الجزائر تستعد لتنفيذ استثمارات قطرية وكويتية ضخمة

الجزائر - أعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عن قرب موعد تنفيذ مشاريع استثمارية قطرية وكويتية "ضخمة"، تشمل إطلاق مشروع عملاق في السكك الحديدية والزراعة والعمران، ضمن تفاهمات جرى التوصل إليها خلال زيارته الأخيرة إلى الدولتين قبل أسبوع.
وكلف تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء الأحد الحكومة بـ"إنشاء لجنة تحضير ومتابعة يومية، للمشاريع الاستثمارية مع الشركاء في دولتي قطر والكويت، حيث ستجري مناقشتها قريبا ضمن لجان مشتركة كبرى، في قطاعات الصناعة والفلاحة والسياحة والنقل والسكن".
وستتولى اللجنة رفع العراقيل الإدارية وتوفير مناخ مرافق لتنفيذ المشاريع الاستثمارية، التي جرى الاتفاق عليها خلال الزيارة الأخيرة للرئيس تبون إلى كل من قطر والكويت.
وقال بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية "أعرب الرئيس عن ارتياحه للمستوى المتميز، الذي بلغته العلاقات الثنائية مع هذين البلدين (قطر والكويت)، اللذين يؤكدان باستمرار، على الإرادة التي تحدوهما للرقي بالتعاون الثنائي إلى أعلى المستويات".
وحسب البيان، وجه تبون وزير النقل بإطلاق الدراسات الفنية، لمد خطوط السكة الحديدية وتوسيع شبكتها من الشمال إلى أقصى جنوب البلاد (بين العاصمة وتامنراست وأدرار)، التي تبعد نحو 2000 كيلومتر عن العاصمة.
وكان تبون أعلن خلال زيارته إلى كل من قطر والكويت الأسبوع الماضي، عن حصوله على دعم قطري لتنفيذ مشاريع تخص مد شبكة السكك الحديدية الوطنية، إلى كل من تامنراست وأدرار أقصى جنوبي الجزائر، على مسافة تقارب الألفي كيلومتر، وتمتد إلى خارج الوطن باتجاه دول الساحل كالنيجر، إضافة إلى استثمارات قطرية كبيرة في مجال تجديد واجهات المدن وتجديد ميناء جنجن بجيجل، وهو المشروع الذي يهدف إلى جعله أحد أبرز الموانئ في أفريقيا، عدا عن الاستثمار في مشاريع استثمارية كبيرة في قطاع الزراعة.
وسبق أن وعد تبون خلال حملته الانتخابية في رئاسيات 2019، سكان مدن الجنوب وعاصمة الصحراء تامنراست بمد خط سكة حديد للقطارات السريعة، تمكّن سكان الصحراء من التنقل إلى الشمال في ظرف ساعات، وهو المشروع الذي بقي سكان تامنراست يجددون المطالبة به في كل مناسبة.
كما كلف تبون وزير السكن بإطلاق الدراسات الفنية بهدف الشروع في تجديد الواجهة البحرية للجزائر العاصمة، وتحديث النسيج العمراني لمدن سكيكدة وعنابة وقسنطينة (شرق) ووهران (غرب). وهي مشاريع تعهدت قطر بتقديم وضخ استثمارات بشأنها.
ولفت البيان إلى أن الرئيس كلف وزير الفلاحة بتحضير أحسن الظروف، لتجسيد مشاريع استثمارية واعدة مدرة للثروة ومناصب الشغل، منها إنتاج الحليب واللحوم الحمراء والزيوت والسكر.
وأعلن الرئيس تبون عن بدء الاستعدادات لبناء مستشفى عصري، بشراكة جزائرية - قطرية - ألمانية، وذلك ضمن مخرجات زيارته الأخيرة إلى قطر.
وحث وزارة الصحة على إيجاد صيغ جديدة للتعاون الدولي في مجال التكفل الطبي ببعض الحالات التي يصعب علاجها، من خلال استقدام أطباء ضمن بعثات طبية من دول متطورة جدا، لاستفادة أكبر عدد من المرضى واكتساب الخبرة.
وكشف خلال اجتماع مجلس الوزراء عن نجاح هيئة وزارية مشتركة مكلفة برفع العراقيل البيروقراطية عن المشاريع الاستثمارية الخاصة، في رفع القيود عن 18 مشروعا استثماريا إضافيا، عدا عن دخول 21 مشروعا آخر سمحت بتوفير 1083 منصب شغل إضافي، ليبلغ مجموع المشاريع التي حررت من القيود والتعطيلات 431 مشروعا منذ ثلاثة أشهر.
وأمر تبون رئيس الحكومة أيمن عبدالرحمن بالتنسيق بين وزير المالية عبدالرحمن راوية ووسيط الجمهورية إبراهيم مراد، لإنهاء آخر ملفات الاستثمارات العالقة في أقرب وقت ممكن، من خلال إزالة كل العقبات، خاصة المتعلقة بالبنوك، وتحضير تقرير نهائي حول خارطة المشاريع الاستثمارية التي تخص التخصصات ومناصب الشغل المستحدثة، إضافة إلى تنصيب "خلية اليقظة" لمنع استيراد المواد المنتجة محليا، حماية للصناعة الوطنية.
وفي العشرين من فبراير الجاري أجرى الرئيس الجزائري زيارة رسمية إلى دولة قطر، وشارك في القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في الدوحة.
وخلال وجوده بقطر، وقّع البلدان مذكرة تفاهم لتوسيع مصنع للحديد والصلب أقيم بشراكة ثنائية، ورفع إنتاجه من 2 إلى 4 ملايين طن سنويا.
وتعتبر قطر أول بلد عربي مستثمر في الجزائر، من خلال مصنع الحديد والصلب بلارة بولاية جيجل (شرق) بأكثر من ملياري دولار، ومشغل الهاتف الجوال "أوريدو" عبر فرع بالجزائر.
وبعد قطر حل تبون في زيارة رسمية إلى الكويت، صرّح خلالها بأن الجزائر لن تقبل المساس بأمن دول الخليج، وإن ما يمس هذه البلدان العربية يمس بلاده.