أعراض رئيسية لسرطان المبيض تجهلها النساء ويشخصها الأطباء بمتلازمة القولون العصبي

الانتفاخ وآلام البطن والشعور بالشبع من العلامات الرئيسية للمرض.
الخميس 2022/02/24
الأطباء قد يبحثون عن علامات لوجود أورام تشير إلى الإصابة بسرطان المبيض

تتشابه أعراض سرطان المبيض مع أعراض متلازمة القولون العصبي، ويؤدي سوء التشخيص إلى انتشار المرض في كامل أنحاء جسم المريضة ما يجعل السيطرة عليه أمرا صعبا. وغالبا ما يتم تشخيص المرض في المراحل المتأخرة الأمر الذي يؤدي إلى وفاة نحو ثلث النساء في السنة الأولى بعد التشخيص.

لندن- وجدت دراسة استقصائية أجرتها منظمة “تارغت أوفارين كنسار” أن غالبية النساء لا يعرفن الأعراض المنذرة لسرطان المبيض، ما يؤثر على معدلات البقاء على قيد الحياة.

وقالت المنظمة الخيرية إن ثلاثة أرباع النساء لا يعرفن أن الانتفاخ هو أحد الأعراض الرئيسية لسرطان المبيض. وأظهر استطلاع الرأي الذي أجرته المنظمة، والذي شمل 1000 امرأة، أن 79 في المئة منهن لا يعرفن أن الانتفاخ عارض رئيسي لسرطان المبيض.

ووجد الخبراء أيضا أن 68 في المئة منهن غير مدركات لكون آلام البطن علامة محذرة للإصابة بالسرطان الخبيث، و97 في المئة منهن لا يدركن أن الشعور بالشبع هو أيضا من علامات المرض الرئيسية.

أنوين جونز: نحن بحاجة إلى جعل الحملات الإعلانية الكبيرة المدعومة من الحكومة حقيقة واقعة

وأشارت نتائج الاستطلاع أيضا إلى أن معظم النساء، 99 في المئة منهن، لا يعرفن أن الحاجة إلى التبول بشكل أكثر إلحاحا هي أيضا من العلامات الرئيسية لسرطان المبيض. كما أن الأطباء العامين يشخصون هذه الأعراض في غالبية الأحيان بمتلازمة القولون العصبي.

ووجد الاستطلاع أن نحو 40 في المئة من النساء يعتقدن بشكل خاطئ أنه يمكن اكتشاف سرطان المبيض عن طريق فحص عنق الرحم. ويقتل سرطان المبيض نحو ثلث النساء في السنة الأولى بعد التشخيص وغالبا ما يتم تشخيصه في المراحل المتأخرة.

وأوضحت أنوين جونز الرئيسة التنفيذية للمنظمة أن “معرفة الأعراض أمر بالغ الأهمية للجميع. نحن بحاجة إلى جعل الحملات الإعلانية الكبيرة المدعومة من الحكومة حقيقة واقعة”.

وتابعت “إذا قمنا بذلك، فسيتم تشخيص عدد أقل من الأشخاص في وقت متأخر، وسيحتاج عدد أقل إلى العلاج الجراحي، وفي النهاية سيموت عدد أقل من سرطان المبيض بلا داع”.

ويعرف سرطان المبيض بأنه نمو للخلايا المتكونة في المبيضين، وتتضاعف هذه الخلايا سريعا ويمكن أن تغزو أنسجة الجسم السليمة وتدمرها، ولا يعرف ما هو المسبب الرئيسي للمرض حتى الآن.

ويشار إلى أنه عند بداية الإصابة بسرطان المبيض، قد لا تظهر أي أعراض ملحوظة، وعند ظهورها غالبا ما تُنسب إلى حالات مرضية أخرى أكثر شيوعا.

وقد تشمل أعراض سرطان المبيض، بخلاف الانتفاخ وآلام البطن والشعور بالامتلاء (الشبع السريع عند تناول الطعام) والحاجة الملحة إلى المرحاض، فقدان الوزن والشعور بالانزعاج في منطقة الحوض والإرهاق وألم الظهر وتغيرات في وتيرة التغوط كالإصابة بالإمساك.

وقد يختبر الطبيب دم المريضة بحثا عن علامات لوجود أورام تشير إلى الإصابة بسرطان المبيض. فيمكن مثلا أن يكشف اختبار مستضد السرطان 125 عن البروتين الذي يوجد غالبا على سطح خلايا سرطان المبيض. ولن يعرف الطبيب من خلال هذه الاختبارات ما إذا كنتِ مصابة بالسرطان أم لا، لكنها قد تساعد في التشخيص والتنبؤات بخصوص سَيْر المرض.

◙ العلاج الهرموني يستخدم عقاقير معينة لمنع آثار هرمون الإستروجين على الخلايا السرطانية في المبيض

وفي بعض الأحيان لا يستطيع الطبيب التيقن من التشخيص حتى يُجري جراحة لاستئصال مبيض وفحصه بحثا عن مؤشرات الإصابة بالسرطان.

وقد يوصي الطبيب باختبار عينة من الدم للبحث عن تغييرات في الجينات تزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض. وإذا اكتشف الطبيب أي تغيير وراثي في الحمض النووي للمريضة، فسيساعد ذلك على اتخاذ القرارات المناسبة بشأن خطتها العلاجية.

وعند التأكد من الإصابة بسرطان المبيض، سيستخدم الطبيب معطيات الاختبارات التي أجراها لتحديد المرحلة التي وصل إليها السرطان. وتتراوح مراحل الإصابة بسرطان المبيض من المرحلة 1 إلى 4. وتُشير أدنى مراحل السرطان إلى انحساره في المبيضين. أما المرحلة الرابعة فتُشير إلى انتشار السرطان في مناطق بعيدة في الجسم.

ويجمع علاج سرطان المبيض عادة بين الجراحة والعلاج الكيميائي. وقد تُستخدَم العلاجات الأخرى في حالات معينة. وتشمل عمليات استئصال سرطان المبيض جراحة لاستئصال مبيض واحد، وجراحة استئصال المبيضين وجراحة استئصال المبيضين والرحم.

وفي حالات السرطان المبكر التي لم ينتشر فيها المرض خارج مبيض واحد، قد تستلزم الجراحة استئصال المبيض المصاب وقناة فالوب المرتبطة به. وقد يحافظ هذا الإجراء على قدرة المرأة على الإنجاب.

◙ في المئة من النساء لا يعرفن أن الانتفاخ عارض رئيسي لسرطان المبيض

وإذا كان السرطان قد أصاب المبيضين دون ظهور مؤشرات سرطانية إضافية، فقد يزيل الجراح كلا المبيضين وقناتي فالوب. ولن تؤثر هذه الجراحة على الرحم، ولذلك يمكن أن تحمل المرأة باستخدام الأجنة أو البويضات المجمدة أو ببويضات من متبرعة.

أما إذا كان السرطان الذي أصابها تفشى بصورة أكبر أو كانت لا ترغب  في الاحتفاظ بقدرتها على الإنجاب، فسيستأصل الجرّاح المبيضين وقناتي فالوب والرحم والعقد اللمفاوية القريبة وثنية من النسيج الدهني في البطن.

وإذا كان السرطان في مراحل متقدمة، فقد يوصي الطبيب بإجراء جراحة لاستئصال أكبر قدر ممكن من السرطان. وأحيانا ما يُوصف العلاج الكيميائي قبل الجراحة أو بعدها في هذه الحالة.

والعلاج الكيميائي هو علاج دوائي يستخدم موادا كيميائية لقتل الخلايا سريعة النمو في الجسم، ومنها الخلايا السرطانية. ويمكن حقن أدوية العلاج الكيميائي في الوريد أو تناولها عبر الفم. وغالبا ما يستخدم العلاج الكيميائي بعد الجراحة لقتل أي خلية سرطانية قد تظل موجودة. ويمكن استخدامه أيضا قبل الجراحة.

وفي بعض الحالات يمكن تسخين أدوية العلاج الكيميائي وحقنها في البطن أثناء الجراحة (ويسمى هذا الإجراء العلاج الكيميائي مفرط الحرارة داخل الصفاق). وتترك الأدوية في الجسم لمدة محددة قبل سحبها منه. وبعد ذلك، تُستكمل العملية الجراحية.

وتركز العلاجات الدوائية الاستهدافيّة على نقاط ضعف محددة موجودة داخل الخلايا السرطانية. ومن خلال مهاجمة نقاط الضعف تلك، يمكن أن تتسبَّب العلاجات الدوائية الاستهدافية في القضاء على الخلايا السرطانية.

سرطان المبيض يقتل نحو ثلث النساء في السنة الأولى بعد التشخيص وغالبا ما يتم تشخيصه في المراحل المتأخرة

وإذا كانت المريضة تفكر في الخضوع إلى العلاج الاستهدافي للقضاء على سرطان المبيض، فسيفحص الطبيب الخلايا السرطانية لديها لتحديد نوع العلاج الاستهدافي الذي من المحتمل أن يعالج السرطان.

ويستخدم العلاج الهرموني عقاقير معينة لمنع آثار هرمون الإستروجين على الخلايا السرطانية في المبيض، حيث تستخدم بعض هذه الخلايا الإستروجين لكي تنمو، وبالتالي فإن إعاقة الإستروجين يمكن أن تساعد في السيطرة على السرطان.

ويمكن أن يكون العلاج الهرموني من الخيارات المناسبة لبعض أنواع سرطانات المبيض بطيئة النمو. كما يمكن أن يكون خيارا مناسبا للمرأة إذا عاود السرطان الظهور بعد تلقي العلاجات الأولية.

17