دمشق تخفف قيود تمويل البنوك لمشاريع الطاقة النظيفة

تسهيلات ائتمانية تهدف إلى التشجيع على إنشاء مشاريع تنتج الكهرباء من الطاقة البديلة لمواجهة تنامي الطلب المحلي.
الثلاثاء 2022/01/18
أزمة مالية تفرض التحول إلى الطاقة المتجددة

دمشق - قرر مجلس النقد والتسليف السوري التابع للبنك المركزي السماح للقطاع المصرفي المتعثر أصلا، بمنح تسهيلات ائتمانية لتمويل عدد من المشاريع الصناعية والطاقة المتجددة دون التقيد بسقوف الإقراض المحددة.

وذكرت وسائل إعلام محلية الاثنين أن المجلس اتخذ تلك الخطوة بهدف التشجيع على إنشاء مشاريع تنتج الكهرباء من طاقة الشمس والرياح، لمواجهة تنامي الطلب المحلي.

ولا تأتي محاولات حكومة دمشق اللجوء إلى مصادر الطاقة البديلة للتغلب على مشكلة نقص الكهرباء من باب التحول إلى صداقة البيئة، بقدر ما تفرضه الأزمة المالية الخانقة، في ظل الحظر الأميركي الخانق وعراقيل التمويل الخارجي التي تقف حائلا دون تحقيق خططها.

وبرزت الطاقة المتجددة في سوريا كأحد الحلول الممكنة بالنسبة للحكومة في دمشق، لدعم شبكة الكهرباء المتضررة والمحافظة على استدامة الإمدادات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وسط تذمر سكان البلد الذي يعاني من ويلات حرب منذ أكثر من عشر سنوات.

وظهرت الحاجة إلى الطاقة النظيفة بشكل ملح خلال السنوات الخمس الأخيرة، بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، حيث شرعت الحكومة في تقدم تسهيلات للمستثمرين الذين يستوردون الألواح الشمسية وتركيبها في مناطق معينة قريبة من محطات الكهرباء.

5 آلاف ميغاواط الاحتياج الفعلي من الكهرباء بينما يتم إنتاج بين 1500 وألفي ميغاواط

وتشير تقديرات المؤسسات المالية الدولية إلى أن إنتاج محطات توليد الكهرباء بالبلاد كان يبلغ نحو 8 آلاف ميغاواط يوميا قبل اندلاع الأزمة، وكانت تمتلك فائضا تقوم بتصديره إلى دول الجوار، فيما انخفض الإنتاج حاليا إلى ما بين 1500 وألفي ميغاواط يوميا.

وتؤكد المؤسسة العامة لنقل الكهرباء الحكومية أن الاحتياج الفعلي للبلاد من الكهرباء يبلغ حوالي خمسة آلاف ميغاواط يوميا، لتغطية طلب المستهلكين دون أي تقنين.

وكانت مديرية تنظيم قطاع الكهرباء والاستثمار الخاص بوزارة الكهرباء، قد قالت الصيف الماضي إنها منحت قرابة 157 رخصة لتوليد الطاقة من المصادر المتجددة منذ العام 2016، حيث يبلغ سقف الإنتاج لكل مشروع 10 ميغاواط.

وفي أغسطس الماضي، قدمت وزارة الكهرباء حصيلة خسائر القطاع بسبب الدمار الذي لحق بالشبكة ومحطات التوليد منذ بدء الأزمة، وسط تشكيك في أن الخسائر المعلنة أكبر بكثير من ذلك.

وذكرت الوزارة في تقرير نشرته وكالة الأنباء السورية حينها أن إجمالي الخسائر المباشرة وغير المباشرة لقطاع الطاقة الكهربائية جراء الحرب، بلغ نحو 6.1 تريليون ليرة (24.4 مليار دولار)، بعدما كانت الشبكة تغطي نحو 99 في المئة من مساحة البلد.

وجاء في التقرير أن الخسائر المباشرة التي تعرض لها القطاع منذ العام 2011 وحتى نهاية 2020 قدرت بنحو 8.1 مليار دولار، فيما كانت حصيلة الخسائر غير المباشرة نحو 16.3 مليار دولار.

11