صيد الثعالب رياضة تراثية في بريطانيا بات يصبغها "العار"

أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين المحبين للحيوانات يريدون توسيع نطاق قانون رعاية الحيوان الجديد.
الاثنين 2022/02/07
انقسامات حول القضية بين مؤيد ومعارض

لندن - بالرغم من أن صيد الحيوانات كان من الهوايات والرياضات الشائعة منذ القدم، فإنها في العصر الحديث ومع تزايد ثقل منظمات رعاية الحيوان، التي تصف هذه الرياضة بأنها دموية ووحشية، أصبحت تثير جدلا كبيرا في بريطانيا، وتسبب حرجا بالغا لرئيس الورزاء بوريس جونسون.

وتنفلت الأعصاب في بريطانيا عندما يأتي الحديث عن مسألة صيد الثعالب.

فعلى سبيل المثال صاحت امرأة من قرية ميلتون ماوبراي محتجة على عمليات صيد الثعالب التقليدية، التي تجري مع بداية العام الميلادي الجديد، وقالت “قوموا بصيد الحيوانات الصغيرة الضارة، فهي التي يجب أن تكون الصيد الحقيقي”.

وصاح آخرون “يا للعار”، تجاه راكبي الخيول الذين يرتدون سترات حمراء اللون، بمناسبة ممارسة رياضة “كورن هانت” التراثية، والتي تعني تعقب الثعالب وصيدها.

وفي غضون ذلك جرى اشتباك بالأيدي بين معارضي ومؤيدي صيد الثعالب، في قرية لاكوك بإنجلترا، بعد احتفالات أعياد الميلاد، وألقت الشرطة القبض على ثلاثة رجال.

ويتردد أن عملية الصيد التراثية، تأسست منذ عدة قرون في بريطانيا، وتطورت لتصبح نوعا من العرف تتم خلاله مطاردة كلاب الصيد لثعلب، ويعقبها فريق من الرجال يسيرون على الأقدام وآخرون يمتطون ظهور الخيل.

ومع ذلك أدى الغضب المتنامي إزاء مطاردة وقتل حيوانات برية، بمساعدة حشد من الكلاب، إلى حظر هذه الممارسة عام 2005.

ودفع النشطاء أيضا بأنه ليست ثمة أدلة علمية قوية، تؤيد الحجة بأن الصيد بالكلاب يساعد على التحكم في أعداد الثعالب.

Thumbnail

وبينما تدور الانقسامات حول هذه القضية بين مؤيد ومعارض، وبينما يأمل هواة الصيد في إلغاء “قانون الصيد”، أشارت آخر استطلاعات الرأي في وقت لاحق، إلى أن الحظر يحظى بمساندة واسعة النطاق بين الجمهور.

ومنذ ذلك الحين تحول الصيادون في قريتي ميلتون ماوبراي ولاكوك وغيرهما من المناطق الريفية، عن صيد الثعالب وبدلا من ذلك جعلوا كلابهم تقص أثر رائحة اصطناعية لهذه الحيوانات، فيما أصبح يعرف باسم “مسار الصيد”.

ومع ذلك يقول المنتقدون إن الصيادين لا يزالون يطاردون حيوانات حية، تحت ستار الشرعية المتمثلة في “مسار الصيد”.

ويقول النشطاء من “رابطة مناهضة الرياضات القاسية”، إن مسار الصيد هو مجرد “مسار من الأكاذيب”، ويصفون هذه الممارسة بأنها “رياضة دموية وحشية”.

ويقولون إن الكلاب التي تتعقب الرائحة الاصطناعية للثعالب، غالبا ما يتشتت انتباهها برائحة الثعالب الحقيقية، وتطاردها حتى تصيبها في مقتل، كما كانت تفعل في السابق.

ويقول المراقبون إن “منظمي عملية الصيد يستخدمون رائحة حقيقية للثعالب، ويحددون طرقا بشكل متعمّد تكون قريبة من الأماكن المعروف أن الثعالب تعيش فيها، مما يعني أنها سرعان ما تصبح فريسة للصيد”.

بينما يقول آخرون إن هذا ليس هو الوضع الحقيقي، وأن الانتهاكات تحدث فقط أثناء عدد محدود من عمليات الصيد، وذلك منذ صدور قانون الحظر.

ويجادلون أيضا بأن هذا النشاط يدعم إيرادات المطاعم والحانات المحلية وأيضا المزارعين، حيث إن عمليات الصيد ينظر إليها على أنها بمثابة احتفالات بهيجة.

وإلى جانب ذلك يمكن أن يساعد الصيادون على الحدّ من “الزيادة السكانية” للثعالب، وفقا لما يقوله المؤيدون.

وتعد الثعالب حقا من المناظر المألوفة في بعض المدن مثل لندن، حيث يمكن رصدها وهي تتجول في أفنية قصر باكنجهام.

غير أنه يبدو أن المزاج العام آخذ في التحول، وكانت ثمة ضربة رمزية للصيادين عندما صوت مؤخرا أعضاء في “الصندوق الوطني”، وهو أحد كبار ملاك الأراضي في بريطانيا، بشكل كاسح لحظر عمليات الصيد في الأراضي التابعة له.

Thumbnail

وجاء ذلك بعد أن روج عضو بارز في لوبي الصيد لممارسة “مسار الصيد”، كغطاء لعمليات الصيد غير المشروعة، وذلك في ندوات داخلية نظمت على شبكة الإنترنت والتي أصبحت علنية بعد ذلك.

وتم تغريم هذا العضو مبلغ 3500 جنيه إسترليني (4700 دولار)، ولكن الأسوأ من الغرامة هو الضرر الذي أصاب مصداقية الصيادين.

وحذا عدد آخر من ملاك الأراضي حذو نموذج “الصندوق الوطني”، ومن جهة أخرى دعا أيضا حزب العمال أكبر أحزاب المعارضة في بريطانيا، إلى تطبيق الحظر.

وأصبحت هذه قضية ذات حساسية بالنسبة إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون.

فالعديد من النواب البرلمانيين المنتمين إلى حزب المحافظين الحاكم، والذين يمثلون مناطق ريفية يعدون من مؤيدي عمليات الصيد.

ومع ذلك فقد يواجه الصيادون مسارا صعبا في المستقبل، فقد أعلنت الحكومة خططا لتشديد العقوبات على التعقب غير القانوني للأرانب البرية.

كما يريد أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين المحبين للحيوانات، توسيع نطاق قانون رعاية الحيوان الجديد، والذي تتم مناقشته حاليا في البرلمان، وحظر “مسار الصيد” على أن توقع عقوبة السجن على من يخرق القانون.

وهم لديهم أيضا تأييد لهذا على أعلى مستوى، وتشارك كاري جونسون زوجة رئيس الوزراء في أنشطة مؤسسة رعاية الحيوان المرتبطة بحزب المحافظين.

كما انتقدت علانية مسارات الصيد، وقالت “بل إنني حتى شاركت في حملات ضدها، عندما كنت أصغر سنا، وذلك عن طريق ارتداء قناع ثعلب والتنكر في شكله”.

20