الشركات تخوض ماراثونا شاقا لاجتياز عيوب المركبات متناهية الصغر

يكتنف الغموض آفاق انتشار السيارات متناهية الصغر والتي يبدو أنها رغم ما تنطوي عليه من عيوب تشكل محرار توسع الشركات التي تصنعها ونجاحها نتيجة التغيرات المتسارعة في هذا المجال مما أدخل تلك الشركات في سباق مع الوقت من أجل التغلب على كل المطبات التي تقف أمامها.
برلين- يتجه الكثير من مصنعي السيارات وحتى الشركات الناشئة بشكل متزايد في الآونة الأخيرة للبحث عن حلول تنسجم مع طبيعة المدن المزدحمة عبر نماذج مميزة وسهلة الاستخدام وغير مكلفة.
وينصبّ تركيز المبتكرين خلف الكواليس في الشركات لاجتياز العيوب التي رافقت الأجيال السابقة من المركبات متناهية الصغر التي تم تصنيعها قبل تزويد السوق بأساطيل منها لاحقا.
وتمتلك هذه الفئة وخاصة التي تعمل بالبطاريات فرصا واعدة لتحقيق انتشار واسع مستقبلا وذلك بفضل حجمها المناسب كما أنها تعتبر صديقة للبيئة بفضل انخفاض انبعاثاتها.
ويؤكد المختصون أن المركبات متناهية الصغر تقدم بالفعل حلا لواحدة من أكبر مشكلات العصر، ألا وهي التكدسات المرورية بالمدن الكبرى المزدحمة.

ويم أوبتر: ميزة هذه الفئة تتعلق بالحجم بغض النظر عن نظام دفعها
ورغم ارتفاع أسعارها مقارنة بالسيارات التقليدية وحتى الفئات الكهربائية الأكبر حجما فإن هذه الطرز تتميّز بعملية شحن سهلة باستخدام الأسلاك المتوفرة عبر الربط مع مصدر طاقة عبر قابس تحت شعار العلامة التجارية الموجود على الغطاء الأمامي للسيارة.
ومع كل ذلك لا يزال هناك شعور عام في عدة مجتمعات بأن السيارات الصغيرة تميل إلى أن تكون أكثر خطرا من السيارات الكبيرة. ويتفق المختصون مع هذا الأمر فهم يرون أن هذا الشعور يبدو صحيحا نوعا ما رغم التطور التكنولوجي الحاصل على صعيد السلامة والتقنيات المتقدمة المساعدة للقيادة الآمنة.
ويقولون إنه من البديهي أن تساهم التكنولوجيا البسيطة التي يتم تزويد السيارات متناهية الصغر بها في الحدّ من مخاطر الحوادث، وهو ما أثبتته بالفعل العديد من الدراسات والتجارب العملية.
ويعتقد الخبراء أن هذه النوعية من المركبات حتى لو كانت صديقة للبيئة تنطوي على عيوب تتعلق بالسلامة والثبات على الطرق ولذلك تسعى الشركات المصنعة إلى التغلب عليها.
وأوضح ويم أوبتر المدير التنفيذي لشركة ميكرولينو، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أن الميزة الأكبر للسيارات متناهية الصغر تخص حجمها في المقام الأول بغض النظر عن نظام دفعها.
وتحتاج هذه الفئة من السيارات بفضل الأبعاد الصغيرة للغاية إلى مساحة صغيرة في حركة المرور وأماكن الصف للانتظار، لكن ما يعيبها عدم استيفاء متطلبات السلامة وتجهيزاتها بشكل جيد مع عدم الثبات على الطريق أثناء القيادة بسرعات عالية.
ويتسع نطاق الإنتاج في هذا القطاع من السيارات متناهية الصغر، والذي يشارك فيه بشكل أساسي علامات تجارية من فرنسا وإيطاليا.
وتعرض شركات مثل ليجير وآيكزام وكازاليني وبياجو مجموعة واسعة من الموديلات التي تتراوح أسعارها بين 10 و20 ألف يورو، والتي تتنوع في أشكال الهيكل كالكابريو، وتقنيات الدفع كالكهربائية والمعتمدة على محرك البنزين أو الديزل.
ومن المفترض أن يجد الدفع الكهربائي طريقه إلى هذه الفئة من السيارات بما تتطلبه من بطاريات صغيرة الحجم، مع عدم الحاجة إلى مدى سير كبير جدا.

السيارات متناهية الصغر تنطوي على عيوب تتعلق بالسلامة والثبات على الطرق
وأطلقت أوبل سيارتها روكس-إي متناهية الصغر، التي لا يتعدى طولها المترين ونصف المتر، بينما يبلغ وزنها أقل من نصف طن وتحديدا عند نحو 425 كيلوغراما.
وتعتمد السيارة، التي يتم تجهيزها بمقعد واحد أو مقعدين، على سواعد محرك كهربائي بقوة أربعة كيلوواط يصل بها إلى السرعة القصوى 45 كيلومترا في الساعة.
وتقدم رينو سيارتها تويزي ضمن هذه الفئة. ومن الأمثلة على هذا ما أعلنته شركة ميكرولينو عن تطوير سيارتها ميكرولينو الصغيرة، التي تتّسع لشخصين، وتعتمد على نظام الدفع الكهربائي الخالص.
وقد قدم المشروع البحثي أديبتيف سيتي موبيليتي (أي.سي.أم) سيارة كهربائية صغيرة تحمل اسم سيتي، وتعتمد على نظام دفع كهربائي مع بطارية يمكن استبدالها لعملية الشحن.
والمشروع يستهدف التنقل المدني المتوائم حيث ترفع السيارة الكهربائية الصغيرة ذات الثلاثة مقاعد شعار “التكيف”، وذلك بالنظر إلى تصميمها الداخلي المتغير، وبطارياتها القابلة للاستبدال لتناسب الاستخدام داخل المدن.
وتظهر السيارة سيتي بطول يتجاوز ثلاثة أمتار وعرض عند نحو 1.6 متر، كما تعتمد على بطاريات كهربائية مثبتة في درجين أسفل أرضية السيارة يمكن إخراجهما وخلعهما بهدف إعادة الشحن.
هذه الفئة من السيارات تحتاج بفضل الأبعاد الصغيرة للغاية إلى مساحة صغيرة في حركة المرور وأماكن الصف للانتظار، لكن ما يعيبها عدم استيفاء متطلبات السلامة
ويقول المشرفون على مشروع سيتي إن البطاريات تم تقسيمها إلى 8 وحدات يزن كل منها 15 كيلوغراما بسعة اثنين كيلوواط ساعة.
والسيارة لا تتميز بإمكانية تغيير البطاريات وحسب، ولكن أيضا يمكن تغيير شكل المقصورة الداخلية لتناسب مهام النقل، فبخلع المقاعد الخلفية تنشأ مساحة سعتها 1200 لتر.
وينبض داخل السيارة محرك بقوة 15 كيلوواط يعمل على المحور الخلفي للسيارة، ويصل بها إلى السرعة القصوى 90 كيلومترا في الساعة، كما تصل البطاريات بسعة مجموعها 16 كيلوواط ساعة إلى مدى السير 160 كيلومترا.