جوائز غويا السينمائية الإسبانية تتوج فيلم "إل بوين باترون"

خافيير بارديم وكيت بلانشيت يتوجان كأفضل ممثلين بإشادة الجميع.
الاثنين 2022/02/14
عالم الرأسمالية وخفاياه

تعتبر جوائز غويا السنوية التي تمنحها الأكاديمية الإسبانية للفنون والعلوم السنيمائية أهم تتويج للسينمائيين في إسبانيا، وقد رسخت هذا العام جوائز دولية كذلك، لتتوج أبرز الأعمال السينمائية والممثلين والمخرجين، في حدث بات محط أنظار عشاق السينما والعاملين في هذا القطاع مع بلوغ الجائزة دورتها السادسة والثلاثين هذا العام، إضافة إلى تتويجاتها التي كانت أكثر تنوعا.

بلنسية (إسبانيا)- فاز فيلم “إل بوين باترون” (مدير الشركة الناجح) التراجيدي الكوميدي عن الرأسمالية للمخرج فرناندو ليون دي أرانوا بجائزة غويا لأفضل فيلم إسباني، وهو أكبر مهرجان سينمائي في إسبانيا، والذي أقيم في بلنسية.

وحصد العمل الذي كان الأوفر حظا لهذه المكافآت التي توصف بـ”أوسكار السينما الإسبانية”، ست جوائز في المجموع بينها عن فئة أفضل مخرج وأفضل ممثل (خافيير بارديم) وأفضل سيناريو.

تتويجات مستحقة

هذه ثاني مرة يفوز فيها ليون دي أرانوا كاتب السيناريو سابقا والبالغ 53 عاما والذي خاض مجال الإخراج في سن متقدمة بجائزة غويا لأفضل فيلم، بعد “لوس لونس آل سول” سنة 2002 والذي نال عنه حينها أيضا خافيير بارديم جائزة أفضل ممثل.

وبات بارديم البالغ 52 عاما الممثل الإسباني الأكثر حصدا للجوائز في تاريخ السينما وواحدا من اثنين فقط من مواطنيه نالا جائزة أوسكار.

¸ مدير بشخصية مركبة

وقال بارديم، مخاطبا المخرج ليون دي أرانوا، “شكرا لك على كتابة شخصية غنية جدا بالتناقضات والتعقيدات، كما أنها مرحة جدا”.

ويحكي فيلم «إل بوين باترون» قصة طريفة من عالم المال والصناعة من خلال حكاية شركة «موازين بلانكو» المختصة في إنتاج الموازين الصناعية والتي تنتظر زيارة لجنة خاصة لتقييم أعمالها لتمنحها  جائزة التميز في ميدان الأعمال. وهو ما يخلق حالة من الترقب والحبكات الجانبية المثيرة التي تعرّي عالم رؤوس الأموال وواقع الصعب للعمال.

وفي الوقت الذي يجب أن تسير فيه الأمور بشكل مثالي لاستقبال لجنة الجائزة بدأت تظهر مواجهات وأحداث تهدد استقرار الشركة، وعندها يحاول المدير بلانكو (الممثل خافيير بارديم) استعادة التوازن المفقود لشركته، حيث يساهم في حل مشاكل موظفيه متجاوزا جميع المشاكل التي تواجهه، في مواقف تتراوح بين الكوميديا
والتراجيديا.

وكان فيلم “إل بوين باترون” حصل على عشرين ترشيحا لجوائز غويا، وهو رقم قياسي يجعل من الفيلم الأكثر ترشيحا في تاريخ المنافسة على ألقاب جوائز غويا بعد تخطيه للرقم القياسي الذي كان منذ 1995 في حوزة فيلم «أيام معدودة» للمخرج إيمانول أوريبي (19 ترشيحا).

وجاءت إحدى المفاجآت في تلك الليلة عندما خسرت بينيلوبي كروز، التي تم ترشيحها إلى جانب زوجها بارديم، جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “باراليل ماذرز” للمخرج بيدرو ألمودوبار.

وذهبت الجائزة إلى الممثلة بلانكا بورتيلو عن فيلم “مايكسابيل” الذي يدور حول امرأة تواجه إرهابيين من جماعة إيتا الانفصالية قتلوا زوجها.

وفازت الممثلة الإسبانية البالغة 58 عاما العام الماضي في مهرجان كان بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في “فولفير” لبيدرو ألمودوفار.

وقدم ألمودوفار وكروز للممثلة الأسترالية كيت بلانشيت أول جائزة تكريم يمنحها المهرجان الإسباني لفنان عالمي.

خطر المنصات

وقالت بلانشيت إن مشاهدتها لأفلام المخرج الإسباني لويس بونويل في المدرسة الثانوية غيرت نظرتها إلى العالم. وأضافت “منذ ذلك الحين انجذبت إلى اللغة البصرية للسينما الإسبانية”.

ودافعت الممثلة الأسترالية عن السينما مبدية قلقها مما تواجهه جراء طغيان منصات البث التدفقي والمسلسلات التي عززت الجائحة الإقبال عليها.

واعتبرت بلانشيت في كلمتها وهي تتسلم جائزتها من الأكاديمية الإسبانية للسينما خلال الاحتفال السادس والثلاثين لتوزيع جوائز غويا الدولية أن “الاحتكارات كارثية وخطرة”.

وقالت “علينا أن نحرص على ضمان الاستمرار في تطوير مشاريع جيدة”. وأضافت “يجب ألا نصبح عبيداً للنمط المتمثل في المسلسلات”.

¸ العمل حصد الذي كان الأوفر حظا لهذه المكافآت التي توصف بـ"أوسكار السينما الإسبانية"، ست جوائز في المجموع بينها عن فئة أفضل مخرج وأفضل ممثل

ومع أن بلانشيت التي أدت دوراً في فيلم Don’t Look Up من إنتاج نتفليكس الذي حقق أخيراً نجاحاً كبيراً، أشارت إلى جودة الإنتاجات من هذه النوع، ورأت أن من الخطأ عدم التفكير في عواقب هذا المعطى الجديد في السوق.

ولم تتردد الممثلة والمنتجة البالغة 52 عاماً والحائزة على جائزتي أوسكار وثلاث جوائز غولدن غلوب، في إظهار التزامها بقضايا مثل النسوية والبيئة وحركة MeToo.

وقبل توجهها إلى بلنسية لحضور أبرز مناسبات السينما الإسبانية ، عرّجت بلانشيت على مدريد للبدء بالعمل على الفيلم المقبل للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار.

وأفادت مجلة Variety السينمائية بأن النجمة الأسترالية لن تكون فقط بطلة هذا الفيلم الذي سيكون العمل الروائي الطويل الأول لألمودوفار باللغة الإنجليزية، بل ستشارك أيضاً في إنتاجه.

والفيلم مقتبس من كتاب القصص الصغيرة A Manual for Cleaning Women للأميركية لوسيا برلين. وقالت بلانشيت “أعرف بيدرو منذ 20 عاماً ونتحدث منذ مدة طويلة عن إمكان العمل على مشروع”.

 

12