أصغر طيارة تنجح في جولة بمفردها حول العالم

الشابة زارا رذرفورد عاشقة للمغامرة والطيران تقرر الإقلاع بطائرتها خفيفة الوزن في رحلة حول العالم تضم 52 دولة في خمس قارات منها دول عربية، وتنجح في العودة سالمة إلى بلجيكا محطتها الأخيرة التي قد تدخل بها غينيس للأراقم القياسية.
بروكسل - عادت زارا رذرفورد، التي تبلغ من العمر 19 عاما، إلى بلجيكا الخميس، بعد جولة حول العالم شملت 52 دولة في خمس قارات، مما قد يجعل منها المرأة الأصغر سنا التي تقوم بمثل هذه الجولة بمفردها.
وأظهرت لقطات بث مباشر هبوط رذرفورد في مطار كورتريك ويفلجيم، المحطة الأخيرة.
وانطلقت رذرفورد من بلدة كورتريك البلجيكية في أغسطس في جولة استكشافية استغرقت 156 يوما، في محاولة لتحطيم الرقم القياسي العالمي.
وهبطت الطيارة في المحطة قبل الأخيرة وهي قرية إيجلسباتش الألمانية الأربعاء، في ظروف مناخية صعبة، حيث تسببت الرياح المعاكسة القوية والمطبات الهوائية والأمطار في جعل الرحلة أطول مما كانت تأمل.
وردا على سؤال عما إذا كانت ترغب في تكرار الرحلة، قالت رذرفورد للصحافيين “لن أفعل ذلك مرة أخرى. كانت هناك لحظات رائعة، لكن كانت هناك أيضا لحظات شعرت فيها بالخوف على حياتي”.
وفي الأسبوع الأول من يناير حطت الشابة المغامرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، قادمة من دولة الإمارات.
وعبرت عن سعادتها بوصولها إلى مدينة الرياض، وقالت “لقد تجاوزت الرحلة كل توقعاتي ومنحتني لحظات لا تنسى وتحديات هائلة، واستمتعت بالمنظر الرائع عند التحليق فوق المملكة، وكانت كل لحظة مررت بها بمثابة تجربة استثنائية”.
وفي الإمارات التقت رذرفورد بعائشة الهاملي أول طيارة إماراتية، ومروة المطروشي أول موظفة إماراتية في مراقبة الحركة الجوية، وتحدثن عن كيفية تشجيع الفتيات والشابات على تحقيق أحلامهن المهنية، لاسيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والطيران.
وعن أطول وأصعب الرحلات التي قطعتها رذرفورد، أشارت إلى أن زمن الرحلة الأطول بلغ ثماني ساعات، وهو الوقت الذي استغرقته لتصل بطائرتها من مومباي إلى دبي، موضحة أن “الرحلة التي عادة ما تنجز في الطائرات العادية خلال ثلاث ساعات، استغرقت ثماني ساعات كانت بأكملها فوق مياه البحر، وتطلّبت تمهلا وترويا وحذرا فرضته تقلبات الطقس والرياح القوية التي جعلت منها واحدة من التجارب الصعبة”.
ولا يزال يتعين التأكيد رسميا من قبل موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية ما إذا كانت الفتاة حققت ذلك. وتتوقع رذرفورد الحصول على لقب أصغر امرأة تكمل هذا الإنجاز، وكذلك أصغر شخص، من الجنسين، يقوم بالجولة بمفرده على متن طائرة خفيفة.
وحال التأكيد الرسمي، تكون رذرفورد تفوقت على صاحبة الرقم القياسي الحالي الأميركية شايستا وايز، التي قامت بجولة حول العالم بمفردها وهي في الثلاثين من عمرها في عام 2017. أما صاحب الرقم القياسي من الرجال، فهو ميسون آندروز الذي كان عمره 18 عاما عندما أكمل تلك الرحلة عام 2018.
وروجت رذرفورد، التي تحمل الجنسيتين البلجيكية والبريطانية، لرحلتها الملحمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت إنها تأمل في أن تشجع رحلتها النساء على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وفي أن تثير اهتمام الفتيات بالطيران.
وبحسب موقعها على الإنترنت، حلقت رذرفورد بطائرة خفيفة الوزن منتجة في أوروبا تسمى “شارك” (القرش) قادرة على الطيران بسرعة 300 كيلومتر في الساعة.
وقالت رذرفورد “خلال سنوات نشأتي، لم أر الكثير من الطيارات. ولطالما قلت إنه أمر محبط للغاية”، لكنها تصف نفسها بالمحظوظة، كونها ولدت في عائلة تعشق الطيران، وحظيت بتشجيعهم ودعمهم لها، مشيرة إلى أن أملها أن تحافظ على هذا الإرث الممتد إلى جدودها.
وتبدأ رذرفورد دراستها الجامعية في سبتمبر وتحلم بأن تصبح رائدة فضاء، قائلة “سأدرس الهندسة… ربما في بريطانيا أو الولايات المتحدة”.