العلاج بالتسلّق يعمل على تقوية العضلات وزيادة قوّة التحمل

التسلق يعالج مشكلات وضعيات القوام لدى الأطفال ويحسن حركية الكتف والركبة بعد الإصابات.
الأحد 2022/02/13
التسلق.. فوائد جمة للجسد والنفس

يؤكد أخصائيو العلاج الطبيعي وخبراء اللياقة البدنية على أن التسلق علاج للجسد والنفس حيث إنه يعمل على تقوية العضلات ويزيد من قوة التحمل وفي الوقت نفسه يحارب الاكتئاب واضطرابات الخوف والقلق ونوبات الذعر. كما يحسن التسلق من قدرة التحمل العضلي والمرونة لدى الأطفال ومن توازنهم العام.

برلين - يتمتع العلاج بالتسلق بفوائد جمّة للجسد والنفس على حدّ سواء؛ حيث إنه يسهم في علاج الانزلاق الغضروفي والتصلب المتعدّد من ناحية ويساعد في مواجهة الاكتئاب والقلق من ناحية أخرى.

وأوضحت أخصائية العلاج الطبيعي الألمانية كيرستين روده – فوجت أن العلاج بالتسلق يعد جزءا من العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي؛ حيث إنه يعمل على تقوية العضلات وزيادة قوة التحمل، كما أنه يساعد على تحسين التناسق العضلي العصبي وتنمية المهارات الحركية الدقيقة في اليدين والقدمين.

وأضافت روده – فوجت أن العلاج بالتسلق يدخل في علاج الانزلاق الغضروفي والتصلب المتعدد والسكتات الدماغية ومشكلات وضعيات القوام لدى الأطفال، فضلا عن تحسين حركية الكتف والركبة بعد الإصابات.

ومن جانبه أشار أخصائي الطب النفسي والعلاج النفسي الألماني توماس لوكوفسكي إلى أن العلاج بالتسلق يعد جزءا من العلاج النفسي؛ حيث إنه يستخدم في علاج العديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب واضطرابات الخوف والقلق ونوبات الذعر.

كما يساعد العلاج بالتسلق في استعادة الثقة المفقودة بالنفس وبالآخرين، لاسيما لدى الأشخاص، الذين وقعوا ضحايا للعنف والاغتصاب.

وبدوره أشار أخصائي العلاج الطبيعي الألماني ماريو مويزر إلى أن العلاج بالتسلق ينقسم إلى نوعين، هما: تسلق جدار صناعي يحتوي على صخور من دون حبل أو حزام في ما يعرف باسم “Boulder” على ارتفاع القفز؛ حيث لا يزال بإمكان المتسلق القفز دون التعرض للإصابة؛ حيث تعمل الحصائر الموجودة على الأرض على تخفيف الصدمة.

العلاج بالتسلق يسهم في علاج الانزلاق الغضروفي كما يساعد في مواجهة الاكتئاب والقلق من ناحية أخرى

أما النوع الثاني فيعرف باسم “Toprope”، وهنا يتم تأمين المتسلق بواسطة حبل يمسكه شخص آخر يقف على الأرض.

وجدار التسلق الاصطناعي هو عبارة عن جدار مشيد بشكل مصطنع مع مقابض للأيدي والأقدام، وعادة ما يستخدم في التسلق الداخلي، ولكنه يقع أحيانا في الهواء الطلق. وبعض الجدران عبارة عن إنشاءات من الطوب أو الخشب، ولكن في معظم الجدران الحديثة، تكون المادة الأكثر استخداما هي لوحة سميكة متعددة الإرسال بها ثقوب محفورة فيها.

وفي الآونة الأخيرة، تم استخدام الفولاذ والألمنيوم المصنّعين أيضا. وقد يحتوي الجدار على أماكن لربط الحبال، ولكن يمكن استخدامها أيضا لممارسة تسلق الرصاص أو الصخر الصخري.

وقد يحتوي الجدار على هياكل سطحية مثل المسافات البادئة والنتوءات، أو يتخذ شكل متدلية.

ويتم تشكيل بعض المقابض لتقليد ظروف الصخور الخارجية، بما في ذلك بعض المقابض كبيرة الحجم والتي يمكن أن يكون لها مقابض أخرى مثبتة عليها.

ومن رياضات التسلق رياضة تسلق الجبال وتندرج تحت إطار المغامرات الصعبة والشيّقة في ذات الوقت، حيثُ يحتاج الشخص للقيام بها إلى مجهود جسدي كبير، لكنه سوف يشعر بالمُتعة لقيامه برياضة مُختلفة.

وتحفز حركات الصعود التي يقوم بها الأشخاص أثناء تسلقهم الجبال بالضرورة مجرى الدم في الجسم، وهذا ما يُحسن صحة الجسم بشكل عام، ويُحسن عمل أعضاء الأجهزة الحيوية فيه. كما يقوي تسلق الجبال عضلات القدمين والساقين، والتي يعتمد الشخص عليها في الارتفاع التدريجي، إلى جانب الارتكاز على نقاط معينة يُحددها المتسلق بواسطة المعدات الموجودة معه، وغالبا ما يرتكز المتسلق بقدميه أثناء التسلق، بتثبيتهما إما على المعدات، أو على حواف الشقوق الطبيعية لصخور الجبال، كما أنّها تحرق السعرات الحرارية وتجعل الجسم مرنا ومشدودا ما يزيد اللياقة البدنية، ويعزز صحة الجسم العامة.

كما يمكن التسلق من اختبار قدرة الجسم على التحمل حيث إن الصعود إلى الجبل لا يتمّ على مراحل مُتقطعة، بمعنى أن يقوم المتسلق بصعود نصف المسافة المطلوبة، أو اللازمة للوصول إلى القمة، ثمّ يتراجع نحو الأرض، ليعاود مواصلة مشواره من جديد، فهو مشوار طويل وصعب يبدأ من قاع الجبل، ليصل إلى القمة في الوضع الطبيعي، ولكن قد يُهزم البعض من أول تجربة، فيما يتغلب البعض على مخاطر الصعود من أول تجربة، أو يحاولون مرارا لينجحوا.

Thumbnail

وتُقدم رياضة تسلق الجبال تجربة التعرض للمواقف الصعبة التي تحتاج للصبر النفسي، فقد يتعرض المُتسلق لمشكلة ما أثناء التسلق، تضطره للوقوف عند نقطة ما، وكثيرا ما علق هواة التسلق على الجبال، في حين أُصيب بعضهم بالكسور نتيجة الانزلاق أو التحرك غير المدروس، وعدم توفر الصبر لديهم.

ومن فوائد التسلق الاتزان بين القدرات الجسدية والعقلية ذلك أن التحرك الجسدي يجب أن يتمّ بخفة كبيرة، بالتزامن مع التفكير بكيفية التحرك، وموعد الوصول للقمة، والفترة الزمنية المُستغرقة أثناء الصعود، وكيفية التصرف عند حدوث مشكلة، وغير ذلك من الأمور التي تتطلب الاتزان بين المهارات الجسدية والعقلية، لأنّ عدم التوافق بينهما قد يؤدي إلى فشل الوصول إلى الغاية المطلوبة.

هذا إضافة إلى تعلم الوصول إلى الأهداف فالقمة الفعلية للجبل قد تعني قمم أهداف كثيرة في الحياة، والتي تعتمد على قوة الإرادة والعزيمة والإصرار، كما أنّها تنمي روح المغامرة والمُجازفة والشجاعة وتدفع المتسلق للعمل الجاد.

كما يمكن أن يكون تسلق الصخور تمرينا جيدا للياقة البدنية للأطفال في وقت يشعر فيه الآباء بالقلق بشأن أنماط حياة أطفالهم المستقرة.

ويتضمن تسلق الصخور تسلق صخرة (تل أو جبل) باستخدام اليدين والرجلين وحبل أمان مربوط به فقط. ويمكن أن يكون تسلق الصخور للأطفال نشاطا داخليا أو خارجيا. وعادة ما يتم تسلق الصخور الداخلي على هياكل صخرية مبنية بشكل اصطناعي ويسمح للأطفال بالتسلق في جميع الظروف الجوية وفي أي وقت من اليوم. تُستخدم الأماكن الداخلية كوسيلة لتحسين مهارات وتقنيات التسلق، وكذلك للتمرين والمرح. يوفر تجهيزات حبال وتقنيات آمنة.

ويحسن التسلق من قدرة التحمل العضلي والمرونة لدى الأطفال ومن توازنهم العام ومهارات التنسيق لديهم وعندما ينتقل طفل من مرحلة تسلق الصخور إلى المرحلة التي تليها، سيعزز ذلك ثقته بنفسه. وسيسمح التواجد في نادي أو مجموعة لتسلق الصخور للطفل بالتفاعل مع الأطفال الآخرين أو الكبار الذين لديهم اهتمامات مماثلة. كما وسوف يتعلم خلق الصداقات والعمل في مجموعات. كما أن تسلق الصخور سيعلم الطفل أيضا أهمية ممارسة إجراءات السلامة وأخذ التعليمات لأنه يجب أن يستمع إلى المدرب ويتبعه. كما ستؤدي ممارسة تسلق الصخور إلى تحسين قدرات الأطفال التركيز والتعلم.

16