جزائريات يوثقن المدن التاريخية بكاميراتهن

الجزائر- تعاني العديد من المدن التاريخيّة الجزائرية مع مرور الزمن من خطر الاندثار بسبب تعرضها لعدد من الظروف الطبيعية والبشرية والبيئية التي فاقمت من سرعة اختفاء الكثير من معالمها التاريخيّة التي شكّلت هوية وخصوصيّة تلك المدن، منها بومرداس (قصبة دلس) ووهران وقسنطينة وغيرها من المعالم الأثرية.
وللمحافظة على معالم تلك الأماكن التراثية التي تعود إلى المئات من السنين، تفرغت العديد من المصوِّرات الجزائريات للعمل على حماية ذاكرة تلك الأماكن والمعالم الأثرية، باستعمال كاميرات التصوير الفوتوغرافي والقيام بتوثيق كل الخصوصيات المتعلِّقة بها.
◙ سلمى جرجار تمكنت من تعلّم التصوير الفوتوغرافي واستخدامه في المحافظة على ذاكرة بعض المدن الجزائرية
ومن أبرز هؤلاء المصوّرات الجزائريات ليلى بكوش، وهي مصوِّرة محترفة تسكن في الجزائر العاصمة وتعمل منذ سنوات طويلة على رصد كلّ التغيّرات التي تعرفها المدن الجزائرية.
وقالت بكوش لوكالة الأنباء العُمانية إنّها تسعى من خلال هذا المشروع للتواصل مع سكان المدن الجزائرية ورصد أساليب حياتهم، والتخطيط العمراني، وتوثيق أنواع الحيوانات المنتشرة في مختلف المدن التي تزورها.
وأضافت “سؤالي الأساسيّ هو إلقاء نظرة تلقائيّة على كلّ شيء حولي، واهتمامي الجمالي ينصبّ في البحث عن أضواء معيّنة لالتقاط صور تعبيرية وتمثيليّة تعبِّر عن رؤيتي الشخصيّة كمصوّرة ومصمّمة رسوم”.
ويرتبط التصوير الفوتوغرافي للحياة المدنيّة لدى بكوش بإلهامات متنوِّعة، لكنّها تركِّز على الموضوع باستخدام أضواء المدينة وأصواتها وكائناتها الحيّة وطريقة حياتها، وذلك من أجل الوصول إلى إنتاج فني يتمثّل في سلسلة فوتوغرافيّة وثائقيّة اجتماعيّة.
وذكرت أنّ التصوير الفوتوغرافي والفنون الرقمية هما عناصر جذب تنطوي على اكتشاف المساحات والناس، ويسمح استخدامها بسرد قصص مختلفة تعبّر عن أفضل سبل التعاون بين الفنان والناس.
◙ ليلى بكوش مصوِّرة محترفة تسكن في الجزائر العاصمة وتعمل منذ سنوات طويلة على رصد كلّ التغيّرات التي تعرفها المدن الجزائرية
وتقول المصوّرة سلمى جرجار “إن التصوير الفوتوغرافيّ يمثل بالنسبة إلي واحدا من أهمّ عناصر ترقية الفضاءات المدينيّة وحمايتها، والمدن في الجزائر تنقسم إلى قسمين: مدن قديمة ومدن جديدة، وهي تتعايش جنبا إلى جنب، ولهذا فأنا أقوم، قبل أيّ عملية تصوير، باختيار الموضوع، كاختيار موضوع الأزقّة والحارات القديمة مثلا، أو موضوع الأساليب المعمارية، ومن ثمّ أشرع في تسجيل كل التفاصيل المعبِّرة عن الموضوع المختار باستعمال عدسة الكاميرا”.
وتؤكّد جرجار أنّ التصوير الفوتوغرافي يمثِّل هوايتها الأولى التي تمكّنت من تعلّمها وإتقانها بجهد شخصيّ من أجل استخدامها في المحافظة على ذاكرة بعض المدن الجزائرية القديمة التي توشك على الاندثار.
وتراهن سلمى على جودة الصّور الملتقطة لتسجيل أدقِّ التفاصيل المرتبطة بالمكان، فضلا عن الحسّ الفني الذي تشكّل لديها بحكم الخبرات والتجارب التي راكمتها عبر مرور السنوات.