بلينكن في مهمة خفض التوتر في المنطقة المغاربية

الجزائر - يقوم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل بزيارة لإسرائيل والمغرب ثم الجزائر، حيث سيتصدر ملف أنبوب الغاز المغاربي، بحسب موقع أميركي، أجندة الزيارة.
وأفاد موقع “أكسيوس” الأميركي بأن “وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيقوم بزيارة الأسبوع القادم لإسرائيل والمغرب والجزائر”، وهي زيارة تكتسي أهمية بالغة، قياسا بالوضع الذي تعيشه المنطقة، والعلاقات المتوترة بين الجزائر والرباط، فضلا عن الأزمة الأوكرانية التي ألقت بظلالها على سوق الغاز العالمي.
ولفت الموقع إلى أن زيارة بلينكن للمنطقة تؤكد استمرار الاهتمام الأميركي بقضايا المنطقة، خاصة وأن واشنطن تعمل على تقويض النفوذ الروسي، في ظل الصراع المتجدد بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية.
وباتت الولايات المتحدة تولي أهمية بالغة لمصادر التموين بالغاز من أجل تقويض النفوذ الروسي، حيث سبق لواشنطن خلال الأيام الماضية أن بحثت المسألة مع عدد من الدول المنتجة، خاصة في منطقة الخليج العربي.
وكانت الجزائر قد عبّرت عن رغبتها في ضخ إمكانيات إضافية في الأسواق الأوروبية، تلبية للطلبات المتزايدة، لكن وقوعها تحت طائلة الضغط الروسي قد يعيق رغبتها، كما أن إصرارها على الاستمرار في وقف التوريد عبر الخط المغاربي المار عبر الرباط إلى إسبانيا، لم يقدم التطمينات اللازمة التي يبحث عنها الشركاء الأوروبيون.
ويرى متابعون للشأن الدبلوماسي في المنطقة أن الولايات المتحدة تبحث عن الاستقرار في المنطقة وتخفيف حدة التوتر القائم بين الجزائر والرباط، وبين الجزائر وتل أبيب، لاسيما وأن الدبلوماسية الجزائرية تخوض حملة معادية لإسرائيل، للحيلولة دون التحاقها بالاتحاد الأفريقي كعضو مراقب.
ولا يستبعد هؤلاء أن تكون مسألة عودة ضخ الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر الأنبوب المغاربي، ضمن الأولويات التي سيبحثها بلينكن مع القادة الجزائريين، كونه يمثل الآلية العملية الوحيدة المتاحة في الظرف الراهن لضمان ضخ كميات إضافية من الغاز الجزائري إلى أوروبا.
كما لا يستبعدوا أن يكون التوتر القائم بين الجزائر وإسرائيل ضمن الأجندة التي يحملها رئيس الدبلوماسية الأميركية للمنطقة، خاصة في ظل التقارب المسجل بين تل أبيب وعدد من العواصم العربية، في إطار خيار التطبيع العربي – الإسرائيلي المنتهج في الآونة الأخيرة.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي في أعقاب زيارة مماثلة قادت نائبته ويندي شيرمان إلى المنطقة، حيث التقت وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، لكنها لم تحقق على ما يبدو طموح الجزائريين لموقف أميركي أكثر حيادية تجاه قضية الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة بوليساريو، لاسيما بعد أن أكدت المسؤولة الأميركية في الرباط “عقلانية المقاربة المغربية لحل النزاع”.
ويبدو أن الإدارة الأميركية تريد من خلال تكثيف نشاطها في المنطقة خلال الآونة الأخيرة، تهدئة التوتر القائم في المنطقة، من أجل التفرغ لمعركتها الأساسية في أوكرانيا والصراع مع روسيا، لاسيما وأن المنطقة يمكن أن تكون أكثر استقرارا وتعاونا مع الأميركيين، لولا الأزمة التي تفجرت فيها بسبب الصراع في الصحراء والتطبيع المغربي – الإسرائيلي.
وزاد ما وصفته الجزائر بـ”الانقلاب” الإسباني في قضية الصحراء، من حدة التوتر وأعاد مسألة التموين بالغاز إلى الواجهة من طرف دوائر سياسية وإعلامية في مدريد، بسبب المخاوف من إمكانية استغلال الجزائر للغاز كسلاح ضغط على الإسبان جراء الموقف المستجد في نزاع الصحراء، بعد تأكيد مدريد دعمها للمقاربة المغربية.
ويبدو أن رئيس الدبلوماسية الأميركية سيضع في أجندته مسألة الموقف الجزائري – المغربي بشأن الصراع الروسي – الأميركي في الأزمة الأوكرانية، حيث امتنعت الأولى عن التصويت خلال عرض لائحة الإدانة في الأمم المتحدة، بينما غاب الثاني عن الجلسة، وهو الموقف الذي يكون قد أزعج الأميركيين، لأنه يتراوح بين النأي بالنفس عن الصراع وبين دعم ضمني لموسكو.