الطبيعة تنحت عجائب فنية في تبوك

تبوك (السعودية) ـ تضم "صحراء حسمى" بمنطقة تبوك، التي تقع جيولوجيا ضمن متكوّن الساق، تشكيلات صخرية مميزة، تمنح زائريها شعورا بالعراقة والرحابة، والهدوء الذي يجذبهم نحو التجول في متحفها المفتوح من الجبال والصخور الرملية، التي شكلتها عوامل التعرية على مرّ القرون بأشكال هندسية تشد الناظر إليها.
ومن بين هذه التشكيلات الفريدة، تبرز إحدى الكتل الصخرية بأم سرهيج التابعة لمركز بجدة غرب مدينة تبوك، كأحد المعالم التي تسكن صحراء حسمى، وتقف بطول يقارب ثلاثين مترا على قاعدة صغيرة ونحيلة بشكل يشبه الغراميل.
ويُرجع الأستاذ بكلية علوم الأرض بجدة سابقا أحمد النشطي، تشكيلها الفريد إلى عوامل التعرية التي مرت بالكتلة الصخرية على مرّ السنين، ونتج عنها تأثر الجزء السفلي منها بالرياح المحملة بحبيبات الرمل، وبقاء الأجزاء العلوية منها بمعزل عن عمليات النحت الشديدة، بسبب عدم قدرة الرياح على حمل حبيبات الرمال بارتفاعات تتجاوز المتر والمتر ونصف المتر، ولذا تعدّ من أندر الكتل الصخرية وأكثرها جمالية.
وتتعاقب التكوينات الجيولوجية في تبوك، بدءا بتكوين سَاق وانتهاء بتكوين النيوجين، وتنكشف الصخور الرسوبية في تكوينين كبيرين هما: الوحدات المماثلة لتكوين ساق، وتكوين تبوك، حيث يوجد حولها أفضل منكشف للتكوين، من حجر الرمل والطَّفْل، ويتألف من ثلاث وحدات، تفصل بين كل وحدة وأخرى طبقة رقيقة من الطفل.