عدم الانضباط ظاهرة يرسخها الفلاسفة والأدباء

الرباط – في كتابه الجديد بعنوان “مسارات عدم الانضباط” يرصد الباحث المغربي إدريس كسيكس مختلف مسارات ظاهرة عدم الانضباط متطرقا لنماذج فنانين وعلماء وأدباء أو ببساطة لأشخاص متحمسين “مقاومين بشدة للعقائد، ينطلقون في البحث عن المعنى دون التظاهر بإعطائه”.

وحاول المؤلف، من خلال كتابه، تعريف “عدم الانضباط “، من خلال تسليط الضوء على بورتريهات لعدد من المفكرين، من بينهم الراحلة فاطمة المرنيسي. كما قدم للقراء باقة من الاقتباسات الفلسفية حول هذا الموضوع، لاسيما للكاتب الياباني هاروكي موراكامي موضحا أنه “تعلم الجوانب المتعددة للإنسان من خلال الممارسة، أكثر بكثير مما تعلمه في الجامعات”.

ويلفت كسيكس إلى أن هذا الكتاب هو ثمرة تفكير نضج على مدى أكثر من عشر سنوات، مضيفا أن كتابته التي امتدت لثلاث سنوات تتمحور حول مفهوم “عدم الانضباط” الذي “غالبا ما ينظر إليه بطريقة سلبية” تقودنا نحو رفضه.

ويشير إلى أن “عدم الانضباط”، المعتمد بشكل أكثر تعقيدا وأوسع نطاقا، يمكن من الخروج عن المألوف وعن الأطر المحددة من أجل الملاحظة بشكل أوسع، موضحا أن هذا المؤلف يسلط الضوء على بورتريهات لبعض الشخصيات، من فلاسفة وكتاب ومفكرين، التي “تميز نهجها العلمي بعدم الانضباط”.

وفي تعليقها على الكتاب قالت أستاذة علم اجتماع الأدب كوثر شقشاق، إن كتاب إدريس كسيكس هو “بادرة لكاتب يفتح مسارات للتفكير لأي فرد منخرط في المجال الفكري المغربي”.

وأوضحت أن هذا المؤلف “يوضح مختلف المسارات التي يجب اتباعها أو تفاديها عندما يتعلق الأمر بممارسة عدم الانضباط”، مشيرة إلى أن الكتاب يعد “نص أمل يرحب بالتعقيد الفلسفي لعدم الانضباط”.

وإدريس كسيكس مؤلف وكاتب مسرحي، ومدير مركز أبحاث “إيكونوميا” التابع لمعهد الدراسات العليا للتدبير، يشتغل على أعمال يتقاطع فيها الفن والثقافة والإعلام والفضاء العام. وسبق للسيد كسيكس أن حصل على جائزة الأطلس الكبير سنة 2015 عن كتاب “مهنة المثقف – حوارات مع 15 مفكرا مغربيا” (2014) الذي شاركت فاضمة آيت مس في تأليفه.