صواريخ حزب الله "الدقيقة" ومسيّراته المحلية تزيد من عزلة لبنان

نصرالله يؤكد أن الجماعة المدعومة من إيران لأول مرة أصبحت تمتلك القدرة على تحويل الآلاف من صواريخها إلى صواريخ دقيقة وباتت تنتج الطائرات المسيّرة.
الأربعاء 2022/02/16
نصرالله يتجه نحو التصعيد ويهاجم دول الخليج

بيروت - قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصرالله اليوم الأربعاء إن الجماعة المدعومة من إيران لأول مرة أصبحت تمتلك القدرة على تحويل الآلاف من صواريخها إلى صواريخ دقيقة، وباتت تنتج الطائرات المسيّرة.
وقال نصرالله في خطاب لأنصاره "أقول للعدو أصبحت لدينا قدرة على تحويل صواريخنا المتواجدة عندنا بالآلاف إلى صواريخ دقيقة، وبدأنا بذلك، وحولنا صواريخنا إلى دقيقة".
وأضاف "نحن منذ مدة طويلة بدأنا بتصنيع المسيّرات في لبنان واللي بدو يشتري يقدم طلب".
وتحدث نصرالله عن فشل ما تسميه إسرائيل المعركة بين الحروب، قائلا إن "العدو يعرف أنه يصل إلى المقاومة سلاح نوعي من إيران، لذلك يحاول إيقاف ذلك من خلال القصف في سوريا".
وقال "نحن ننتظر العدو وإن شاء الله وبعونه وقوة المقاومين ووعيهم قد نكون أمام عملية أنصارية 2، لأن العدو لا يثق بالعملاء بل سيرسل ضباطه وجنوده ونحن ننتظره"، في إشارة إلى كمين لحزب الله في بلدة أنصارية ضد وحدة الكوماندوز البحري الإسرائيلي عام 1997، والذي أسفر عن مقتل 12 جنديا إسرائيليا.
وكشف عن بدء حزب الله بتصنيع المسيّرات قائلا "نحن منذ مدة طويلة بدأنا بتصنيع المسيّرات، ولا توجد أي قيمة لتلك المعركة بين الحروب التي تقوم بها إسرائيل، وأمام الحاجة والتهديد نحن نبحث عن كل الفرص".
وأعلن أن "إسرائيل على طريق الزوال والمسألة مسألة وقت ليس أكثر، ومستقبل المنطقة مستقبل مختلف عما يبني عليه الآخرون حساباتهم".
وخاض حزب الله وإسرائيل حربا ضارية استمرت أكثر من شهر في عام 2006، وفي السنوات التي تلت ذلك وقع تبادل إطلاق النار أحيانا عبر الحدود الجنوبية للبنان.
وبينما يمتلك الجيش الإسرائيلي ترسانة عسكرية متفوقة على ما يمتلكه مقاتلوا حزب الله، تخشى إسرائيل أن يتمكنوا في حرب مستقبلية من استخدام صواريخ دقيقة التوجيه لضرب أجزاء من بنيتها التحتية مثل الموانئ أو محطات الطاقة.
وقالت إسرائيل في الماضي إنها أسقطت عدة طائرات مسيّرة تابعة لحزب الله عبرت المجال الجوي الإسرائيلي. ويقول حزب الله إن زيادة قدراته المضادة للطائرات المسيّرة أدت إلى انخفاض وتيرة تحليق الطائرات الإسرائيلية دون طيار.
ونشرت إسرائيل الأسبوع الماضي أسماء ثلاث شركات لبنانية اتهمتها بتوريد مواد لمشروع حزب الله الصاروخي دقيق التوجيه، في خطوة تهدف إلى إحداث ضغوط اقتصادية دولية عليها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان "حزب الله يعرّض للخطر مواطني لبنان والدولة اللبنانية"، مضيفا أن إسرائيل "ستتصرف بحزم في مواجهة المشروع الإيراني الدقيق الذي يعمل من قلب لبنان".
وتورط حزب الله في تعميق الأزمة السياسية في لبنان. كما أساء لمحيطه العربي، وذلك بالتهجم على دول الخليج والتدخل في عدد من الساحات العربية مثل اليمن وسوريا.
ولا يزال حزب الله مستمرا في تدخلاته، رغم الشروط التي وضعتها الدول الخليجية في مبادرتها لحل الأزمة مع لبنان، حيث قال نصرالله إن "الدول المطبعة التي ترسل أموالها إلى كيان العدو تخدم إسرائيل وتحاول أن تضخ الحياة فيها"، في إشارة إلى الإمارات والبحرين اللتين عقدتا اتفاقية سلام مع إسرائيل.
ويرى مراقبون أن الخطاب التصعيدي لحزب الله ستكون له تداعيات كارثية على الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان، رغم الجهود التي تبذلها حكومة نجيب ميقاتي لتخفيف التوتر مع الخليج والغرب.