكتب المقدسة الهندوسية وذكريات طفولته، قال باغيل إن "الاعتماد على الذات" و"رد الجميل للطبيعة" كانا محوريين في خطته. وقال جي في رامانانيول المدير التنفيذي لمركز الزراعة المستدامة إن النهج سيوسع وصول الجميع إلى الطاقة والتعامل مع النفايات الزراعية. واعتبر أن “الطاقة اللامركزية هي فكرة جيدة دائما”، مضيفا أن استخدام الروث “عملي ومربح في نفس الوقت”.
وتماشيا مع خطة الحكومة الهندية الأولى للتحول العادل بعيدا عن الفحم في المناطق التي أغلقت فيها المناجم، تريد إدارة باغيل مساعدة العمال على اكتساب مهارات جديدة حتى يتمكنوا من إدارة أعمال السياحة البيئية أو تربية الأسماك. وقال باغيل "نظهر للناس كيف يمكن أن تكون الوظائف البديلة مربحة. سنقدم لهم الحوافز وسيتأقلمون، ثم ستتبع التغييرات".