الدي.جي ليل.. بحرينية تنسق أسطوانات التحدي

ليلى رستم تطمح إلى أن تكون على قدم المساواة مع نظرائها الذكور وأن تحظى بأجر واحترام مساويين لما يحصلون عليه.
الثلاثاء 2022/02/15
أنغام ناعمة

تنسيق الأسطوانات الموسيقية عالم جديد على الشباب في دول الخليج، لكن الفتاة البحرينية ليلى رستم سارعت لاقتحام هذا العالم الليلي رافعة التحدي ومواجهة المصاعب إلى أن نحتت لنفسها اسم “دي.جي ليل” وصارت تحيي الحفلات في العديد من الدول.

المنامة ـ عندما كانت مراهقة في أواخر التسعينات، كانت البحرينية ليلى رستم تأخذ شرائط الكاسيت القديمة وتنسق أغانيها المفضلة وتشغلها لعائلتها لساعات خلال تجمعاتها.

وتقول ليلى، المعروفة باسم ليلى سهراب وتشتهر مهنيا بوصف دي.جي ليل، إنها شغوفة بالموسيقى منذ نعومة أظفارها، لكن اختيارها العمل بها لم يكن يخلو من التحديات.

فقد واجهت اعتراضات من أُسرتها واستنكارا من مجتمعها المحافظ.

كما أنها تتذكر التحديات الجمة التي واجهتها من موسيقيين آخرين يعملون في نفس المجال.

وبدأت رحلتها مع التنسيق الموسيقي منذ 2001 مستعملة أجهزة متواضعة جدا، نظرا لأنها لم تكن تملك الإمكانيات المادية التي تمكنها من اقتناء الأجهزة والتقنيات المتطورة، لكنها واصلت مشوارها معتمدة على موهبتها وعشقها للموسيقى.

وعن ذلك قالت ليلى “في بداياتي كان الأمر صعبا بالفعل بسبب طبيعة العمل والسهر في الليل بالنسبة إلى الفتاة في مجتمعنا الخليجي، ولكن لأن أهلي يثقون بي، ولأنني أتمتع بشخصية مستقلة، أستطعت أن أواصل في هذا المجال الذي يحتكره الشباب، وقد فتحت عالم الدي.جي أمام النساء في دول الخليج، وازداد إقبالهن عليه بشكل كبير مع الوقت”.

ولاسترضاء والديها اضطرت ليلى للعمل في وظيفة دائمة يومية لمدة 17 عاما. وتتذكر في هذا الإطار الكثير من الليالي التي كانت تقضيها بلا نوم تقريبا حيث كان عليها أن تنهي عملها بالموسيقى في حدود الساعة الثالثة فجرا بينما عليها أن تتوجه لعملها المعتاد بعد بضع ساعات في الصباح.

وعن ذلك قالت “عملت كمنسقة موسيقى دي.جي في المساء، وكانت لدي وظيفة يومية لمدة 17 عاما، أردت أن أسعد أبي وأمي.. قلت لهما سأحصل على وظيفة يومية تحقيقا لما تريدانه، لكنني سأتبع شغفي أيضا”.

وتقول ليلى إن هذه المهنة ليست سهلة على النساء خاصة لأنها تتطلب جهدا ذهنيا ونفسيا وبدنيا والعمل واقفة طيلة السهرة، خاصة في بداياتها خاصة وأنها لا تمتلك الخبرة في التعامل مع نظرات الناس المختلفة، وتذكر أنها تعرضت للإهانات في بدايتها واستهجان بعض الحاضرين، لكنها كانت تقبل بكل الحفلات لأنها كانت تريد أن تثبت وجودها، تقول “مع الوقت تطورت في عملي وذاع صيتي، وحققت اسما لامعا في هذا الوسط وتغيرت نظرة الناس لصالحي”.

وآتت مثابرتها ثمارها في النهاية لتتمكن ليلى، دي.جي ليل، من بناء مسيرة ناجحة لنفسها خلال أكثر من 24 عاما أصبحت بعدها خيارا شائعا لحفلات الزفاف والمناسبات حيث تعزف لجمهور يقدر بالآلاف.

وحصلت على أول حفل لها في دبي عام 2008، مما فتح لها الأبواب للانطلاق إلى دول أخرى مثل السعودية وعمان وفرنسا وإيطاليا.

وقالت ليلى “نحن هنا لنغير الآراء، أريد أن أغير الآراء، أريد من الناس أن يثقوا فينا ويحبوننا. لا أعتقد أنني حققت هدفي بعد، أحاول أن أجتهد كل يوم لأتغلب على نفسي ولكي أكون شخصا أفضل وأقوم بعمل أفضل، ولتقديم إيقاعات لطيفة”.

ورغم أن ليلى تؤكد أن هذه المهنة الليلية لم تؤثر على أنوثتها لأن المرأة تستطيع أن تشتغل في كل المجالات، إلا أنها تقر في نفس الوقت بأنها سرقتها من حياتها العائلية.

وتقول “منذ أن بدأت العمل في عالم الموسيقى وحياتي ركض وتعب وسهر ومنافسة وكفاح، حتى حققت اسما وشهرة واسعين، وأعتقد أن كل ذلك لم يكن ليتحقق إلا على حساب أشياء أخرى، فلم أكن أملك الوقت والطاقة لتحقيق كل شيء، خاصة أنني اعتدت أن أرتب أهدافي بحسب قائمة في شكل أولويات”.

وتضيف أنه مازال هناك الكثير الذي يتعين إنجازه. فهي تستهدف أن تكون على قدم المساواة مع نظرائها الذكور وأن تحظى بأجر واحترام مساويين لما يحصلون عليه.

20