"باكو" سيارة تونسية تسير بنعمة الشمس

مهندس تونسي يبتكر وسيلة نقل بديلة أكثر مراعاة للبيئة.
الجمعة 2022/03/11
قريبا رباعية العجلات

يقال إن الصدفة أم الاختراعات، لكن الخبرة ضرورية أيضا، فالمهندس التونسي الذي عمل طويلا مع شركات عملاقة لصنع السيارات قادته جائحة كورونا إلى ابتكار سيارة بثلاث عجلات تعمل بالطاقة الشمسية، في انتظار صناعة سيارة أخرى رباعية العجلات.

تونس - صمم المهندس التونسي بوبكر سيالة سيارة كهربائية بثلاث عجلات تعمل بالطاقة الشمسية، وذلك على أمل أن تكون بداية لإنتاج ضخم لوسيلة نقل بديلة أكثر مراعاة للبيئة وموفرة جدا لسكان المدينة.

فبتكلفة بسيطة جدا، صنع فريق من المهندسين التونسيين السيارة بالكامل، حيث صمموا محركها ليعمل حوالي 17500 كيلومتر سنويا بالطاقة الشمسية، بحسب سيالة.

وقال بوبكر سيالة، مؤسس شركة باكو موتورز، “باكو موتورز هي أول سيارة تونسية مصممة 100 في المئة بقدرات مهندسين تونسيين، تشتغل بالطاقة الكهربائية والطاقة الشمسية”.

وأضاف المهندس العائد من أوروبا، بعد أن اشتغل في تصنيع السيارات مع شركات عملاقة مثل بي.أم دبليو، أن “سيارة باكو موتورز تتمتع بميزة هي التقليل من كلفة الاستعمال، لأن هناك الخلايا الضوئية التي تحوّل الطاقة الشمسية إلى البطاريات مباشرة، وتخول السيارة التي تصلح أيضا لخدمات التوصيل لسائقها أن يتنقل على مدى 50 كيلومترا في اليوم مجانا، يعني 17500 كيلومتر في العام، ونحن نعرف غلاء الوقود ومشاكل المحروقات، فبهذه السيارة التي تسير بالطاقة النظيفة تستطيع تخفيض كلفة التنقل إلى 10 مرات، مقارنة بالسيارة التي تشتغل بالوقود”.

جاءت فكرة النموذج الأولي للمؤسس والرئيس التنفيذي للشركة الناشئة التونسية – الألمانية “باكو موتورز” بوبكر سيالة أثناء جائحة كورونا، فأنتج نموذجا مخصصا لخدمات التوصيل والنقل داخل المدن.

عن ذلك قال المهندس سيالة “الفكرة بدأت أثناء الحجر الصحي بسبب كوفيد، كنت أنا وابني إبراهيم دائما نخرج بالدراجات، وفي الكثير من الأوقات يتعب بسبب المرتفعات، فقال لي لماذا لا نغير الدراجة إلى دراجة كهربائية؟ وعندما غيرناها اكتشفت أنها ليست بالعملية الصعبة، لذلك قلنا لماذا لا نغير السيارات من الوقود إلى الكهرباء؟ ثم قررنا أن نصنع سيارة كهربائية من الصفر، ومن هنا بدأ الحلم”.

وبينما يشير إلى أجزاء السيارة أثناء تصنيعها، قال منذر زواري، مدير عمليات بشركة باكو موتورز، “هذه قوالب الأبواب، وهي في طور التحضير، وهناك المجسم الكبير وهو جسم السيارة، ويعتبر قالبا واحدا لنستطيع في المستقبل بعث سلسلة الإنتاج بالنسبة لهذه السيارة”.

الحلم بدأ يتحقق
الحلم بدأ يتحقق

وعن سبب تسمية السيارة باكو قال سيالة “اخترت هذا الاسم لأن والدتي رحمها الله كانت تناديني دائما ‘باكو’ وأردت أن أخلد ذكرها”.

وبنهاية عام 2023، سيكون المهندس بوبكر وفريقه قد أكملوا إنتاج سيارة بأربع عجلات بنفس المواصفات للاستخدام العام.

وعن ذلك قال “من ميزات باكو موتورز أننا صممنا المحرك في داخل العجلة، فالمحرك داخل كل العجلات، وهذه التقنية سنطبقها على السيارة التي سننتجها في آخر سنة 2023، والتي ستكون بأربع عجلات وستكون سيارة سياحية لعامة الشعب”.

وأضاف أن السيارة لا ترتبط قيادتها بوجود أشعة الشمس فقط، بل يكفي توفر النور، أي أن قيادتها لا ترتبط بيوم مشمس، وتتوفر أيضا على بطاريات كهربائية يتم شحنها بالكهرباء، وإذا ما تركها صاحبها أمام مقر عمله أو بيته، فإنها تشحن بالطاقة الشمسية تلقائيا. وتعتمد السيارة على نظام  قيادة أوتوماتيكي، وسعر ضريبة الجولان الخاص بها هو 35 دينارا، أي ما يعادل 15 دولارا أميركيا.

وأضاف “نحن على الكرة الأرضية أصبحنا كلنا غير راضين على وجود دخان السيارات، وسيارة باكو تعطي فرصة ليستطيع الناس القيادة في بيئة نظيفة وسليمة باستعمال طاقة مستدامة متجددة، هي الطاقة الشمسية”.

ولا ينكر صاحب أول سيارة تعمل بالطاقة الشمسية في تونس أنه تعرض لعثرات وعراقيل، لكنه تحداها وأصر على تحقيق الحلم.

وأوضح سيالة أن هذه السيارة ستخلق مواطن شغل مباشرة وغير مباشرة، وهي متعددة الاستعمالات سواء في المجال السياحي أو في مجال النقل، وقابلة للاستخدام في المهن الصغرى، مبينا أنها ستساهم في جودة الحياة وستقلص التلوث باعتبارها تعمل بطاقة نظيفة.

20