بساطة التصاميم الرواندية على منصات الموضة العالمية

الهوية الرواندية تدخل في جوهر عدد كبير من العلامات التجارية المحلية.
الأحد 2022/01/30
هوية الأفارقة

بعد أن تصدرت ماركات عالمية عديدة منصات الموضة في العالم واستهوت النجوم والأثرياء، تدخل الملابس الرواندية ببساطة تصاميمها التقليدية إلى عالم الموضة بنفس إثني يعبر عن الثقافة الأفريقية.

كيغالي – عرف ماثيو روغامبا أنّ علامته التجارية الرواندية وصلت إلى العالمية عندما حضر جونيور نيونغو شقيق الممثلة لوبيتا نيونغو الحائزة على جائزة أوسكار ببزة من تصميمه خلال العرض العالمي الأول لفيلم “بلاك بانثر”.

وبعد ساعات من الحدث المبهر في لوس أنجلس، شهد الموقع الإلكتروني الخاص بعلامة روغامبا التجارية “هاوس أوف تايو” إقبالاً كثيفاً، مع تدفّق الاستفسارات من جميع أنحاء العالم حول تصاميمه الراقية.

ويقول روغامبا (32 عاماً) “ما حدث غيّر مسار الأمور في حياتي”، وهو لا يزال مندهشاً من التحوّل الذي دفع بعلامته التجارية “المصنوعة في رواندا” إلى السجادة الحمراء في هوليوود.

كيغالي تجتذب زبائن مخلصين من السكان المحليين الأثرياء والأجانب المقيمين في البلاد والروانديين المغتربين والسياح

ويضيف المصمّم الذي يحمل الجنسيتين الرواندية والبريطانية “أمضينا سنوات ونحن نؤكّد للناس أنّ أزياءنا جيّدة (…) لكن في بعض الأحيان تحتاج إلى لحظات كهذه لتنقل عملك إلى مرحلة أهم”.

ولم تصل كيغالي بعد إلى أهمية لاغوس مركز الموضة الأفريقية في عالم الأزياء، لكن عاصمة الدولة الصغيرة تستضيف أسبوع الموضة الخاص بها وتجتذب زبائن مخلصين من السكان المحليين الأثرياء والأجانب المقيمين في البلاد والروانديين المغتربين والسياح.

ويقول إيمانويل سفاري، وهو محامٍ وزائر دائم لمتجر “هاوس أوف تايو” الواقع في حي راق في كيغالي “تعجبني الطريقة التي يصمّمون ويخيّطون بها ملابسهم، وأحبّ كذلك بساطة التصاميم”.

ويتابع “تشعر بالارتياح عندما ترتدي هذه الثياب!”.

حتى أن بعض العلامات التجارية الرواندية جذبت انتباه الرئيس بول كاغامي الذي التُقطت صورة تظهره مرتدياً قميصاً من ماركة “موشنز” المحلية.

وتعتبر صاحبة ماركة “رواندا كلوثينغ” جوسلين أمتونيواسه أنّ أسلوب كيغالي في خياطة الملابس “حديث وإثني ومتجذّر في هوية بلدنا”.

وتدخل الهوية الرواندية في جوهر عدد كبير من العلامات التجارية المحلية التي تتفوّق في إنتاج الملابس المفصّلة حسب الطلب، بالاعتماد على تقليد الخياطة الذي يعود إلى عقود.

وعلى سبيل المثال، تُدخل أوموتونيواسه في تصاميمها خصائص التصاميم الهندسية لفنّ إيميغونغو، وهو أسلوب رواندي في الرسم يُستخدم فيه روث البقر وصباغات طبيعية.

كذلك يُضاف الخرز المُستخدم عادةً في القبعات الملكية وغيرها من القطع التقليدية إلى طيات السترات، بينما تعتمد علامة الأحذية الرواندية “أوزوري كاي أند واي” تقاليد الحياكة الرواندية في صنع صنادل بأشرطة مجدولة.

الشباب حريصين على تغيير صورة رواندا
الشباب حريصين على تغيير صورة رواندا

وتوضح الشريكة المؤسِسة للعلامة التجارية إيسولده شيموه أنّ المصمّمين الشباب مثلها كانوا حريصين على تغيير صورة رواندا، وتقول “قبل عشر سنوات، عندما كنت تكتب رواندا في محرك البحث غوغل كنت ترى فقط السواطير، ومشاهد لأشخاص يقتلون بعضهم البعض ولأطفال جياع في الشوارع”.

وتضيف “نحن كمصممين في رواندا نساهم كذلك في تحسين صورة البلاد ونظرة الآخرين إليها، لأنّ رواندا لا تقتصر فقط على خلفياتها التاريخية، نحن أفضل من ذلك”.

ومدّت الحكومة يد العون لمهنة تصميم الأزياء في رواندا، إذ زادت في 2016 – 2017 بشكل كبير الضرائب على الملابس المستعملة المستوردة بشكل أساسي من الولايات المتحدة وأوروبا لتشجيع المصمّمين المحليين.

وفي الوقت نفسه أعفت الحكومة المصمّمين من دفع الضرائب على استيراد النسيج، ما أعطى دفعة للصناعة الناشئة، وفق أوموتونيواسه.

لكن مع وجود أكثر من 80 في المئة من الروانديين في المناطق الريفية، وفقاً للبنك الدولي، لا يستطيع الكثير منهم تكبد ثمن شراء ملابس العلامات التجارية المحلية.

وتقول أوموتونيواسه التي تتراوح أسعار تصاميمها بين 70 دولاراً للقميص و80 للفستان “إنّ صغر حجم السوق يمثّل تحديات كبيرة”.

وتوضح “قبل ثماني سنوات عندما أردنا إطلاق علامة تجارية لصناعة الأحذية، كنّا بحاجة إلى عمّال ليسو بالضرورة ماهرين، ولم نتمكّن من العثور على أي شخص لديه خبرة أو مهارة في صناعة الأحذية”.

وفي إشارة إلى آفاق نمو هذا المجال، تشير شيموه إلى أنّ نحو 1100 موظف درّبتهم بنفسها انطلقوا لتأسيس علاماتهم التجارية الخاصة. وتقول “إنّها دورة رائعة تمكنّا من إحداثها”.

Thumbnail
20